المعارضة تبحث وثيقة ديمستورا وتحذير من "مماطلة" النظام في جنيف

تتواصل مفاوضات السلام بين الوفود المشاركة في العاصمة السويسرية جنيف في ظل أجواء من عدم التفاؤل تسيطر على مناخ المحادثات وسط  قصف مستمر من قبل النظام وروسيا يستهدف المدنيين وتحذيرات المعارضة من "مماطلة" وفد النظام.

ويعقد وفد الهيئة العليا للمفاوضات اجتماعا مغلقا في مقر إقامته بجنيف، لبحث الورقتين المقدمتين من دي ميستورا المتعلقتين بمفاوضات جنيف، حيث من المتوقع أن يعلن وفد الهيئة ملاحظاته وموقفه من هاتين الورقتين في نهاية اجتماع اليوم الإثنين.

من جانبه، وقال الناطق الإعلامي باسم وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف، وائل علوان، إن المناخ في "محادثات جنيف - 4"، لا يدعو بشكل عام للتفاؤل، وشدد على أن المعارضة تصر على أنه "لا يمكن أن يكون هناك دور للمجرمين في مستقبل سوريا"، وأضاف علوان لوكالة الأنباء الألمانية "لا يمكن أن نقبل ببقاء بشار الأسد".

وأرجع علوان هذا إلى أن "إعلان وقف إطلاق النار، ومن بعده محادثات أستانة، لم تُترجم على الأرض، ولو كانت هذه المحادثات تُرجمت على الأرض بالفعل، لكان هناك مناخ جيد جداً للبدء بعملية سياسية انتقالية".

مماطلة النظام 

من جهته قال المتحدث الرسمي باسم وفد الهيئة العليا للمفاوضات "سالم المسلط" في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية من مقر إقامة الوفد المعارض في جنيف: "منذ اجتماعات جنيف السابقة والآن، فإن (الإرهاب) هو الكلمة الوحيدة التي يعرفها النظام، حقيقة هو يماطل بمجرد ذكر هذه الكلمة وموضوع الحرب على الإرهاب".

كما اعتبر المسلط أن "ما يحدث وتحدث به الجعفري كلها أسباب للمماطلة"، مضيفا: "لا يريدون الحديث عن انتقال سياسي، ولا يريدون البدء بالانتقال السياسي"، وأضاف: "كما يصر الجعفري على إدانة الحادثة التي حصلت أمس، أيضاً نطالب وفد النظام بأن يبلغ الجميع أنه ملتزم الانتقال السياسي".

وأضاف المسلط في حديث للقدس العربي: "إن وفد النظام برئاسة بشار الجعفري لم يأت إلى جنيف لبحث اي حل سياسي، واتهم المسلط وفد النظام بانه يعمل لإفشال المفاوضات، واضاف المسلط ف من يصنع الارهاب هو النظام فكيف يتحدث عن محاربته، ان من لا يقبل بالثوابت السورية".

 وفي رده حول ما إذا باءت مفاوضات جنيف4 بالفشل قال المسلط: "سنذهب إلى ابعد الحدود لرفع المعاناة عن شعبنا لكن لن نكون السبب في فشل اي مفاوضات والجميع يعلم من هو الطرف الذي يسعى إلى افشال المفاوضات، وتأكدوا تماماً ان الطرف الذي يسعى دائما لإفشال كل الجهود هو النظام".

وبعد تفجيرات دامية استهدفت، أول من أمس السبت، مقاراً أمنية أودت بالعشرات في مدينة حمص وسط سوريا، طرح رئيس وفد النظام بشار الجعفري "مكافحة الإرهاب أولوية" على جدول أعمال المفاوضات الجارية، كما طالب المعارضة بـ"إصدار بيانات إدانة واضحة".

وثيقة ديمستورا 

وكان المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا اقترح على الأطراف المتفاوضة ثلاثة عناوين للتباحث بشأنها في الأيام المقبلة، هي الحكم والدستور الجديد والانتخابات وفق الوثيقة التي سلمت على التوالي لوفد الحكومة السورية ووفد المعارضة في اليومين الأخيرين.

وأوردت وثيقة دي ميستورا "سنبحث هذه الموضوعات الثلاثة بشكل متواز"، موضحة أنه "ليس هناك اتفاق على شيء ما دام ليس ثمة اتفاق على كل شيء".

ووصفت الوثيقة مفاوضات جنيف بأنها "مباحثات أولية" بهدف "التمهيد لمفاوضات في العمق" بشأن العناوين الثلاثة المذكورة، موضحة أنه لا بد من إجراء "جولات عدة" للتوصل إلى نتيجة، كما أشارت أيضا إلى أن قضايا وقف إطلاق النار ومكافحة الإرهاب والجانب الإنساني سيتم بحثها في إطار آلية أخرى هي عملية أستانا.