تركت سوريا للقاصفين.. من ماذا تحمي روسيا الأسد؟

تركت سوريا للقاصفين.. من ماذا تحمي روسيا الأسد؟
اكتسى التدخل العسكري الروسي في سوريا ومنذ بدايته العلنية في أيلول 2015، بشيء من الغموض، لم يكشف عنه إلا بعد فترة طويلة، خاصة ما كتب قبل التدخل بأعوام عن صفقات الغاز، ومناطق الثروات الطبيعية "العذراء" في سوريا، ليكتشف السوريون بلحظة ما أن موسكو لم تكن تحمي الأسد إلا من شعبه.

التدخلات الأجنبية في سوريا

صافرة التدخلات في سوريا ابتدأت في العاشر من شهر أيلول/ سبتمبر إذ أعلن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أنه أوعز ببدء شن الغارات في سوريا دون انتظار موافقة الكونغرس، وأمر بتكثيف الغارات في العراق.

وكان الهدف من ذلك التحرك إطلاق تحالف يضم أكثر من عشرين دولة، ويهدف لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، ووقف تقدمه في العراق وسوريا بعدما سيطر التنظيم على مساحات شاسعة في البلدين.

وفي يوم 19 سبتمبر/أيلول، دخلت فرنسا على خط المواجهة كثاني دولة تشارك في الحملة بتنفيذها عدة ضربات جوية ضد تنظيم الدولة، وكذلك أرسلت قوات خاصة إلى كردستان العراق لتدريب القوات الكردستانية على استعمال السلاح الذي أرسلته.

ويوم 23 سبتمبر/أيلول، شنت كل من الولايات المتحدة والبحرين والأردن وقطر والسعودية والإمارات أولى غاراتها ضد تنظيم الدولة في سوريا.

ردود الفعل الرسمية للنظام لم تكن على مستوى الحدث، حيث قال وزير خارجية النظام وليد المعلم، إن النظام لن يسمح بشن أي غارات على الأرض السورية دون التنسيق معه.

وبعدها، زاد عدد دول التحالف حتى بلغ أكثر من عشرين، منها من تدخل في العراق وسوريا، وأخرى اكتفت بسوريا فقط، أو بالعراق فقط، وتنوعت أيضا أشكال التدخل، بين الغارات وإرسال قوات عسكرية للتدريب وتقديم النصح، والدعم اللوجستي.

كوباني..

وفي مدينة عين العرب (كوباني) التي سيطر عليها تنظيم الدولة في العام 2014، وشهدت أكثر المواجهات دموية، استعانت القوات الكردية بشدة بالقوات الأمريكية التي دعمت التغطية الجوية، لتمشيط المناطق التي كانوا يسيطرون عليها.

واتفقت جميع الدول المشاركة بالتحالف على عدم إرسال قوات مقاتلة على الأرض، والاكتفاء فقط بتدريب وتسليح الجيش العراقي و"المعارضة السورية المعتدلة" والقوات الكردية.

درع الفرات..

ابتدأت عملية درع الفرات في آب عام 2016، بهدف طرد تنظيم الدولة من مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا، حيث دعمت الأخيرة العملية جوياً ولوجستياً.

وسيطرت درع الفرات على مساحات شاسعة من الأرض السورية بدءاً من جرابلس وصولاً إلى مدينة الباب أكبر معاقل تنظيم الدولة في ريف حلب الشرقي، مروراً بعشرات المدن والقرى والبلدات الأخرى.

ووصلت قوات درع الفرات إلى خط تماس مع النظام، وقوات سوريا الديمقراطية، لكن اشتباكاً بين تلك القوى الثلاثة لم يحصل.

القصف الإسرائيلي..

اعتاد السوريون على القصف الإسرائيلي لمواقع وأهداف لنظام الأسد في سوريا، أو لميلشيا حزب الله، حيث تقوم الطائرات الإسرائيلية بقصف تلك الأهداف في كل مرة ترى أن ذلك متاحاً، خاصة في ظل احتفاظ نظام الأسد بحق الرد في كل مرة.

ولعل أبرز جولات القصف الإسرائيلي كان في عام 2007، عندما تم استهداف موقع قالت اسرائيل يومها إنه موقع نووي، في منطقة الكبر بريف دير الزور الشرقي.

وتوالت القصوفات خلال الثورة السورية، فمن الديماس، إلى جمرايا، إلى مطار المزة، والقنيطرة، والمناطق الحدودية، إلى قائمة الاغتيالات التي نفذت عبر الطيران كان أبرزها اعتيال "سمير القنطار" المواالي لحزب الله في جرمانا بدمشق، قوبلت جميعها بالاحتفاظ بحق الرد، دون ان تنبس الإدارة الروسية ببنت شفة.

ممن حمت روسيا الأسد؟

لم تشهد كل تلك التدخلات التي شهدتها الأرض السورية من القصف الإسرائيلي، والضربات العسكرية الأجنبية الأمريكية والفرنسية والبريطانية، والتركية، أي رد او مواجهة تذكر مع القوات الروسية التي جاءت تحمي الأسد، بل على العكس كان هناك تنسيق عال بين كل تلك القوى بما فيها روسيا، التي نسقت مع إسرائيل عدم تضارب طيرانهما، ونسقت مع واشنطن عندما أخبرتها الأخيرة بضرب مطار"الشعيرات" فممن جاءت روسيا تحمي الأسد إلا من شعبه؟

التعليقات (1)

    أبو عبد الله

    ·منذ 7 سنوات 3 أسابيع
    المسألة ايران ضحكت على روسيا وهي التي ورطتها في سوريا .. وهذا التدخل كلف روسيا المليارات وهي أن شاء الله في طريقها للانهيار ولن تستطيع حماية الاسد ..
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات