هل يفعلها؟.. ترامب : موقفي من الأسد تغير كثيراً بعد هجوم إدلب

وقصفت قوات الأسد فجر الثلاثاء مدينة خان شيخون في ريف إدلب، بالأسلحة الكيماوية، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال باختناق، وذلك في ثاني أكبر هجوم كيماوي من نوعه في سوريا منذ هجوم مماثل بغاز السارين في الغوطة الشرقية في آب 2013.

ترامب : "سوف ترون"!

ووصف الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الهجوم بالغاز في سوريا بـ"فظيع"، وبأنه يمثل "إهانة رهيبة للإنسانية".

وقال خلال اجتماع مع العاهل الأردنى، الملك عبد الله الثانى، في المكتب البيضاوي، "موقفي من الأسد تغير كثيراً بعد هجوم إدلب"، مضيفاً "لا أريد الكشف عن طريقة تفكيري وتوجهاتي العسكرية بشأن سوريا".

وفي رده على سؤال عما إذا كان يعمل على صياغة سياسة جديدة بشأن سوريا، قال ترامب للصحفيين "سوف ترون".

ويكرر لومه لضعف إدارة أوباما  وعدم حزمها في سوريا

وحمّل ترامب مجدداً الإدارة الأمريكية السابقة المسؤولية عن الهجوم الكيميائي الأخير في سوريا، وقال "أوباما كانت لديه فرصة كبيرة لحل الأزمة السورية لكن خطه الأحمر كان تهديداً فارغاً". 

وكان ترامب قد اتهم في وقت سابق من يوم أمس عبر تصريح تداوله البيت الأبيض نظام الأسد بالوقوف وراء هجوم خان شيخون، معتبراً أن "الأعمال المروعة لبشار الأسد جاءت نتيجة لضعف الإدارة السابقة وعدم حزمها"، وذلك في إشارة إلى الرئيس الأمريكي السابق في عام 2012 بأنه ينوي وضع خط أحمر بشأن استخدام السلاح الكيميائي، ثم لم يفعل شيئاً، بعد استخدام الأسد لغاز السرين في قصف مناطق بريف دمشق عام 2013، والتي خلفت نحو 1500 قتيل.

هيلي تحذر: عندما تفشل الأمم المتحدة "تضطر" الدول للتحرك

من جهتها، حذرت السفيرة الأمريكية لدى المنظمة الدولية نيكي هيلي، اليوم الأربعاء من أنه عندما تفشل الأمم المتحدة في التحرك بشكل جماعي فإن الدول عندئذ تضطر للتصرف من تلقاء أنفسها.

وقالت "هيلي" في اجتماع لمجلس الأمن بشأن سوريا "عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي... فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا".

قضية إزاحة الأسد ليست "أولوية للإدارة الأميركية"

وتأتي هذه التطورات المتلاحقة والتغيير في الموقف الأمريكي من بشار الأسد، بعد أقل من أسبوع من تأكيد البيت الأبيض بأن على الولايات المتحدة قبول الواقع السياسي بأن مستقبل بشار الأسد يحدده الشعب السوري، في أوضح مؤشر على أن إزاحة الأسد لم تعد أولوية للإدارة الأميركية، وذلك بالتزامن مع تصريح السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي حين قالت وقتها "أولويتنا لم تعد الجلوس والتركيز على طرد الأسد، لا يمكننا بالضرورة التركيز على الأسد بالطريقة التي فعلتها الإدارة السابقة".

وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قد صرّح الخميس الماضي في أنقرة بأن مصير الأسد يقرره الشعب السوري.

"الصحة العالمية" تؤكد استخدام غاز الأعصاب في إدلب

يشار أن منظمة الصحة العالمية، قد أعلنت في بيان أصدرته من جنيف، الأربعاء، أن ضحايا مجزرة خان شيخون، ظهرت عليهم أعراض تماثل أعراض استنشاق "غاز الأعصاب".

وقالت المنظمة في بيان لها "يبدو أن بعض الحالات ظهرت عليها مؤشرات إضافية، تماثل التعرض لمواد كيماوية فوسفورية عضوية، وهي فئة من المواد الكيماوية التي تشمل غاز الأعصاب"، وفق وكالة "رويترز".

يشار إلى أن مصادر طبية قد أكدت في حديث سابق لـ"أورينت نت ونيوز" أن الحالات التي استقبلتها المشافي الميدانية تؤكد ظهور حالات لتعرض المصابين لخليط من مواد كيماوية سامة أهمها "الكلور والسارين".

مشروع قرار في مجلس الأمن

وقدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، الثلاثاء، مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، يدين الهجوم الكيماوي ويطالب بإجراء تحقيق في أسرع وقت ممكن.

 ووزّع مشروع القرار على سائر أعضاء مجلس الأمن عشية الاجتماع الطارئ الذي يعقده المجلس صباح الأربعاء، بطلب من باريس ولندن للبحث في هذا الهجوم.

 ويدعو مشروع القرار منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى أن تعد سريعاً تقريراً يتضمن ما خلصت اليه بشأن الهجوم الذي أدى الى مقتل ما لا يقل عن 72 مدنيا، بينهم 20 طفلاً و17 امرأة، اختناقاً، وإصابة عشرات آخرين.

 ويطلب مشروع القرار من النظام أن يسلّم المحققين خطط الطيران وكل المعلومات المتعلقة بالعمليات العسكرية التي كان يقوم بها حين وقع الهجوم.

كما يتعين على النظام أن يسلّم المحققين أسماء كل قادة أسراب المروحيات وأن يفتح أمام المحققين القواعد العسكرية التي يمكن أن تكون استخدمت لشن الهجوم. ويهدد المشروع بفرض عقوبات بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.