إيران تستخدم ميليشيا حزب الله للرد على أمريكا

إيران تستخدم ميليشيا حزب الله للرد على أمريكا
يتجسد التصعيد الإيراني ضد أمريكا في مواقف ميليشيا حزب الله اللبناني الأخيرة، فبعد أن فرضت واشنطن عقوبات مالية على نائب الرئيس الفنزويلي طارق العيسمي الذي تتهمه واشنطن بدعم تجارة المخدرات، وتمويل حزب الله وصف زعيم الميليشيا حسن نصر الله دونالد ترامب بـ"لأحمق" وأشار إلى أن ميليشياته قد تضرب المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة.

ووصفت أوساط لبنانية مطلعة تصريحات نصرالله بأنها محاولة إيرانية يائسة لمنع ترامب من بناء تحالف مع دول الخليج ضدها، ودفعه إلى التريث في قراره بإلغاء العمل بالاتفاق النووي، ما يعيدها إلى وضع سابق كان ينذر بأزمة اقتصادية واجتماعية خانقة، في حين أشار مصدر مطلع في الضاحية الجنوبية في بيروت إلى أن ن تصريحات نصرالله شديدة اللهجة ضد إسرائيل وترامب كانت تهدف إلى وضع "خطوط حمراء" لمنع أيّ عمل يشكل تهديدا ضد لبنان أو حزب الله بحسب صحيفة "العرب".

تجميد أموال طارق العيسمي

ولا يهدف التصعيد في لهجة نصرالله ضد ترامب وإسرائيل إلى الدفاع عن إيران فقط، فهو ردة فعل على تجميد الولايات المتحدة لأموال طارق العيسمي، نائب الرئيس الفنزويلي، أحد أبرز المحسوبين على الحزب، حيث تشير بعض التقارير إلى أن العيسمي من بين الأشخاص المسؤولين عن تجنيد الشباب الفنزويليين من أصول عربية لتدريبهم في معسكرات حزب الله في جنوب لبنان.

وأوضحت مصادرأن العيسمي ساعد خلال ترؤسه الوكالة الفنزويلية لمنح الجوازات والجنسية بوزارة الداخلية خلال سنوات سابقة في تسهيل حصول عملاء الحزب على جوازات سفر فنزويلية.

وتسلط الخطوة الأميركية ضد المسؤول الفنزويلي البارز الضوء على حجم الاختراق الذي نجح الحزب في تحقيقه بين الجاليات من أصول عربية، وخاصة المنتسبين للمذهب الشيعي، ما ساعده على أن يتحول إلى تنظيم عابر للدول وليس حزبا لبنانيا كما يريد أن يقدّم نفسه، حيث قال مراقبون إن وضع العيسمي على قائمة العقوبات الأميركية رسالة واضحة على أن إدارة ترامب لن تتساهل مع الحزب، وأنها ستتعامل معه ضمن خطة أشمل لاستهداف شبكات المنظمات والجماعات المتشددة مثل داعش والنصرة وجماعة الإخوان المسلمين التي تقترب واشنطن من تصنيفها كتنظيم إرهابي.

واعتبر المراقبون أن كشف واشنطن عن شبكات الحزب ليس جديدا، ففي العام 2016 قال تقرير لإدارة مكافحة المخدرات في واشنطن إن عائدات أنشطة الحزب في مجال المخدرات يتمّ استخدامها لتمويل شراء أسلحة لدعم مقاتلي الحزب الذين يحاربون في سوريا.

وقال جاك رايلي، نائب مدير في إدارة مكافحة المخدرات الأميركية وقتها، إن "المخططات لتهريب المخدّرات وغسيل الأموال التي يستخدمها هذا الجهاز التابع لحزب الله يؤمّن تدفق العائدات المالية والأسلحة لمنظمة دولية إرهابية مسؤولة عن هجمات إرهابية مدمرة في جميع أنحاء العالم".

كما ذكر التقرير أن جهاز الأمن الخارجي التابع لحزب الله (يعرف بـ"باك") أنشأ علاقات تجارية مع عصابات المخدرات في أميركا الجنوبية، المسؤولة عن توريد كميات كبيرة من الكوكايين إلى الأسواق الأوروبية والأميركية، وأن الذراع التجارية للحزب تقوم بعمليات غسيل مبالغ كبيرة من الأموال ضمن السوق السوداء.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات