منصة بيروت = منصة الأسد

منصة بيروت = منصة الأسد
مؤتمر للمعارضة السورية في بيروت برعاية روسية إيرانية وباحتفاء اعلامي ممانع وبخطاب يكاد يكون بشار الأسد قد صاغه شخصياً.

إنها بعض من المفارقات المذهلة التي أحاطت بإطلاق ما سمي بـ"الكتلة الوطنية السورية" والتي يفترض أنها تمثل معارضة الداخل السوري في احتفالية مدروسة عقدت الاسبوع الماضي في بيروت تمهيداً لمفاوضات جنيف المقررة بين النظام والمعارضة برعاية روسية وايرانية الا أن الفصيل المعارض الذي اطلق فجأة في بيروت مختلف عن الفصائل التي فاوضت النظام سابقا في أستانا مثلاً.. 

في بيروت بدا اللقاء الذي حضره سفير روسيا في لبنان وممثلين لسفارات من بينها إيران وبتغطية صحافية دعائية في الاعلام المحسوب على تيار الممانعة استكمالاً لحملة دعاية سياسية واعلامية. 

هذه الحملة تحاول القول إن الصراع في سورية هو حصراً ضد داعش وضد الارهاب وكل شأن آخر كإسقاط النظام ورأسه فهذا غير مطروح بل هو أمر لا يبحث في المحافل الدولية.

 لا شك أن موسكو ومن خلال هذا المؤتمر تحضر لشيء ما من خلال فرض معارضة بشروطها. فهذا المؤتمر عقد بعد أيام فقط من اعلان انتهاكات مروعة في سجن صيدنايا، لكن "المعارضة" المفترض أنها رعت هذا المؤتمر بدت غير معنية بتاتا بهذه الحقيقة. هذه المفارقة أضفت مزيدا من الظلال على المشهدية التي ظهر فيها من يفترض أنهم سجناء رأي سابقون ومعارضون يحصرون خطابهم بمحاربة الارهاب ويغفلون تماما وقائع مثل تقرير منظمة العفو الدولية عن القتل الممنهج والتعذيب في سجن صيدنايا. بدا هؤلاء وكأنهم يريدون الإيحاء بأن "الثورة السورية ضد النظام قد انتهت"، وأن "الحرب الآن هي بين السوريين والإرهاب"، وأن "الحديث يجب أن يكون عن سورية فيما بعد انتهاء الأزمة"، على حدّ ما قال من يفترض أنهم قائمون بتلك الحركة السياسية.

 لم تبد حقائق ثقيلة مثل الإبادات الجماعية في سجن صيدنايا وكل حقائق المجازر ومحنة ملايين اللاجئين قضايا حاضرة في أولويات "المعارضة" المزعومة، فكان جل خطاب شخصياتها هو حصر المشكلة بالإرهاب.

هنا مثلاً يبدو الصمت عن مجازر النظام سمة هذه الشريحة من المعارضين فمثل هذه المجازر لا يدخل في صلب اهتمامهم المقتصر على المخاوف من حكم المتطرفين وعندما تتوالى تقارير هيئات دولية مثل تقرير منظمة العفو الدولية الأخير عن سجن صيدنايا، يخيّم الصمت عليهم فنجدهم يتوسلون أن يطوي النسيان تلك التقارير.

عملياً تبدو التجمعات في تلك المنصات اشبه بالاستيلاء على حقوق السوريين ضحايا وحشية النظام، بحيث لا يكلف مدعو المعارضة أنفسهم عناء اشهار مواقف أخلاقية لفظياً على الأقل من نوع الدعوة إلى محاكمة مجرمي الحرب. 

اللافت أيضاً في لقاء بيروت هو الدور الروسي إذ يبدو أن موسكو تسعى لزج هذه المجموعات التي جرى إبرازها سياسيا واعلاميا لتكون ضمن وفد المعارضة المفاوض في جنيف بعد أيام بصفتهم مكون جديد جرى التوافق على تسميته بـ"منصة بيروت" على غرار بقية المنصات المحسوبة على مجموعات ممن يسمون أنفسهم بمعارضة الداخل لكن تبدو في الحقيقة مواقفهم أقرب الى النظام من كونها معارضة، فالمواقف التي اعلنت من بيروت بدت تراعي مواقف النظام خصوصا أن من حضروا لهم رصيد حافل بالتشهير بالثورة وبالمعارضة السورية.. 

ما سمي بـ"منصة بيروت" ليس سوى وجه آخر للنظام لكنه هنا وجه رث مبتذل ويغطي على الجريمة الحاصلة في سورية وليس خلاصاً منها..

التعليقات (2)

    momo

    ·منذ 7 سنوات شهرين
    شكراً لقلمك الحر و ضميرك الحي سيدة ديانا

    أبو حمزة أحرار

    ·منذ 7 سنوات شهرين
    يحشر المرء مع من أحب!!!!
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات