مجلس الأمن الدولي إذ يلحس قراراته في الشام

مجلس الأمن الدولي إذ يلحس قراراته في الشام
يوماً إثر يوم تتكشف فضائح أممية ودولية في الشام، فبعد فضيحة الخط الأحمر للكيماوي الذي وضعه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لطاغية الشام، فانتهكه الأخير بمجزرة الغوطة الشهيرة وتجاوز أوباما معه كل تهديداته وخطوطه الحمراء رأينا خطوطاً حمراء أخرى تم تجاوزها لكن هذه المرة من قبل مجلس الأمن الدولي الذي كان قد حدد في قرارين دوليين بأن كل من يستخدم الكيماوي بعد تعهد النظام السوري بالتخلي عن ترسانته الكيماوية سيعرض نفسه للفصل السابع من قرارات مجلس الأمن الدولي والذي يعني استخدام القوة .

لكن التقرير الحقوقي الموثق الذي كشفت عنه منظمة هيومان رايتس ووتش أخيراً والذي وثق ثماني هجمات بالكيماوي كاستراتيجية عسكرية بمدينة حلب لوحدها، فضلاً عن غيرها، أكد بما لا يدع مجالاً للشك استخدام النظام السوري بحماية روسية للكيماوي في منطقة مكتظة بالمدنيين، هي مدينة حلب، وأن عدداً من المدنيين وغير المدنيين أصيبوا في خلال هذه الهجمات، ولكن الشيء المفزع بالنسبة للخبراء والمحللين أن مجلس الأمن الدولي لم ينبس ببنت شفه إزاء من تحدى قراراته وتحدى التعدي على تهديده باستخدام القوة .

منذ اليوم الأول للثورة الشامية هتف الشعب السوري مالنا غيرك يا ألله، وهو شعار عكس قناعة الشعب الشامي من أن هذه العصابة محمية ومحصنة دولياً، وإلا فكيف يتم التضحية بشعب بكامله والتضحية بدول مجاورة تم التعدي على أمنها واستقرارها، ومن بينها دول عضو في حلف النيتو وتشكل خط الدفاع الأول ولربما الأخير عن أوربا أمام التغول الروسي، ومع هذا رأينا كيف تم التسامح مع كل هذه الفظاعات بحق أهل الشام، ولم يكن آخرها ما وثقته منظمة العفو الدولية من شنق جماعي لـ 13 ألف سجين أو بالأحرى مختطف شامي على يد العصابة الطائفية بالشام.

المضحك والمثير للسخرية أكثر أنه وعلى الرغم من دخول الثعلب الروسي على خط الضمانات وعلى خط مراقب وقف إطلاق النار يدخل الثعلب الإيراني على نفس الخط، ولكن ما رأيناه ونراه بشكل أوضح من كل شيء هو أن حجم الفظاعات تزداد وتتعاظم، ورأينا أن الروس ينكثون بعهودهم ووعودهم، ويبدو أن ذلك كله يجري بالتنسيق مع الإيرانيين، ولعل الشيء الوحيد الذي تعلموه من الإيرانيين هو التقية السياسية، ولينظر كل من يشك في ذلك بحجم القتل والتفظيع بحق أطفال الشام، وذاك الطفل الذي لن تمحى صوره من ذاكرة الأحرار " شيلني يا بابا"..

ما حذر منه  الوسيط الدولي  ستيفان ديميستورا أخيرا من أن أبواب جهنم ستفتح، عبارة تعني الكثير، ويبدو أن لديه من المعلومات والمعطيات ما جعلته يفصح عما قاله، ولذا فكل ما يقال عن مفاوضات في الأستانة وجنيف، هو كذب في كذب والروس حسموا أمرهم في المضي بتصفية الثورة الشامية عسكرياً، ولعل هذا ما دفع تركيا إلى التوجه أميركياً أولا ثم خليجياً وطلب المناطق الآمنة مدعومة خليجياً وهو ما أثار حفيظة الروس والإيرانيين عن نية الأتراك في التوجه مجدداً نحو أميركا لا سيما في ظل الغموض الذي يخيم على سياسة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب وإدارته..

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات