5 سنوات على ارتكاب ميليشيات الشبيحة مجزرة الخالدية بحمص

5 سنوات على ارتكاب ميليشيات الشبيحة مجزرة الخالدية بحمص
يكاد لا يخلو شهر منذ آذار عام 2011 وحتى الآن من مجزرة مروعة يرتكبها الأسد وتحفر في وجدان الضمير الإنساني، ففي الثالث من شباط عام 2012، ارتكبت ميليشيات الأسد الطائفية مجزرة مروعة في حي الخالدية بحمص الذي انتفض أهله في تظاهرات حاشدة طالبت بالحرية والكرامة وإسقاط الأسد. 

في ذلك اليوم الدامي، حاصرت قوات الأسد حي الخالدية الثائر، مدعومة بعناصر الشبيحة (وهم فئة من المرتزقة الفقيرة والمعدمة تعيش في ضواحي المدينة وفي القرى العلوية المجاورة جيشها الأسد طائفياً وأطلق يدها لسفك دماء المعارضين لحكمه)، فطوقوا الحي الآهل بسكانه المدنيين بالدبَّابات ومدافع الهاون، وبدأ القصف على منازل المدنيين دون تمييز وبشكل عشوائي لترهيب السكان وإجبارهم على النزوح من الحي.

تفاصيل المجزرة 

في تمام الساعة الثامنة مساءً سقطت القذيفة الأولى على أحد الأبنية فأوقعت على الفور 6 شهداء من عائلة "وشاح" وسرعان ما بدأت قذائف الهاون تمطر الحي  فيتساقط المزيد من الشهداء والجرحى الذين كانوا يركضون لإسعاف المصابين، وبدأت المساجد بالنداء للتبرع بالدم والشاش والقطن إلى المشافي الميدانية، ولم تهدأ أصوات انفجار القذائف حتى الساعة الرابعة فجراً.

كانت هذه القذائف تطلق من فرع المخابرات الجوية خصوصاً بعد إرسال تهديد من قبل رئيس فرع المخابرات الجوية "العميد جودت" بإزالة مجسم الساعة الذي كان يلتف حوله المتظاهرون من مكان التظاهرات.

شباب مقطعة الأوصال وأطفال فقدت أطرافها شبان وأجساد ملقاة على الأرض قد لا يمكن لأي لغةٍ في العالم أن تصف حجم وشدة المأساة التي حصلت آنذاك.

كباقي الناشطين في حمص كنت أحمل كمرتي ومعداتي عند وقوع أي حدث لأوثق جرائم النظام الغاشم وأحداث ثورتنا المباركة، لكن ليلتها كان الأمر مروعاً للغاية فلم نشهد من قبل مثل تلك المجزرة التي رأيناها بأم أعيننا ونقلناها ليراها العالم أجمع".

تظاهرت في حي "جورة الشياح" القريب من حي الخالدية وعندما انتهينا سمعت أصوات انفجارات لم نعتد على سماعها مسبقاً في حمص كانت قادمة من حي الخالدية، حملت حقيبتي وهرعت إلى المكان وعند دخولي للحي فوجئت بما كان يجري داخله سيارات تحمل المصابين وتسرع للمشافي شبان يركضون في كل الشوارع أصوات الصراخ والعويل الذي لم تتوقف أذناي عن سماعه حينها نزلت بالقرب مني إحدى القذائف فأدركت ما يجري داخل الحي المكلوم فهرعت داخلاً لأحد مساجد الحي وهنا كانت الفاجعة حيث رأيت أعداداً كبير من الناس تقف بجانب أبنائهم وأطفالهم الذي قتلوا دون ذنب فقلت لهم بأعلى صوتي انقلوهم للمشافي فأجابني شخص بجانبي قد فقد طفله إنهم ميتون والإسعاف للجرحى فقط. 

عشرات الشهداء

بدأت دموعي بالانهيار وفتحت حقيبتي وأخرجت كمرتي وبدأت بتوثيق ما يحدث إلى أن جاء لي صديق من داخل الحي وقال لي إذهب للمستوصف الطبي وانظر إلى أعداد الشهداء هناك فتركته وركضت إلى المستوصف وكانت هناك الكارثة الحقيقية لم تكن هناك غرفة داخل المستوصف إلا وبها عشرات الشهداء فأصابني الذعر لفترة واستجمعت قواي وأخرجت كامل معداتي وبدأت بالبث المباشر من داخل ذلك المستوصف وأنا أجول المستوصف من غرفة لأخرى وأصور الشهداء والأشلاء وحالة الذعر التي أصابت أهالي الحي وأهالي الشهداء الذين كانوا يدخلون يتعرفون على أبنائهم الحي استمريت بعملية البث لمدة سبعة ساعات متواصلة برفقة بعض من النشطاء داخل الحي الذين أيضاً فقدوا أعزاء لهم وأخوةً وأصدقاء.

لم يعلم أهل مدينة حمص أن هذه المجزرة سوف تكون أقل المجازر الدموية التي سيرتكبها النظام ضد أهالي المدينة فيما بعد بما لا يمكن إحصائه من مجزرة كرم الزيتون وبابا عمرو والقصور والبياضة.

وإلى اليوم نبحث عن أهالي مدينة حمص نجدهم إلا يعانون من نزوح داخلي أو خارجي أو اضطهاد وما زلنا نوثق ونحصي جرائم هذا العالم في كل مكان بحق الشعب السوري الذي خرج من أجل نيل حريته وكرامته وسيأتي اليوم الذي سيلقي لنا هذا العالم الأصم سمعه ذات يوم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات