كيف ساهم سلاح "حزب الله" بإفساد التقارب السعودي اللبناني؟

كيف ساهم سلاح "حزب الله" بإفساد التقارب السعودي اللبناني؟
ألقت مباركة الرئيس اللبناني ميشال عون لسلاح ميليشيا حزب الله بظلالها على العلاقات اللبنانية السعوديةـ حيث تتمثل أولى بوادر التوتر بإلغاء الزيارة التي كان ينوي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز القيام بها إلى لبنان.

غضب سعودي من عون 

وسربت الصحافة اللبنانية رسالة تؤكد إلغاء الزيارة التي كان ينوي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز القيام بها إلى لبنان، حيث رأت أوساط سياسية لبنانية أن التسريب يعكس غضب الرياض وخيبة أملها مما اعتبرته صفحة جديدة تفتح مع لبنان منذ انتخاب الرئيس ميشال عون رئيسا للجمهورية اللبنانية بحسب صحيفة "العرب".

و لم تكن الزيارة معلنة رسميا على الرغم من أن أمر التداول بشأنها جرى بمناسبة زيارة وفد دار الفتوى اللبنانية برئاسة المفتي عبداللطيف دريان إلى السعودية مؤخرا، حيث قلب إلغاء الزيارة الموازين حيث  كانت الرياض تنوي الذهاب لتطوير العلاقة مع بيروت وتدفع معها باللعجلة الاقتصادية اللبنانية، مع عودة قوية للسياحة والاستثمارات السعودية، وبالتالي الخليجية، إلى لبنان.

كما رأت هذه الأوساط  أن الرئيس عون كان يملك هامشا واسعا لإبداء رأي وسطي معتدل يتماشى مع موقعه كرئيس للبنان وليس كرئيس لحزب سياسي متحالف مع دمشق وحزب الله ويتماشى مع واقع لبنان المنقسم حول هذه المسائل، لكنه اختار أن يجاهر بتأييده للرئيس السوري بشار الأسد وبالدعوة إلى بقائه في السلطة وبتأييد سلاح حزب الله واعتباره ضرورة دفاعية للبنان.

مباركة لسلاح حزب الله

وكان الرئيس اللبناني ميشال عون، قال خلال المقابلة مع التلفزيون المصري إن سلاح حزب الله "ليس مناقضاً للدولة، بل جزء أساسي للدفاع عنها".

وأضاف عون، "طالما هناك أرض محتلة من إسرائيل وجيش لبناني ليس قوياً، كفاية ليحارب إسرائيل، فنحن نشعر بضرورة وجود سلاح المقاومة (حزب الله) ليكمل سلاح الجيش". مشيراً أن "عناصر حزب الله هم من سكان الجنوب، وهم من اللبنانيين الذين اُحتلت أرضهم، ولا يزال قسم منها محتلة وبالتأكيد سلاح الحزب ليس مناقضاً للدولة بل هو جزء أساسي من الدفاع عن لبنان".

زيارة وزير الدفاع الفرنسي

وتزامنت الإشارات السعودية الغاضبة مع زيارة يقوم بها وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، علما أن باريس معنية وتعمل مع الرياض على الإفراج عن الهبة السعودية للجيش اللبناني كونها الجهة الموردة للسلاح الممول سعوديا، فيما يتخوّف المراقبون من أن تنعكس الأجواء الحالية المرتبكة بين بيروت والرياض على أعمال مؤتمر القمة العربية المقبل في عمان والذي يتطلب حنكة لبنانية للخروج بموقف لا يستفز الرياض وبصبر سعودي لاعتماد البند التقليدي الخاص بالتضامن مع لبنان.

الجدير بالذكر أن الرياض كانت جادة في فتح علاقات جديدة مع بيروت تتوّج التسوية التي أطلقتها مبادرة الرئيس سعد الحريري لانتخاب عون رئيسا، حيث وضعت الحكم اللبناني تحت التجربة للتأكد من قدرته على التقاط المبادرة السعودية، كما كلفت وزير الدولة للشؤون الخليجية ثامر السبهان بمتابعة الملف اللبناني اتساقا مع سعيها لتسريع وتائر تطوير العلاقة بين البلدين، كما لم تكترث الرياض لمواصلة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله شن هجماته ضد السعودية واعتبرتها جزءا من السياسة الإيرانية العدائية ضد المملكة.

وتتحدث مراجع سعودية غير رسمية عن أن الرياض تعرف أن ميليشيا حزب الله ينطق بلسان طهران ويعمل وفق الأجندة الإيرانية والدفاع عن مصالح النظام الإيراني، لكنها لا يمكن أن تفهم سكوت الحكومة اللبنانية ورئاسة الجمهورية عن الهجمات التي يشنها حزب لبناني ممثل في البرلمان والحكومة ضد السعودية التي لم تتعامل مع لبنان إلا بما يضمن استقراره وازدهاره.

التعليقات (1)

    DAVID

    ·منذ 7 سنوات شهر
    والله مسكين من يصدق ان عون سيدعم الخليج !! عون يؤسس لعائلته
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات