اخلعوا عنا الجنسية

اخلعوا عنا الجنسية
توقفت الحركة بشكل كامل في أحد شوارع لوس أنجلوس قبل 3 أعوام تقريباً بسبب بطة.. انتهى الخبر

قُتل 100 مدني وأصيب 400 بسبب غاز السيرين الذي استخدمه الأسد وروسيا على مدينة خان شيخون في إدلب بسوريا.. لم ينته الخبر.

البطة التي أوقفت حركة الشارع في واحدة من أكثر دول العالم ازدحاماً، أصبحت بطة شهيرة فجأة، وسائق السيارة الذي انتبه لها وأوقف سيارته خوفاً من أن يقتلها تحت عجلات سيارته، وأوقف كل السيارات المارة حينها، أصبح الشخصية الأشهر على الإعلام لأيام وأيام عام 2014، فالملاك الذي لم يدهس البطة أمريكي، والبطة حيوان يستنشق الهواء الأمريكي المقدس، والإعلام الفارغ يؤدي دور البطولة بتحويل الحدث إلى حديث الشارع والعالم ووكالات الأنباء، وإن كان ثمة أحد غير مصدق، فليكتب على غوغل "بطة، لوس أنجلوس"، وليرى بعينيه عدد الفيديوهات والمواقع العربية والغربية التي ستظهر له كنتيجة للبحث.

حسناً.. الخبر الثاني لن يعيش أكثر من ساعة على المواقع العربية والغربية، وما سيمد بعمره لن يكون أكثر من إنكار روسيا والأسد ببيانات أو تصريحات رسمية، وسينشغلون أكثر بكلام المتحدث بوازارة الدفاع الروسية حول اتهام وكالة رويترز بالكذب لأنها ضمّنت خبرها عن الغارات الكيمياوية حقيقة ان روسيا والنظام قاما بالمجزرة الكيمياوية،  وأما أولئك الـ100 مدني سوري و400 مصاب مدني سوري، فلن يستطيعوا الحصول على نسبة الثلث وربما العشر من الاهتمام.

نسي العالم خطوط أوباما الحمراء الحمقاء، وانشغل أكثر بتصريحات ترامب الهستيرية، وأما عن الأسد وروسيا فانتشيا بتصريحات تلك الإدارة الجديدة حول عدم بقاء هدف إزاحة الأسد من أولويات أمريكا، رغم أننا نعرف أن ذلك لم يكن من أولويات الإدارة السابقة، ولكن الفرق الوحيد أن أوباما تلاعب بالكلام بينما ترامب كان واضحاً بموقفه، رسالته مباشرة "فليمت كل السوريين.. لن يهتز لي جفن، ولتذهب ادعاءات حقوق الإنسان إلى الجحيم".

وسارعت باريس للحاق بأمريكا، فصعد اليمين المتطرف وتصاعدت معه التصريحات اللامبالية بأرواح السوريين، فقفز وزير الخارجية الفرنسي إلى الواجهة عندما ضرب بكل المبادئ التي تتغنى فيها فرنسا حول حقوق الانسان عرض الحائط، وأعلن أنه "لا يجب التركيز على مصير بشار الأسد للتوصل إلى اتفاق سلام في سوريا".

لا ننتظر كسوريين عدالة من البشر، فالبشر الذين ينتمون للعالم المتحضر يمكنهم أن يتعاطفوا مع البطة، ومع كلب، ومع قطة، ومع كل الحيوانات، ولكنهم يشيحون بنظرهم عن 100 مدني سوري قتلوا اختناقاً، ولا يحاولون تشغيل فيديوهات انتشرت لأطفال فتحوا أعينهم قبل أن يختنقوا.

علينا كسوريين أن نعتذر منكم يا سادة، اعذورنا على موتنا الذي صدّع رؤوسكم، اعذرونا لأننا صدقنا كذبة حقوق الإنسان، اعذرونا لأننا لا نزال نموت على الهواء مباشرة منذ 6 سنوات، اعذرونا لأن داعش الذي ابتدعتموه أنتم وزرعتوه في بلدنا يقتلنا ويصلبنا، اعذرونا لأننا تحولنا لبشر نكره العالم، ولأننا لا نرتجف عندما يدهس سائق مجنون بضعة أشخاص في عالمكم المتحضر، ولأننا لن نبكي على قطة ماتت على قارعة الطريق.

نعتذر منكم، لأننا فقدنا مدننا، وهدمت بيوتنا، وتحولنا ليتامى وثكالى، ونعتذر منكم لأننا ننشر فيديوهات موتنا ونخدش مشاعركم، ونعتذر منكم لأننا نحمل جنسية ملعونة لأن ثمة هولاكو يحمل نفس الجنسية قرر وساعدتموه على إحراق الأخضر واليابس..

اخلعوا عنا تلك الجنسية يا سادة، ولن تسمعوا صراخنا بعد اليوم.

اقتلونا جميعاً ولن نضجركم بموتنا بعد اليوم، وأما خان شيخون شهيدة اليوم، فعليها أن تعتذر من الإعلام العربي والغربي، لأنها اقتحمت الأخبار واحتلت قنوات الأخبار.

التعليقات (2)

    فلسطيني حر

    ·منذ 6 سنوات 11 شهر
    من فلسطين الى سوريا قلبنا معكم يا اخواننا و الله اكبر على الظالمين

    سارا

    ·منذ 6 سنوات 11 شهر
    للاسف هذه الحقيقة
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات