طهران تتباكى على خان شيخون وحسين مرتضى يلقي القبض على "المتهم"!

طهران تتباكى على خان شيخون وحسين مرتضى يلقي القبض على "المتهم"!
أحدث الهجوم الكيماوي الذي نفذه نظام الأسد أمس الثلاثاء، في مدينة خان شيخون بريف إدلب، ردود فعل إيرانية وروسية متخبطة ومتناقضة، فطهران التي تنشر عشرات الميليشيات الإرهابية المتطرفة العابرة للحدود في سوريا، خرجت اليوم الأربعاء، أمام العالم لتدين الهجوم الكيماوي في خان شيخون، في خطوة نادرة من نظام الملالي، بينما حاولت موسكو دفع المسؤولية عن تابعها في سوريا، رغم تأكيدها بأن طيران النظام هو من قصف "المدينة الشهيدة".

المجرم يتباكى على ضحيته !

فقد أطل المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية "بهرام قاسمي" عبر بيان "عاطفي" محشو بالتناقضات، يخيل لقارئه من اللحظة الأولى بأنه بيان لإحدى الدول الاسكندنافية، وليست طهران التي تنشر الموت والقتل والتهجير في عدة دول عربية ومنها طبعاً سوريا.

إيران تعلن استعدادها لعلاج مصابي مجزرة خان شيخون!

حاول "قاسمي" إبراز حالة التضامن مع ضحايا خان شيخون، المدينة نفسها التي ارتكبت فيها ميليشيات "خامنئي" الشيعية عدة مجازر بحق أهاليها، حيث قال "إن الجمهورية الإسلامية الايرانية تعرب عن مواساتها لأسر ضحايا هذه الكارثة المؤلمة في خان شيخون، وتعلن استعدادها لاستقبال وعلاج مصابي هذه الحادثة"، بحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء.

من المسؤول؟؟

في بيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، لم يوجه أصابع الاتهام صراحة إلى ما اعتاد الإعلام الإيراني وصفها بـ" المجموعات الإرهابية أو التكفيرية"، لكن قال بشكل فضفاض "ندين بشدة أي استخدام للسلاح الكيماوي في سوريا، بصرف النظر عن مسببيه وضحاياه".

إلا أنه عاود ليملح إلى تورط المعارضة في الهجوم الكيماوي، عبر الادعاء بنقل وتخزين واستخدام السلاح الكيماوي من قبل "المجموعات الإرهابية" في سوريا، مدعياً نزع السلاح الكيماوي من "الحكومة السورية" من خلال التعاون الكامل مع الأمم المتحدة وفق زعمه.

كما حاول المسؤول الإيراني دفع تهمة وقوف حليفه نظام الأسد بالمسؤولية عن الهجوم، عبر القول "إن هذه الحادثة المؤلمة لم تكن الأولى التي استخدم فيها السلاح الكيماوي خلال الأزمة السورية، ونعتبر التعامل مع تلك الحادثة وفق المعايير المزدوجة والدعايات الموجهة والقائمة على الأحكام المتسرعة واستخدامها كأداة للاتهام وتعزيز المواقف والأهداف السياسية لبعض اللاعبيين، عقبة أمام التعامل الجذري مع ويلات كهذه".

تخبط الإعلام الإيراني

وأحدث الهجوم الكيماوي في مدينة خان شيخون تخبطاً في وسائل الإعلام الإيرانية، فتارة تخرج قناة العالم لتنسج "قصة خيالية" عن الهجوم، عبر التسويق بأن " انفجار مصنع لتجهيز الصواريخ المحملة بالغازات السامة في خان شيخون، أدى إلى تدميره ومقتل وإصابة الإرهابيين العاملين فيه، ومقتل عدد من الأطفال نتيجة تسرب مواد أولية لتصنيع عبوات الغازات السامة من هذا المصنع"، ونشرت فيديو بثه ناشطون تحت عنوان "فيديو مؤلم جداً.. ضحايا جريمة الإرهابيين الكيمياوية في ريف إدلب".

مراسل أورينت بطل في مسلسل إيراني!

من جهة أخرى، اجترت معظم المواقع والصحف الإيرانية يوم أمس الثلاثاء، تغريدة لمراسل "أورينت" في حماة فراس كرم، التي قال فيها :"غداً انطلاق حملة إعلامية لتغطية كثافة الغارات الجوية على ريف حماة، واستخدام الكلور بحق المدنيين، مكرراً ريف حماة يتحرق"، والتي حاول مراسل قناة العالم الإيرانية في دمشق (حسين مرتضى)  الإيهام بأنها بمثابة الإيحاء بوجود هجوم كيماوي قبل وقوعه، علماً أن مراسلنا يقصد وبكل وضوح بحسب التغريدة، ريف حماة الذي تعرض خلال الأسبوع الماضي لعدة هجمات كيماوية بـ"غاز الكلور والفوسفور العضوي" وتحديداً في مدن وبلدات (اللطامنة كفرزيتا الأزوار).

تناقض في الرواية الروسية

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف، قد اعتبر في بيان له اليوم الأربعاء، أن طيران النظام استهدف ورشاً لإنتاج مقذوفات محملة بالكيماويات في الضواحي الشرقية لخان شيخون.

وأضاف كوناشينكوف أنه وفقاً لنظم رصد المجال الجوي، فقد نفّذ الطيران السوري "بالأمس (الثلاثاء) من الساعة 11:30 صباحا وحتى 12:30 ظهرا، بالتوقيت المحلي" ضربة على مستودع كبير "لذخيرة الإرهابيين وحشد للمعدات العسكرية على المشارف الشرقية لمدينة خان شيخون"، مشيراً إلى أن بلاده سلمت كافة المعلومات حول الحادث إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، واصفاً المعلومات بـ"الصادقة وغير المنحازة"، وهنا تبرز الأسئلة التالية" "لماذا يستهدف النظام مخزناً للأسلحة الكيماوية، بدلاً من الدعوة إلى تحقيق دولي بوجوده؟، ولماذا تم استهداف المشافي المحلية المبنية تحت الأرض، أثناء معالجتها مصابي الغازات السامة؟ .

لكن في المقابل، أكدت مراصد الشمال السوري، وفرق الدفاع المدني، وجميع وسائل الإعلام التي واكبت مجزرة خان شيخون بالأمس، بأنه في تمام الساعة 6 والدقيقة 48 من فجر أمس، قصفت طائرات "سوخوي 22" مدينة خان شيخون، بالأسلحة الكيماوية، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء أكثر من 100 مدني، وإصابة نحو 500 غالبيتهم من الأطفال باختناق، ويعد هجوم النظام الكيماوي، الأكبر من نوعه، منذ هجوم مماثل بغاز السارين في الغوطة الشرقية في آب 2013، والذي تسبب في مقتل أكثر من 1500 مدني.

التعليقات (1)

    سليمان الحريري

    ·منذ 7 سنوات 4 أسابيع
    ذكروني بمقتل الحريري وقصة ابو عدس
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات