في الشام ..مجازر بعضها فوق بعض

في الشام ..مجازر بعضها فوق بعض
على مدى نصف قرن والقاسم المشترك الوحيد الذي يُميز الحالة الشامية من بين الحالات العربية والإسلامية فضلاً عن العالمية المجازر والمذابح التي غدت خبز الطغاة يطعمونه للشام وأهلها، فكانت مجازر الطاغية المؤسس حافظ الأسد في الثمانينيات من جسر الشغور وحلب إلى تدمر وحماة وما بعدها، ليأتي الطاغية القاصر لينفذ المجازر والمذابح بحق كل قرية شامية إبان ثورة الشام التاريخية، قتلاً و ذبحاً وتشريداً واعتقالاً وسط تواطئ وصمت دوليين لم يسبق له مثيلاً حتى تجاه الصهاينة المحتلين ...

وحين عجزت العصابة الطائفية عن الفتك والتشريد والقتل بهذا الشعب الذي خرج من قمقم العبودية مطالباً بالحرية والمساواة، استدعت العصابة الطائفية وبحماية دولية واضحة كل شذاذ الآفاق من طائفيين حاقدين،  لكبح جماح الشعب الشامي المتطلع للحرية، وتحويل ثورة الكرامة والحرية إلى إرهاب وقتل وتدمير بنظرهم، وبعد لأي فشلت هذه العصابات الطائفية مع العصابة الأسدية في القضاء على ثورة الشام، فاستدعت الصفويين في طهران لمساعدتها في نفس الهدف، بعد أن اعترف زعيم حزب الله حسن نصر الله بأنه هو من أنقذ العصابة الطائفية من حتمية السقوط، وهو ما كرره الصفويون من أنهم هم من أنقذوا الأسد من السقوط أيضاً، لكن جاء الروس أخيراً ليعلنوا أنهم هم من أنقذه ويبدو هم من أنقذوا الجميع من السقوط الذي كان محتماً، ولكن هل ثمة من ينقذ الروس من السقوط بإذن الله اليوم؟!...

طوال تلك الفترة كان الكل مشغولاً بشيء واحد وهو تنفيذ الجرائم والمجازر والمذابح بحق الشعب السوري، فلم  تخلُ منطقة شامية من مجزرة ارتكبتها مليشيات طائفية لحزب الله أو للمليشيات الأفغانية والعراقية الطائفية، ثم للصفويين الإيرانيين، والروس، وسيظل مسلسل التطهير الديني لأهل السنة شاهداً على قذارة المشروع الصفوي والطائفي بتفريغ حمص والقصير وريف دمشق من أهل السنة والجماعة، هذا الوضع جعل الشاميين يرون مذابحهم تتقازم أمام ما فعله الطاغية المؤسس، ما دامت المذبحة والمجزرة شملت الشام كلها وبدأت تقرع حتى أبواب الدول المجاورة..

بالفعل ودخلت أميركا على خط المذابح والمجازر والقتل، بصمتها وتواطئها في البداية عبر رفضها تسليح الجيش الحر بالأسلحة التي توقف على الأقل الآلة الجهنمية الجوية التي يعربد فيها المحتلون والطائفيون فوق رؤوس المدنيين من أطفال ونساء ويلقون عليهم الكيماوي وكل الأسلحة المحرمة، وتطور الأمر إلى أن دخلت أميركا خط دعم غلاة الكرد بالأسلحة التي حرمت الجيش الحر من الحصول عليها وهي التي كانت ترفض التدخل بحجة النأي بنفسها عن الثورة الشامية، وأخيراً خطت الخطوة الروسية والإيرانية بدك الأهالي والمدنيين ومؤسسات الشعب المدنية بحجة وذريعة القاعدة المعروفة، فكانت مجزرة منبج بحق المدنيين وأخيراً مجزرة مبنى الهلال الأحمر بإدلب، ولا تزال الطائرات الأميركية تعربد في سماء الشمال السوري، وهو الأمر الذي سيهيئ الأجواء لبروز جيل شامي متشدد كما حذرت أخيراً مجموعة الأزمات الدولية من خطر استخدام الطائرات بلا طيار الاميركية في اليمن وغيرها... 

لقد رأى العالم كله حين أُهمل الجرح الأفغاني المفتوح ماذا حلّ، لقد تحول إلى جرح ملوث أصاب المنطقة ثم العالم كله، والجرح الشامي سيكون تأثيره مضاعفاً عما حل بالجرح الأفغاني من تأثير وفاعلية، ويظل ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترمب أخيراً للسي إن إن بأن الأميركيين تورطوا في أفغانستان مؤشراً واضحاً على أن التورط مستمر ولكن بشكل أخطر في الشام والأيام ستخبره بذلك...

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات