ذكرى اغتيال "بوريس نيمتسوف" توقظ الاحتجاجات ضد بوتين

ذكرى اغتيال "بوريس نيمتسوف" توقظ الاحتجاجات ضد بوتين
لا تزال حادثة اغتيال أحد أقوى معارضي النظام الروسي "بوريس نيمتسوف" في ظروف غامضة أمام أسوار الكرملين، تُثير سخط المعارضة الروسية على الرئيس فلادمير بوتين وتُجدد الاحتجاجات ضده، فبعد عامين من إعلان مقتله أمام الكرملين احتشد آلاف الروس في مسيرة وسط موسكو إحياءً لذكرى وفاته وتنديداً بالأحكام التعسفية ضد المعارضين السياسيين.

لافتات تنتقد الكرملن 

وعلى الرغم من أن بوتين سمح بخروج المظاهرة وقال إنه يؤيد التحقيق في قتل نيمتسوف، ووصف الحادثة آنذاك بالـ"القتل الوحشي" وأن الفاعل هدفه "استفزازي" وزعزعة استقرار روسيا إلا أنه رفض إقامة نصب تذكاري مؤقت في المكان كما أن المحتجين يربطون ذكرى اغتياله بـ"الإصلاحات السياسية" والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وجميع المتظاهرين هم من المعارضين بشدة لسياسة الرئيس الروسي.

ومن الشخصيات المعارضة التي شاركت في مسيرة التأبين مؤسس صندوق مكافحة الفساد، الناشط الروسي ألكسي نافالني، ورئيس الوزراء الروسي الأسبق، رئيس حزب الحرية الشعبية المعارض، ميخائيل كاسيانوف، والعديد من الشخصيات المعارضة.

وفي الوقت الذي أشارت فيه بيانات الشرطة ان عدد المحتجين وصل لنحو 5 آلاف شخصاً فقط، قال منظمو المسيرة إن نحو 15 ألفا شاركوا فيها، ورفعوا العلم الروسي ولافتات تنتقد تدخل الكرملين في أوكرانيا الأمر الذي كان يعارضه نيمتسوف بشدة حتى آخر يوم من حياته، وسط انتشار كثيف لقوات الشرطة وإجراءات أمنسية مشددة.

اعتداء على متظاهرين 

وخلال التظاهرة، تعرض قيادي معارض لاعتداء وهو رئيس الوزراء الأسبق ميخائيل كاسيانوف الذي يترأس حاليا حزب بارناس المعارض، إذ ألقى عليه مجهول سائلا خلف بقعا خضراء على وجهه. ورغم ذلك سار كاسيانوف في مقدمة المظاهرة.

وفي سان بطرسبورغ ثاني المدن الروسية (شمال غرب) تظاهر نحو 1800 شخص إحياء لذكرى نيمتسوف رافعين لافتات كتب عليها "من هو المخطط؟".

وقالت المتظاهرة غالينا زولينا "جئنا للتعبير عن تقديرنا لصدق وشجاعة بوريس نيمتسوف"، مضيفة وهي تحمل باقة ورود حمراء "نريد أن نظهر للسلطات أننا لم ننس"، فيما  قال مشارك آخر في المظاهرة هو أناتولي ليفيتين (45 عاما) "لا يمكن أن نبقى صامتين. يجب أن نفهم السلطات أننا لا نؤيدها وأن عددنا كبير" بحسب "فرانس برس".

الإفراج عن السياسيين 

وتزامنت المسيرة مع إطلاق سراح الناشط المعارض للكرملين إلدار دادين من سجن في سيبيرياK من جهته قال إليا ياشين الناشط الروسي المعارض ومنظم المسيرة لرويترز "احتشدنا هنا للمطالبة بتقديم قتلة بوريس نيمتسوف إلى العدالة ليس الجناة فحسب ولكن المدبرين ومن أمر بالقتل أيضا" بحسب رويترز".

وتابع قائلا "احتشدنا هنا للمطالبة بإصلاحات سياسية وإطلاق سراح السجناء السياسيين.

بوريس نيمتسوف

وفي وقت متأخر من يوم الجمعة 27 شباط 2015 أعلنت الحكومة الروسية عن مقتل (بوريس نيمتسوف) أحد زعماء المعارضة البالغ من العمر 55 عاما رميا بالرصاص في وسط موسكو، حيث وقه الحادث على جسر (فاسيلسكي سبوسك) بالقرب من الكرملين، وأطلق القاتل الذي كان يستقل سيارة بيضاء، أربع رصاصات، استقرت في صدر (نيمتسوف) وأردته قتيلا حيث ان القاتل فر من مكان الحادث على الفور.

وكان بصحبة (نيمتسوف) فتاة من أوكرانيا من مدينة كييف مواليد 1991 م. وقد كشف فريق التحقيق أنه حصلت على تسجيل للكاميرات الطرقية حيث شوهد ثلاث سيارة بيضاء على طول الجسر الكبير الواقع على نهر موسكو في وقت مقتل (بوريس نيمتسوف). ووفقا للمحققين فإن السيارات الثلاثة: اثنان فورد فوكس (Ford Focus) وسيارة مونديو فورد (Ford Mondeo)، والشرطة حاليا تجري البحث، وأفاد شهود الجريمة أن السيارة الذي تم تنفيذ إطلاق النار منها، لم يكن عليها لوحات رقمية.

وأشار فلاديمير بوتين آنذاك أن القتل الوحشي لـ (بوريس نيمتسوف) لديه كل بصمات القاتل المأجور، وأن هدفه استفزازي وزعزعة استقرار روسيا.. ولكنه لم يقل بالطبع مأجور مِن من حيث أوعز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى رئيس لجنة التحقيق التابعة للاتحاد الروسي، ووزارة الداخلية وفريق التحقيق FSB الحفاظ على التحقيق وسريته في هذه الجريمة تحت إشرافه الشخصي.

مظاهرات ضد بوتين 

وكان نمتسوف أحد قادة المعارضة الروسية الليبرالية، اغتيل في 27 فبراير/شباط 2015، قرب مبنى الكرملين في موسكو، وقبل اغتياله، تقلد الرجل عدة مناصب شملت نائب رئيس الوزراء ووزير الطاقة وعمدة مدينة "نيجني نوفغورود".

وعُرف بدعمه للمظاهرات المناوئة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال السنوات التي سبقت اغتياله، كما يعد واحد من أهم المنظمين والمشاركين في مظاهرة المنشقين (2007)، ومظاهرة ”استراتيجية-31" وأكثر من مظاهرة احتجاجية من اجل نزاهة الانتخابات (2011- 2013).

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات