على كل الأحوال من الصورة الأولى لمجزرة خان شيخون استحضرت لدينا صور مجازر الغوطة بغاز السارين كاملة بأطفالها ونسائها ورجالها مضافاً إليها جديد الأسد كأنهما بلا انقطاع، ولا فاصل تشابهت الضحايا كما تشابه المجرمون إلى حد التطابق بين المجزرتين، إلا أنه مع ما حدث في خان شيخون ليس ثمة أمل للسوريين بأحد فما يحدث في سوريا بعد ست سنوات يحدث بإرادة دولية واضحة وضوح الشمس لا يغطيها غربال التصريحات الهزيلة خاصة بعد أن تيقن السوريون أن الأسد باق على جرائمه ليس بدعم حلفائه فقط بل من يتصدرون المشهد الدولي على أنهم داعمون لمن يريد إسقاطه وما التصريحات الأمريكية والفرنسية والألمانية الأخيرة عن ترتيب أولوياتهم واستبعاد الأسد من على رأسها إلا خير دليل على ذلك هذا إذا صح فعلاً أنه تم وضع إسقاطه على قائمة أولوياتهم في يوم ما فما لمسه السوريون أنه مدرج بتوافق دولي على قوائم الأنظمة المحمية من قبلهم بالإجماع، هناك قيل للمجرم سلم سلاحك واحصل على الحماية لكن الغريب أنه حصل على الحماية رغم استمراره بقتل السوريين بنفس السلاح وبغيره.
وإذا كان ثمة فرق مسجل في عيون الضحايا بين مغلقة في الغوطة ومفتوحة بخان شيخون فإن ذلك راجع إلى الصدمة الأولى فضحايا اليوم في لحظات الاختناق كانوا يعرفون جيداً أن صور أنفاسهم المتقطعة التي تلتقطها عدسات الناشطين ربما لن تجد وقتاً للعرض في أروقة المنظمات الدولية لحقوق الإنسان.
التعليقات (2)