صيدنايا.. أسوأ مكان على الأرض، فماذا بعد!!

صيدنايا.. أسوأ مكان على الأرض، فماذا بعد!!
كل درك ننحدر اليه نعتقد أنه النهاية أو القعر لنعاود ونكتشف أننا مازلنا في حال انزلاق نحو الأسوأ.

اختبرنا هذه النتيجة عن مسافة، نحن من لا يعيش في قلب الجحيم السوري لكننا نراقبه ونعيش نتائجه.

لكن ما النفع!!

كل خلاصتنا وآراؤنا وحتى انفعالاتنا ولو كانت صادقة تبقى مجرد كلام يبدده الهواء سريعا، تماما كما هو حال الاهتمام بما يحصل في سوريا. فماذا يضيف الهلع والتفجع من التقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية عن "المسلخ البشري" أي سجن صيدنايا إن لم يتحول الى مسار يفضي لانتهاء تلك الابادة الجماعية الحاصلة. 

هل دققنا مليا في صور شبان مثل منير الفاكر وأنس حميدو وعمر الشغري وكيف كانوا قبل اعتقالهم وتعذيبهم في سجن صيدنايا وكيف هي هيئتهم بعد خروجهم منه. ها هي روايات الضحايا والناجين أو السجانين الذين وثق شهاداتهم  تقرير منظمة العفو الدولية عن سجن صيدنايا وعن آلاف الاعدامات وتفاصيل التعذيب يعيدنا مرة ثانية وثالثة وعاشرة نحو نقطة البداية، وهي لماذا ثار السوريون ضد هذا النظام الوحشي قبل ست سنوات ولماذا يهرب العالم كله من مواجهة هذه الحقيقة. 

هناك ١٣ الف شخص أعدمهم نظام بشار الأسد خلال خمس سنوات في هذا السجن وحده.. هل فاجئنا الرقم!!

لن أعيد ما ورد في التقرير وهو بات متاح للاطلاع عليه لكن ونحن نقرأه ونتداوله ونعيده لنتذكر أنه وفي هذه اللحظة هناك سجناء مازالوا هناك ومنهم على الأرجح من لايزال يسمع في الليل أنين مسجونين آخرين يختنقون حتى الموت كما وصف الناجون.

صدور تقرير مثل تقرير منظمة العفو الدولية يفترض أن يكون بداية لمسار محاكمة أو محاسبة ما. يفترض أن يكون بداية لإنهاء عذاب وبداية لعدالة لطالما انتظرها السوريون وماتوا من أجلها، لكن الى اليوم لا يوجد مسار محاكمة لبشار الأسد والنذالة التي يقترفها أقطاب دوليون باعتبار النظام السوري الحالي أقل شرا من تنظيم داعش بات ممجوجاً ومبتذلا، فوحشية النظام كانت منذ اليوم الأول جذر المشكلة وسببها.

بعد سجن المعارضين وقتلهم وتعذيبهم وبعد قصف وحشي وحصار تجويعي وهجمات بالكيماوي وبراميل متفجرة ولائحة لا تنتهي أتى اليوم تقرير سجن صيدنايا فماذا نحن فاعلون.. لم يفعل العالم شيئا قبلا ومسار الأمور يشي بأن تقرير منظمة العفو سيلحق ما سبقه من اهتمام اعلامي يذوي سريعا ليعاود بشار الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون في ارتكاب الفظائع.

أي تجاهل جديد لحقائق الوجع السوري المثبت هو مرة أخرى من نتائج سياسات باراك أوباما المخيبة للآمال. فالنظام السوري يشعر أنه ومهما فعل فهو سينجو والدليل أنه مستمر رغم كل الخطوط الحمراء التي سقطت مرارا. وحتى هذه اللحظة يبدو أن النظام السوري مقتنع أن العنف الذي يمارسه سيؤمن مستقبل استمراره فالتعذيب والقتل هو منهج تاريخي للبعث السوري لاخضاع السوريين. وحين يخرج بعض الأحياء من السجون ونرى هيئتهم ونسمع هول ما عاشوه فهذا لأن النظام يريدنا أن نراهم وأن نسمع ليعلم الجميع ما ينتظر من يدخل الى هناك.

إذاً مر تقرير منظمة العفو الدولية دون ملاحقة مرة أخرى فسنشهد ما هو أفظع منه وهنا تقع المسؤولية الأخلاقية على المجتمع الدولي الذي هو سبب بقاء نظام يواصل عنفه اللامحدود تجاه شعبه.

التعليقات (2)

    شريد الغوطة

    ·منذ 7 سنوات شهر
    إن العصابة الموجودة بدمشق تتكون من مجرمين طائفيين لا يستَطيعون إلا أن يستمروا بلقتل لأنهم كَلوحوش تعيش على الديماء

    kk

    ·منذ 7 سنوات شهر
    أخلاق...........!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟ شو يعني هالكلمة
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات