تقرير لمنظمة "أطباء بلا حدود" يرسم صورة قاتمة لأوضاع المدنيين بالموصل

تقرير لمنظمة "أطباء بلا حدود" يرسم صورة قاتمة لأوضاع المدنيين بالموصل
أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن عشرات الآلاف من الأشخاص المحاصرين في الجانب الغربي من مدينة الموصل يعرضون حياتهم للخطر أثناء محاولتهم الفرار من المدينة، مع استمرار العمليات العسكرية والقصف.

وأشارت المنظمة في تقرير لها أن هناك نقصاً في الموارد الطبية، وأنها استقبلت خلال الشهرين الماضيين 1800حالة.

ونقلت شهادات لأطباء أجانب قالوا فيها إن ما يشاهدونه في الموصل هو الأصعبُ طوال سيرتهم المهنية، وإنهم يتعاملون مع أنواع مختلفة من الإصابات بما فيها الناتجة عن القنص وقذائف الهاون والغارات الجوية والألغام الأرضية، وغيرها.

وقالت مدير العمليات في منظمة "أطباء بلا حدود" د. إيزابيل دوفورني إن الحاجة إلى الرعاية الطبية الطارئة ارتفعت بشكل هائل، فلدينا طواقم تعمل على مدار الساعة وتعالج الرجال والنساء والأطفال الذين أصيبوا بالرصاصات والانفجارات والقصف المدفعي، وثمة حالات طوارئ أخرى مهددة حياتها تحتاج إلى استجابة طبية جراحية كالنساء الحوامل اللواتي يحتجن إلى عمليات ولادة قيصرية.

وأكدت "دوفورني" على ضرورة توفير العلاج لسوء التغذية بشكل طارئ من أجل تلبية الاحتياجات، وأن يحصل النازحون من غرب الموصل على المساعدة الغذائية الملائمة لدى وصولهم.

وتعمل طواقم منظمة أطباء بلا حدود في شرق الموصل في مراكز لعلاج الإصابات البالغة ومراكز طبية متطورة حول المدينة وتوفر خدمات الرعاية الصحية في المخيمات المنشأة حديثاً للنازحين الفارين من الموصل .. وتعتمد المنظمة على أكثر من 1600 موظف دولي وعراقي لعملها الطبي والإنساني في 10 محافظات.

وكانت الأمم المتحدة قد أكدت في وقت سابق ان عدد النازحين قد يرتفع خلال تقدم القوات العراقية في الجانب الغربي الذي استعادت نحو نصف أحيائه، وتحاول كسر دفاعات مقاتلي التنظيم في المدينة القديمة وهو ما يعد هدفا إستراتيجيا في المعركة.

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ليز غراندي في بيان سابق إن "منظمات الإغاثة تتحضر لاستقبال ما بين 300 إلى 320 ألف مدني إضافي يحتمل أن يفروا من الموصل خلال الأسابيع القادمة".

وأشارت غراندي إلى أن "العمليات الإنسانية في الجانب الغربي من الموصل أكثر تعقيدا وصعوبة منها في الجانب الشرقي".

وأوضحت أن "الفارق الأساسي هو أن آلاف العائلات قررت البقاء في منازلها في الجانب الشرقي في حين أن عشرات الآلاف في الجانب الغربي يفرون"، مشيرة إلى حجم الأزمة يتجاوز حدود طاقتهم للمساعدة. 

يأتي ذلك في الوقت الذي عبرت فيه الأمم المتحدة عن خشيتها من نزوح نحو مليون عراقي من الموصل، بينما قدرت منظمة الهجرة الدولية عدد النازحين هربا من المعارك بحوالي 238 ألفا، غير أن عشرات آلاف النازحين عادوا إلى منازلهم في شرق المدينة بعد السيطرة عليها.

وتمكنت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من استعادة غالبية المناطق التي سيطر عليها مقاتلو التنظيم في العراق بعد هجومهم الواسع النطاق عام 2014، في حين أطلقتها في 19 شباط عملية كبيرة لاستعادة الجانب الغربي من الموصل الذي يعد أكثر اكتظاظا من القسم الآخر من المدينة، وما زال تحت قبضة مقاتلي تنظيم الدولة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات