هولندا تنتخب.. هل حان وقت "فيلدرز" المهووس بـ "كره الإسلام"؟

هولندا تنتخب.. هل حان وقت "فيلدرز" المهووس بـ "كره الإسلام"؟
ربما لم تحفل هولندا على مدار تاريخها السياسي القريب بمثل الضوء الذي سلط عليها مؤخراً عقب تفجر الأزمة التركية - الهولندية، على خلفية منع الوزراء الأتراك من زيارتها بغرض حضور تجمعات انتخابية للجالية التركية، تدعم التحول السياسي في تركيا.

ويبدو أن تزامن الضوء هذه المرة مع وقت الانتخابات الهولندية التي من المقرر أن يخوضها غداً الأربعاء نحو 13 مليون هولندي، ليس وليد الصدفة، فتصاعد شعبية اليمين المتطرف في عموم أوروبا، وانتقال المفهوم "الترامبي" (نسبة لدونالد ترامب) بات هو السائد في عموم القارّة العجوز، بعد موجة كبيرة من اللاجئين التي دخلتها، ما دفع إلى تصاعد خطاب الكراهية ضد العرب والإسلام عموماً.

ويلعب السياسي "خيرت فيلدرز" المنتمي لحزب "من أجل الحرية" دوراً بارزاً في تصاعد هذا الخطاب في هولندا، أمام حزب "الشعب للحرية والديمقراطية" اليميني الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الحالي "مارك روته" الذي يصف نفسه بأنه "رجل سلام".

من هو خيرت فيلدرز؟

يحظى الرجل بتاريخ حافل من التمييز العنصري، الموجه خاصة ضد الإسلام، وبحسب القضاء الهولندي فإن فيلدرز تعرض لـ 6400 دعوى قضائية رفعت ضده حتى نهاية العام 2015، وجميعها بخصوص ازدراء الأديان، وتصدير خطاب الكراهية ضد مجموعات أو أعراق معينة.

ويُعرف خيرت فيلدرز بأسلوبه الاستفزازي والمتطرف. وقد صرّح، هذا الرجل الذي يرتدي دائما بدلة فخمة زرقاء داكنة ويعتمد تسريحة غريبة لشعره الرمادي، مؤخرا إثر وصول ترامب للبيت الأبيض قائلا: "البارحة أمريكا جديدة، وغدا أوروبا جديدة". والجدير بالذكر أن هذا السياسي الذي يقود حزب الحرية الهولندي المعادي للإسلام، حظي بترحاب حار في اجتماع الأحزاب اليمينية الشعبوية الأوروبية الذي انعقد قبل سبعة أسابيع. فقد وجد فيلدرز نفسه وسط أشباهه من الشعبويين الذين يؤمنون بأفكاره، وبشرهم بما اعتبره "بداية ربيع الوطنيين".

ويطالب فيلدرز بغلق المساجد ويعتبر أنها منتشرة بشكل لا يمكن تقبّله. كما يريد منع كتب القرآن في هولندا، وغلق الحدود أمام المهاجرين، وحظر دخول اللاجئين. 

وتأتي هذه المطالب ضمن برنامجه السياسي، حيث أنه قدم خلال هذه الانتخابات برنامجا مقتضبا وغريبا لا يتجاوز طوله صفحة واحدة يتضمّن، إلى جانب هذه المطالب الإيديولوجية، أفكار أخرى على غرار خفض الضريبة على الدخل، وخفض معاليم كراء المنازل، والخروج من الاتحاد الأوروبي.

وأثبت الرجل قدرته على تحريك مشاعر الناس وتحريضهم من خلال خطاباته النارية، كالذي ألقاه في مدينة لاهاي في سنة 2014، حيث حرّض الحاضرين على التفاعل معه وترديد أغنية تقول كلماتها "نريد التقليل منهم"، في معرض موضوعه عن أعداد المهاجرين المغاربة. وعلى الرغم من هذا التمييز العنصري الواضح مرت الحادثة دون أن يحاسب فيلدرز على ما ارتكبه.

وسبق لفيلدرز أن أطلق دعماً لا نهائياً في قضية المخرج الهولندي "تيو فان غوخ" الذي أخرج فيلماً مسيئاً للإسلام بعنوان "فتنة"، لتغتاله مجموعات متطرفة لاحقاً وتقطع عنقه في ألمانيا.

الازمة التركية..

ويقول مراقبون، إن الأزمة المتفجرة في البلاد تجاه تركيا، ستساعد بشكل كبير صعود اليمين المتطرف، خاصة بعد التهديدات التي أطلقتها تركيا، بمنع الدبلوماسيين من الهبوط في تركيا، وفرض عقوبات عليها، وإغلاق السفارة الهولندية في تركيا، وتسجيل رسائل احتجاج.

وابتدأ الأزمة التركية عندما قرر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو القدوم إلى "روتردام" لحضور تجمع انتخابي للجالية التركية من أجل دعم عملية الاستفتاء بنعم على الدستور، والمقرر أن تجرى في 16 نيسان المقبل بتركيا، عندما منعت السلطات الهولندية أوغلو من الهبوط على أراضيها بذريعة "حماية الأمن العام وحماية النظام"، على غرار ما فعلت ألمانيا قبل أيام من هذه الحادثة.

تركيا ردّت على الفور على التصرف الهولندي، وأطلقت تصريحات ابتدأ من نائب رئيس الوزراء نعمان قورتلموش، مروراً بـ بن علي يلدريم رئيس الوزراء، وصولاً إلى رأس الهرم الرئيس رجب طيب أردوغان، وأكدوا جميعاً أن السلوك الهولندي غير مقبول إطلاقاً، وأنه لن يمر مرور الكرام.

لاحقاً، قامت تركيا باستدعاء القائم بالأعمال الهولندي، وأرسلت الوزير فاطمة قايا برّاً إلى هولندا لتعود على أعقابها بعد منع السلطات موكبها من دخول هولندا.

الموقف الهولندي، كان رافضاً لما يجري ومصراً على أنه على تركيا أن لا تتسرع بهدم العلاقات مع هولندا.

ويبدو أن الازمة التركية الهولندية، والتركية الألمانية، وغيرها، ستكون حافزاً دافعاً لجميع أحزاب اليمين التي تتفق مع "فيلدرز" لاعتلاء سدة الحكم في أوروبا برمتها، خاصة بعد التهديد التركي بوقف الاتفاق المبرم مع الاتحاد الأوروبي وفتح المجال من جديد للاجئين لغزو أوروبا مجدداً.

التعليقات (1)

    بوتين من يدعم هذه التيارات الخبيثة

    ·منذ 7 سنوات شهر
    طالما أن العلم لم يشخص موضوع الأرهاب وأرتباطه بأيران فلا أمل ؟؟؟منذ سبتمبر 2001 نحن العرب السنة لانعلم من يقوم بهذه الأعمال وماذا يريد المنفذ والمخطط لهذه الأعمال الأرهابية ونحن المتضررين ,ليس منطقي ولا واقعي مجموعات من المنسين في أفغانستان أن يقوموا بأعمال أرهابية بدون مساعدة ودعم من دول كبييرة,ولكن من هذه الدول؟أمريكا تركت حلفائها المجاهدين في أفغانستان للمخابرات الروسيةوالأيرانية التي تحالفت معها والتأثير على قرارتهم , فتمت جريمة 11 سبتمبر والتي تم أعتماذد توريط سعودين فيها لضرب العلاقة بين أ
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات