انقلاب البعث وانقلاب خميني
الحرمان من الهوية، أسلوب اتبعه نظام البعث في سوريا مع الأكراد طيلة 60 عاماً من حرمان العديد منهم من الهوية الشخصية، ورغم ذلك يعتبر هذا الأسلوب بدائياً بالمقارنة بما يقوم به نظام الملالي مع سنة سيستان وبلوشستان، حيث يحرم النظام أكثر من مليون من السكان من حقهم امتلاك الهوية الشخصية، والحجة في ذلك حاضرة دائماً وهي أنهم ولدوا لأم غير إيرانية أو أب غير إيراني أو حتى ولدوا خارج البلاد وإن كان أبويهم من الإيرانيين البلوش، والسبب في هذا كما يقول "عبد الريب ملا اسماعيلي" وهو سياسي بلوشي معارض مقيم في باريس إن "أكثر من 0 0 1 1 كيلو متر من الحدود تربط الإقليم بأفغانستان وباكستان، وبما أن البلوش يعيشون في عشائر، فإن عشائرهم تعيش على الجانبين من الحدود، ومن الطبيعي أن تلتقي يومياً بالعشرات من العائلات البلوشية التي تعيش على طرفي الحدود".
ويضيف "ملا اسماعيلي" إن باكستان وأفغانستان لم تحرم البلوش الأفغان أو الباكستانيون من حقوقهم المدنية، غير أن نظام الملالي في طهران وجد في هذا التنوع الديموغرافي حجة مناسبة ليحرم مئات الألاف من حقوقهم المدنية، ويبقى هؤلاء يعيشون على أطراف الحياة لا يستطيعون العمل في إيران أو حتى مغادرتها للبحث عن حياة في مكان آخر.
وأشار إلى أن ساكني تلك المناطق وقبل "انقلاب الخميني" على شركاء الثورة "مجاهدي خلق" كان البلوش يعبرون الحدود ويتزاوجون ويحصلون على الجنسية دون وجود أي مشاكل، واستمر بهم الحال على ما هو عليه لبعد ما يقارب من العشر سنوات من عمر الانقلاب (حتى انتهاء الحرب العراقية الإيرانية)، ليبدأ بعدها نظام اتباع سياسة منع الجنسية عن البلوش، وذلك بالتزامن مع استقدام بعض العائلات الشيعية إلى المنطقة، بهدف تغيير ديموغرافية الإقليم.
"التشيع" وسيلة ابتزاز
الناشط السياسي (محمد.ع) أكد ما ذهب إليه "ملا اسماعيلي"، وأضاف أن ممارسات النظام الطائفي الحاكم في طهران لا تخرج عن محاولة محو الهوية السنيّة لسيستان وبلوشستان مع التوسع وبشكل يومي في بناء الحسينيات في كافة قرى ومدن الإقليم، مع العلم أن لا وجود الشيعة هناك، ولكن هذا الإجراء وكما يقول محمد هو للتجهيز للتهجير أو للتشييع، منوّها بأن الأهالي هناك لم تقبل بالتشيع، غير أن الحالة المعيشية الصعبة دفعتهم للهجرة خارج الإقليم.
وأضاف محمد: "انعدام فرص العمل، الفقر وندرة الخدمات الصحية والتعليمية من الأسباب الأساسية لهجرة سكان الإقليم، وتمركزهم على أطراف المدن الكبيرة وخصوصاً مشهد"، مشيراً إلى أن سلطة الملالي ومن خلال ممارساتها تلك تهدف على إجبار السكان على التشيع حيث أن القرى الشيعية الموجودة في الإقليم - وعلى ندرتها- غير أنها تتوفر على كافة الخدمات، وعلى هذا الأساس أصبح السني البلوشي بين نارين، إما البقاء والتشيع، أو الهجرة والتشرد على أطراف المدن الكبرى، ناهيك عن مئات الألاف من الذي أجبروا على البقاء في إيران بعد أن رفضت السلطات منحهم وثائق مدنية لتتحول إيران بالنسبة لهم إلى سجن كبير لا يستطيعون الخروج منه.
ويختم محمد حديثه بأن البلوش وعلى الرغم من ما يعانوه غير أنهم يرفضون التحول للمذهب الشيعي، مفضلين التشرد في إيران على تغيير مذهبهم، مطالباً في الوقت ذاته الدول العربية "السنيّة" بمساعدة أشقائهم في سيستان وبلوشستان، فالحال التي وصلوا إليها باتت يرثى لها، خصوصاً بعد التصحر الذي ضريب الإقليم منذ سنوات، وهو ما أجبر الأهالي هناك على ترك قراهم ومزارعهم ليبحثوا عن شبلي أخرى للحياة.
التعليقات (4)