لبنان.. مخيم "عين الحلوة على صفيح ساخن وحركة فتح عاجزة عن الحسم

لبنان.. مخيم "عين الحلوة على صفيح ساخن وحركة فتح عاجزة عن الحسم
يعيش مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا جنوب لبنان منذ أيام حالة توتر واشتباكات متقطعة كانت الجولة الأعنف منها أمس الثلاثاء، حيث توسعت رقعة الاشتباكات واستخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية، بين حركة فتح و"فصائل إسلامية"، وأدت إلى مقتل طفل وسقوط عدد من الجرحى.

ويضع مراقبون تسخين ملف مخيم عين الحلوة ضمن الصراع على النفوذ، والبعض الآخر يرى أنها مرتبطة بحسابات إقليمية وخلافات فلسطينية بين السلطة وأطراف أخرى، وبالتالي تنعكس على الداخل اللبناني، فيما هناك من يبسّط الأمر أكثر من ذلك، ليعتبر أن بعض القوى المنزعجة من التنسيق الفلسطيني- اللبناني هي التي تريد إشعال المعارك لعدم تسليم المطلوبين في صفوفها للأجهزة الأمنية اللبنانية.

وذكر موقع "المدن" اللبناني أنه ثمة من يربط بين إشعال المخيم وزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان، خصوصاً في ضوء المعلومات التي تتحدث عن أن عباس بحث مع المسؤولين اللبنانيين سبل إيجاد حلول جذرية لأوضاع المخيمات في لبنان، بالتالي، العودة إلى مندرجات طاولة حوار، في العام 2006، التي حصل فيها توافق بين كل الأفرقاء السياسيين، على وجوب سحب السلاح الفلسطيني من داخل المخيمات. وهذا ما اتفق عليه عباس مع القيادات. 

في المقابل، ترفض الفصائل هذا الأمر وتريد الاستمرار بسيطرتها على بعض الأحياء، وأشعلت فتائل الاشتباكات كرسائل اعتراضية على أي محاولة. 

وأشار الموقع إلى أن عباس أبدى استعداداً ورغبة فلسطينيين لأن تكون المخيمات خاضعة لسيطرة الأجهزة اللبنانية، خصوصاً الجيش اللبناني على غرار الوضع في المخيمات خارج لبنان. 

إلى ذلك، تتفق الفصائل في موقفها العلني على أن الاشتباكات تحصل بين حركة فتح وجماعات إسلامية، لكنها، هذه المرّة اتخذت طابعاً أكثر عنفاً على اعتبار أن فتح تحررت من القوة الأمنية، وأصبحت قادرة على الرد على كل ضربة تتلقاها، بخلاف ما كان يجري سابقاً.

 ولا يخفى الكلام استعداداً فتحاوياً لحسم المعركة مع التنظيمات الإسلامية، خصوصاً مع التعزيزات التي استقدمتها الحركة إلى المخيم تحسباً لأي تطور قد يحصل. 

لا أن المعطيات تبدو مغايرة، إذ بحسب ما ترى مصادر متابعة فإن فتح لن تكون قادرة على الحسم، وأي معركة من هذا النوع ستدخل المخيم في أتون لن تخمد ناره، خصوصاً أن المنطقة التي بدأ فيها الاشتباكات، أي في حي الصفصاف، تعتبر معقلاً أساسياً لعصبة الأنصار. 

بالتالي، فإن العصبة ستكون أمام خيارين، إما أن تكون على الحياد وهذا قد يعرض العديد من أهالي عناصرها لخسائر مادية وبشرية، أو ستكون في خيار المواجهة مع فتح. وهذا أحد أهم الأسباب التي أدت إلى إشاحة النظر عن الحسم العسكري، واللجوء إلى ما جرى الإتفاق عليه في السفارة الفلسطينية، بشأن ضرورة التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، عبر تشكيل لجنة توجهت سريعاً إلى المخيم لتثبيته، كما جرى الإتفاق على إعادة تشكيل القوة الأمنية على أسس مشتركة، بحيث تكون قادرة على فرض الأمن ومعالجة أي حادث، بطريقة عمل مختلفة عن الطريقة التي اعتمدتها القوة الأمنية السابقة. وهذا ما يؤكده الناطق باسم عصبة الأنصار أبو شريف عقل، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار سينفذ ويتم تثبيته ولو بالقوة. 

ومن جهتها، عملت القوى الإسلامية على توحيد صفوفها ضمن غرفة عمليات موحدة، ضمّت جند الشام، فتح الإسلام، ومجموعة هيثم الشعبي، وبلال بدر، لصد أي هجوم يمكن أن تشنه فتح على مناطق سيطرة هذه الأطراف.

يشار أن الجيش اللبناني اتخذ مؤخراً، جملة من الإجراءات اللافتة منها قطع الطرق المؤدية إلى المخيم، واستقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محيطه.

ويعد "عين الحلوة"، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويحتضن أكثر من 80 ألف لاجىء، بينما ينتشر في لبنان 12 مخيماً فلسطينياً في أكثر من منطقة لبنانية، وتقدر الأمم المتحدة عددهم بحوالي 460 ألفاً.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات