جمعة الكرامة
وسبق هذا اليوم دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي بخروج مظاهرات تطالب بالحرية ومحاسبة الأجهزة الأمنية على تجاوزاتها بحق أطفال درعا في جمعة أطلق عليها اسم "جمعة الكرامة"، وخلال هذا اليوم خرج آلاف المتظاهرين في حوران وهتفوا شعارات "الشعب يريد إسقاط المحافظ"، "الله سورية حرية وبس"، "يا حيف درعا يا حيف شعبك واقف ع الرصيف"، "حاميها حراميها"، "يسقط قانون الطوارئ".
وقال محمد المسالمة أحد الأشخاص الذين خرجوا في مظاهرة "جمعة الكرامة" لـ أورينت نت: إن "الثورة انطلقت من مدينة درعا على خلفية قيام رئيس فرع الأمن السياسي بدرعا آنذاك عاطف نجيب، ابن خالة بشار الأسد، باعتقال أكثر من 15 طفلاً، وقامت الأجهزة الأمنية بتعذيبهم وقلع أظافرهم". وفشلت كل الوساطات لإخراجهم بل أهان عاطف النجيب أهالي درعا قائلاً لهم: "انسوا أمر أولادكم، واذهبوا إلى نسائكم فحبلوهن وأتوا بأولاد جدد، وإن لم تستطيعوا، أو ليس عندكم الرجولة الكافية، فنحن لدينا رجال وهم يتكفلون بتحبيلهن".
وأضاف المسالمة: "بعد ذلك اعتصم الأهالي بتاريخ 18 آذار في باحة المسجد العمري الكبير في مدينة درعا البلد ونادوا بالحرية وهتفوا لأبنائهم وطالبوا بالإفراج عنهم في جمعة الكرامة، ووصلت قوات الأمن بأعداد كبيرة للمكان وقامت بفتح النيران على المتظاهرين الذين رشقوهم بالحجارة ممّا أدى لسقوط أول شهيدين في الثورة السورية وهما محمود جوابرة وحسام عياش".
تضامناً مع حوران.. مظاهرات في دمشق وحمص وبانياس
وانتشرت المُظاهرات في مختلف أنحاء البلاد خلال ذلك اليوم وردد عشرات الأشخاص في باحة المسجد الأموي في دمشق هتافات "لا إله إلا الله" قبل أن يخرج المصلون من الجامع وقامت عناصر الأمن والشبيحة بتفريقهم بالقوة، في الوقت الذي انطلقت فيه مظاهرة حاشدة أمام جامع خالد بن الوليد في مدينة حمص ثالث المدن السورية، وضمت عشرات الأشخاص وهم يهتفون "الله، سوريا، حرية، وبس" قبل أن يتم تفريقهم من قبل رجال الأمن. كما انطلقت مُظاهرات حاشدة في مدينة بانياس الساحلية وقد قام الأمن بتفريقها واعتقل عدداً من الذين شاركوا في المظاهرات.
حوران تقدم 66 شهيداً في الأسبوع الأول من الثورة
وشهد اليوم التالي لجمعة الكرامة خروج مظاهرات حاشدة في حوران أثناء تشييع الشهداء فكان رد عناصر الأمن إطلاق المَزيد من الرصاص على المشيعين الذين هتفوا ضد النظام، وفي 20 آذار استخدم النظام عناصر من الشبيحة باللباس المدني لترهيب الأهالي في مدينة درعا فجابوا الشوارع وأطلقوا النار بشكل عشوائيّ على السكان والشرطة، وسقط شهيد جديد وجرح أكثر من 100 متظاهر في المدينة.
وحاول بشار الأسد امتصاص غضب أهالي حوران بإقالة محافظ درعا، إلا أن الاحتجاجات استمرت وأحرق المتظاهرون مقر حزب البعث وشركة اتصالات سيرياتيل التي يحتكرها ابن خال بشار الأسد رامي مخلوف وأطلقت السلطات سراح 15 سجيناً.
وقدمت حوران خلال أسبوع جمعة الكرامة 66 شهيداً والتي كانت الانطلاقة الحقيقة لإسقاط نظام الأسد الذي اتبع الحل العسكري لإخماد الثورة خوفاً من مصير مشابه لما حدث في تونس ومصر ليبيا، فلم تكن في سوريا ثورة من أجل الخبز، بقدر ما كانت ثورة من أجل الحرية وكرامة الإنسان.
التعليقات (1)