معارك دمشق وحماة.. تفضح حقيقة سيطرة النظام وحلفائه على الأرض

معارك دمشق وحماة.. تفضح حقيقة سيطرة النظام وحلفائه على الأرض
مع اللحظات الأولى من فجر يوم الأحد، 19 آذار، دوى صوت انفجارين كبيرين شقا الصمت المخيم على مدينة دمشق، ومع الاضطراب والتساؤل عن مصدر الأصوات، بدأت الأخبار تأتي تباعاً عن معركة جديدة أعلنها ثوار جوبر، وما كاد النظام أن يصحو من وقع مفاجأة جوبر حتى كان الثوار في حماة يعلنون، يوم الثلاثاء 21 آذار، عن معركة أخرى، ليبدأ التقدم السريع والمدهش وسط انهيار واضح للنظام في الريف الحموي ومدينة دمشق.

هدوء العارف 

شكلت المعركة في دمشق مفاجأة من العيار الثقيل للنظام، حيث حطمت ما كان يدعيه من سيطرة على المدينة، واستطاع الثوار في ساعات قليلة ضرب خطوط النظام وتحرير نقاط استراتيجية. وبعيداً عن المفاجأة والانتصارات، كان الانهيار السريع لعناصر النخبة في جيش النظام، حيث تتواجد في المنطقة وحدات تابعة للحرس الجمهوري وللفرقة الرابعة، التي لطالما قام إعلام النظام بتضخيمها والتهويل من أمرها.

كان الانطلاق مع بداية فجر الأحد، تحرك المقاتلون بهدوء العارف تماما لطريقه، حيث تم دراسة الخطة ووضع الأهداف بعناية، فالمنطقة تشبه حقل الألغام، وعمل النظام على تحصينها وتزويدها بالآليات الثقيلة، كان عنصر المفاجأة أساسياً في المعركة وبالتالي تحفظت قيادات الثوار عن الإعلان أو حتى التلميح وتم حصر الموضوع بين قلة قليلة بعكس المرات السابقة.

بدأت المعركة بعمليتين استشهاديتين استهدفتا "غرفة عمليات" النظام ليبدأ بعدها المقاتلون هجومهم، مستغلين البلبلة في صفوف عناصر النظام، وكانت المفاجأة الثانية هي، بسرعة انهيار عناصر النظام وعناصر الميليشيات التابعة لإيران.

لم يختلف سيناريو معركة حماة كثيراً، ولكن اتساع المساحة الجغرافية سمح للثوار باطلاق محورين لعملياتهم في الريف الحموي، وكما في دمشق سمحت سرعة انهيار النظام وهروب عناصره العشوائي لفصائل الثوار بتحرير ما يربو على 25 قرية وبلدة وتدمير ما فيها من حواجز.

المفتون!

كان نظام الأسد وروسيا مفتونان بما سمياه "هدنة" حيث لم يتوقفا يوماً عن قصف المدن والقرى وتشديد الحصار على المناطق المحررة عدا عن عمليات التهجير القسري لأهالي وادي بردى والتل وحي الوعر الحمصي بالإضافة لبعض مناطق ريف دمشق الغربي وتمت كل هذه الاعتداءات تحت تسمية "الهدنة" التي امتدحها المجتمع الدولي متعامياً عن مئات الشهداء وآلاف المهجرين، ولكن مع تحول الثوار من الدفاع إلى الهجوم فمعادلات جديدة يتم رسمها.

https://orient-news.net/news_images/17_3/1490347857.jpg'>

"تغدينا بهم قبل أن يتعشوا بنا"

بدأ الثوار معاركهم قبيل انطلاق الجولة الجديدة من جنيف وجاءت الصورة معكوسة هذه المرة حيث اعتاد النظام استباق كل مؤتمر او اجتماع دولي عن سوريا بالقيام بتنفيذ المجازر ولكن هذه المرة استبق الثوار خطط النظام، أو كما عبر وائل علوان المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن "تغدينا بهم قبل أن يتعشوا بنا".

انطلاق معارك دمشق وحماة جاء بعد امتناع وفد الفصائل الثورية عن حضور مؤتمر الأستانة الذي شكل وقتها مفاجأة للجميع وخصوصاً لروسيا التي اعتقدت حتى اللحظة الأخيرة أن إعلان الوفد عدم مشاركته مجرد لعبة سياسية بهدف الحصول على بعض المكتسبات بينما ما اكتشفه الروس أن الفصائل ترفض المشاركة بهكذا مؤتمرات طالما أن عمليات القصف والتهجير مستمرة، حيث كان اختيار موعد تهجير أهالي حي الوعر الحمصي بحيث يتزامن مع المؤتمر رسالة واضحة عن مدى التآمر الروسي حيث كان تهجير أهالي وادي بردى تم بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الأستانة السابق.

التعليقات (2)

    سليم

    ·منذ 7 سنوات 3 أسابيع
    يجب تعليم الثوار انهم ليسوا ضد اي طائفه انما ضد نظام هو طائفي ومستبد فقط رجاء

    أبو سرادا

    ·منذ 7 سنوات 3 أسابيع
    حنا احفاد خالد ابن لوليد
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات