في سقطة أخلاقية جديدة.. هكذا تسترت الأمم المتحدة على جرائم نظام الأسد

في سقطة أخلاقية جديدة.. هكذا تسترت الأمم المتحدة على جرائم نظام الأسد
من جديد تقوم الأمم المتحدة بلي عنق الحقيقة والتستر على أفعال نظام الأسد والاحتلال الروسي الإيراني، وبعد سلسلة من الفضائح بخصوص المساعدات، والصمت الأممي المعيب عن سرقة نظام الأسد للمساعدات وتحويلها لمخازنه ومنعه إدخال حليب الأطفال والأدوية، عادت من جديد للتستر على قيام نظام الأسد عبر ميليشياته على سرقة قافلة مساعدات كانت متجهة إلى حي الوعر الحمصي المحاصر حيث اكتفت بوصف الجناة بـ"المسلحين" لتجنب اتهام الأسد وميليشيات إيران وتحويلها لمجرد حادث مجهول المصدر.

ميليشيا لواء الرضا

وأكدت مصادر ميدانية لأورينت نت أن ميليشيا "لواء الرضا" المساندة لقوات النظام، اعترضت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، عقب منعها من دخول حي الوعر المحاصر في حمص، في الوقت الذي ضجت فيه أيضاً صفحات تابعة للنظام وبنقل خبر اختطاف القافلة

وقال مراسل أورينت آنذاك : "حاولت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر إدخال القوافل إلى حي الوعر، لكن النظام منع إدخالهم وقصف الحي، فقرروا الرجوع بالقوافل إلى المستودعات"، وأضاف "وفي طريقهم إلى المستودعات، اعترضت طريقهم مجموعة مسلحة شيعية من قرية المزرعة واختطفت 22 شاحنة من أصل 35 شاحنة".

اتهام "مسلحين"!

وعقب حادثة النهب بيومين خرجت الأمم المتحدة عن صمتها لتقول إن "مسلحين" اعترضوا قافلة مساعدات إنسانية متجهة إلى مناطق محاصرة في سوريا، وقاموا بنهب محتوياتها والتعرض لسائقي الشاحنات، وذلك قبيل أيام من بدء محادثات السلام في جنيف.

وأضافت "كان من المفترض أن تدخل قافلتان الأسبوع الحالي إلى حي الوعر، الذي تسيطر عليه الفصائل المقاتلة قرب حمص (وسط)، إلا أن إحداهما اضطرت إلى العودة بسبب القنص".

كما تطرقت المنظمة إلى عمليات القصف والقنص الذي قام به النظام وميليشياته دون ذكر الفاعل حيث قالت "منعت عمليات القصف وإطلاق النار الشاحنات من دخول المدينة، وفي طريق العودة أقدم مسلحون على اختطافها باتجاه "منطقة يسيطرعليها النظام "، وفق ما أعلن منسق العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة "ستيفن أوبراين".

وأضاف الدبلوماسي الأممي أن "السائقين والشاحنات احتجزوا لفترة من الوقت، وتمت معاملة عدد من السائقين بخشونة، ولكن أطلق سراحهم جميعا في ما بعد، من دون المساعدات".

قافلة إغاثة في أورم الكبرى 

وأعادت هذه السقطة الأخلاقية للأمم المتحدة حادثة أورم الكبرى عندما استهدف القصف الروسي قافلة مساعدات إنسانية مشتركة بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر كانت متجهة إلى أورم الكبرى في حلب، حيث أن روسيا آنذاك لم تنفي الاستهداف في حين لم تأتي المنظمة الأممية على اتهام روسيا أور النظام، وأكد ناشطون حينها مقتل نحو 12 متطوعاً من الهلال الأحمر وسائقي الشاحنات.

ما كشفته صحيفة الغارديان 

ويعد ماكشفته صحيفة "الغارديان" البريطانية 28 تشرين الأول 2016 دليلاً كافياً لتواطؤ المنظمة مع النظام حيث أكدت الصحيفة استلام العشرات من أصدقاء بشار الأسد وبطانته السياسية رواتب مقابل تسهيل العمليات الإغاثية التي تقوم بها الأمم المتحدة ومنظمات أخرى في البلاد، حيث أكد التقرير أن أقرباء لوزراء بارزين مدرجة أسماؤهم على سلم رواتب هيئات الأمم المتحدة العاملة في دمشق مثل المفوضية السامية ووكالة غوث اللاجئين UNHCR ومنظمة الغذاء العالمية WHO، حيث طلبت الأمم المتحدة من صحيفة الغارديان عدم ذكر أسماء أي أشخاص من الواردة أسماؤهم على جداول الموظفين حرصاً على سلامتهم.

وطبقاً للوثائق التي اطلعت عليها صحيفة الغارديان فإن ثلثي مواد المساعدات الطبية الطارئة التي تصل ذهبت لصالح المناطق التي تسيطر عليها النظام، حيث تظهر الوثائق أن 64% من صناديق الأدوية والإسعاف الطبي التي وفرتها منظمة الغذاء العالمية WHO منذ كانون الثاني الماضي أوصلت إلى مناطق إما تسيطر عليها قوات الأسد وإما مناصرة له، وأما مناطق سوريا "المحاصرة" فلم تصلها سوى 13% من مساعدات منظمة الغذاء العالمية.

أسماء الأسد 

كذلك كشفت صحيفة "الغارديان" عن صفقات بملايين الدولارات، بين الأمم المتحدة وشخصيات من النظام، ممن طالهم الحظر في وقت سابق، حيث منحت الأمم المتحدة صفقات بعشرات الملايين من الدولارات لمقربين من بشار الأسد، في إطار برنامج مساعدات إنسانية، منهم زوجته "أسماء الأسد" التي تملك عدة مشاريع تحت عنوان "انساني" أبرزها "الأمانة السورية للتنمية"، وجمعية البستان لابن خاله رامي مخلوف.

وحسب الصحيفة فإن شركات تخضع لعقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة قد استفادت من هذه الصفقات، وكذلك وزارات ومنظمات خيرية، بما فيها منظمة أسماء الأسد، وأخرى أنشأها قريبه وصديقه رامي مخلوف، كما نقلت الصحيفة عن مسؤول في الأمم المتحدة قوله إن بعض الوكالات الأممية عبرت عن قلقها من سيطرة نظام الأسد على توزيع المساعدات الإنسانية.

وأضاف المسؤول الذي عمل في دمشق أن فرق الأمم المتحدة العاملة في سوريا كانت تعرف منذ البداية أنه لا نظام الأسد ولا المنظمات، المعتمدة من قبلها للعمل مع الأمم المتحدة، تلتزم بمبادئ العمل الإنساني أو الاستقلالية والحياد.

ويعد ملف المساعدات الإنسانية من أكثر الملفات التي تديرها المنظمة الأممية غموضاً، ويكتنفه تفاصيل بعضها تم الكشف عنها، وأخرى ما تزال طي الكتمان، لكن في مجملها تدين المنظمة التي أبدت انحيازاً مطلقاً لنظام الأسد وقواته من جهة، فضلاً عن تطبيع علاقات اقتصادية كبيرة من أقارب للأسد من جهة أخرى.

التعليقات (1)

    محمد الحصان: ابن الخلافه

    ·منذ 7 سنوات شهرين
    هذه ليست سقطة أخلاقية جديدة. هذه مرحله سقوط القناع بالكامل, وعلى المعارضه ان تنسحب كليا من اي محادثات مع المستعمر الكافر ومنظماته الجاسوسيه
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات