لم نصدق أوباما فهل نصدق ترامب.. بشار الكيماوي بين رئاستين

لم نصدق أوباما فهل نصدق ترامب.. بشار الكيماوي بين رئاستين
لا يمكن التكهن بنسبة من كان يصدق أن الإدارة الأمريكية ستقوم بقصف نظام بشار الأسد بعد استهدافه الغوطة الشرقية وبلدة المعضمية بالسلاح الكيماوي في آب 2013 والذي ارتقى على إثره أكثر من 1700 شهيد، ولكن يمكن الجزم بأن نسبة قليلة جداً هي من توقعت أن التصعيد اللفظي الأمريكي وتحريك قطعاتها البحرية وكل تلك البروباغندا التي اشترك بها أوباما ووزير خارجيته كيري عبر سيل من التصريحات النارية ستؤدي لاتفاق أخرق بوساطة إسرائيلية اقتضى بمصادرة مخزون سوريا من السلاح الكيماوي فقط!.

موقع "Bloomberg": كشف سفير إسرائيل السابق في واشنطن أن بلاده لعبت دوراً أساسياً في خطة نزع ترسانة السلاح الكيماوي السوري وقدمت بذلك مساعدة مباشرة للرئيس الأمريكي أوباما عبر تقديم مخرج له للتخلص من "الخط الأحمر" الذي وضعه.

تاريخ العلاقة بين روسيا وأمريكا يظهر عدة مواجهات تصل فيها التهديدات من أحدهم لدرجة خطيرة قبل أن يقبل بالتراجع مقابل ثمن باهظ من الطرف الآخر هذا ما حصل في "أزمة الصواريخ الكوبية" ويومها كان الرئيس الأمريكي "جون كندي" أطلق سيلاً من التهديدات وحرك البوارج الحربية بحيث إن العالم حبس أنفاسه بانتظار الحرب النووية قبل أن تتراجع موسكو وتقدم لكندي ما كان يطلبه مقابل أن يسحب تهديده بضرب كاسترو ويبقى السؤال الذي لا يمكن الإجابة عليه لو أن موسكو لم تتراجع ما الذي كان كندي ينوي فعله؟ هل كان على استعداد لبدء معركة نووية فعلاً؟ في الواقع الحيرة في الإجابة على هذا السؤال بالذات هي سر ما تبعه من اتفاقيات.

ركزت إدارة دونالد ترامب في تصريحاتها الأولى على إدانة مجزرة خان شيخون الكيماوية من جهة ومن جهة أخرى قالت بشكل واضح إن هذه المجزرة تتحمل مسؤوليتها إدارة أوباما التي فشلت في الحفاظ على قوة الردع وتخلت بمجانية عن تهديداتها وسمحت للعربدة الروسية أن تصل إلى أقصاها فهددت تركيا العضو في الناتو وأعلنت الحرب على أوكرانيا لأنها اختارت التمرد على موسكو والتقرب من النادي الغربي بل واحتلت روسيا جزيرة القرم الأوكرانية بكل بساطة وبدون أدنى ردة فعل من إدارة أوباما، أما إيران فهي تمددت إلى اليمن وهددت السعودية عدا عن قيامها بمحاولة اغتيال السفير السعودي بواشنطن دون رد أمريكي وأجبرت أوباما على دفع فدية لإطلاق سراح سجناء أمريكيين من سجونها.. وهل بعد هذا ذل.

نائب الرئيس مايك بنس في تصريح لشبكة "FOX News" الأميركية، أمس الأربعاء، "لأكون واضحاً.. كل الخيارات متاحة" بخصوص هجوم الأسد الكيماوي على خان شيخون

وكأن ترامب أراد بتكريره اللوم لأوباما القول إن الفوضى الدولية والتي عليه مواجهتها اليوم جاءت بالمقام الأول بسبب سلفه لتنتقل التصريحات الأمريكية في اليوم الثاني على المجزرة لمستوى جديد ولعل تصريح ترامب الذي لا يصنف عادة تحت بند السياسة بان هذه المجزرة غيرت من وجهة نظره بالأسد عبر فعلا عما يدور برأسه وخيبة أمل حقيقية بروسيا وليطلق تصريح ترامب العنان لمسؤولي إدارته فبعد ساعات على تصريحاته كان نائبه "مايك بنس" وفي لقاء مع شبكة "FOX News" الأمريكية يعيد القول بأن أوباما هو من يتحمل مسؤولية هذه المجزرة وكل الجرائم التي ترتكب في سوريا وكان الجديد في تصريحات بنس هجومه المباشر على روسيا ليؤكد في نفس اللقاء على أن الإدارة الأمريكية لن تصمت إزاء تحركات كوريا الشمالية.

لا يمكن قراءة تطور ما يصدر عن إدارة ترامب خارج الإذلال الذي تتعرض له أمريكا فكوريا الشمالية تتحدى الإدارة وبالرغم من تهديدات ترامب الواضحة قامت بيونغ يانغ باجراء تجربتها الصاروخية أيام قبل وصول الرئيس الصيني إلى واشنطن ومن المعروف أن الصين هي الراعي الأساسي لكوريا الشمالية بحيث لا يمكن قراءة تصرف كوريا الشمالية خارج الضغط الصيني على أمريكا ومن جهة أخرى يرى الكثير من المحللين في مجزرة خان شيخون رسالة تحدي روسية وإيرانية في آن معا لواشنطن وعليه جاء الدور على ترامب في الرد الذي لن يكون بالضرورة عسكريا.

بالمقارنة كان من المتوقع من أوباما أن يطلب الكثير مقابل عدم توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد كان يمكنه الطلب من موسكو وطهران الترتيب للإطاحة بالأسد والترتيب لما بعده وهذا على ما يبدو ما ينوي ترامب فعله وهو بدأ بحملة التصريحات وليس أداء مندوبته في الأمم المتحدة إلا البداية على ما يبدو لأيام لن تكون هانئة على الأسد وموسكو.

التعليقات (1)

    المضروب على راسة

    ·منذ 7 سنوات أسبوع
    يمكن تقوم الحرب العالمية الأخيرة فتحرق الأرض وما عليها ولن يبقى الا من رحم ربي.حينها سيبحث العرب عن كرامتهم بين الحطام ان بقى من مخبر
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات