معركة الباب: استعصاء درع الفرات وتقدم "مشبوه" لقوات الأسد

معركة الباب: استعصاء درع الفرات وتقدم "مشبوه" لقوات الأسد
تمكنت قوات الأسد وميليشيات إيران من التقدم سريعاً نحو مدنية الباب كبرى معاقل تنظيم "الدولة" في شمال سوريا، وذلك أمام سلسلة انسحابات "ملتبسة" نفذها التنظيم من الجهة الجنوبية للمدينة الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، يقابلها استماتة التنظيم بكل قوته لمنع تقدم فصائل "درع الفرات" التي تحاصر المدينة من ثلاثة جهات.

قوات الأسد سيطرت على نحو 20 قرية خلال 3 أسابيع

وأكدت مصادر ميدانية لـ"أورينت نت" أن قوات الأسد وميليشيات إيران سيطرت خلال الأسبوع الماضي على قرى وبلدات "البريج وعران والشيخ دن وعين الجحش" وعدد من المزارع المحيطة بها، في ريف منبج الجنوبي الغربي، وذلك بغطاء جوي من طائرات العدوان الروسي.

وأوضحت المصادر أن ميليشيات إيران تبعد الآن مسافة 6 كلم، حيث تفصل قرية "أبو طلطل وبلدة تادف" فقط عن مدينة الباب، مشيراً إلى أن تلك الميليشيات سيطرت على نحو 20 قرية وبلدة منذ بدئها عملية التقدم نحو المدينة قبل نحو 3 أسابيع، حيث ينفذ تنظيم "الدولة" عمليات انسحاب "مريبة" مقابل المقاومة والاستماتة التي يبديها التنظيم أمام قوات "درع الفرات".

فيتو إقليمي دولي 

الرائد "هشام الأحمد" القيادي في "فيلق الشام" المنضوي في صفوف غرفة عمليات "درع الفرات" أشار في تصريح لـ"أورينت نت" إلى محاولات دولية لإفشال عملية "درع الفرات" المدعومة من الجيش التركي، بسبب استراتيجية موقع منطقة الباب، التي تعتبر عاصمة الريف الحلبي، ومركز لانطلاق معركه تحرير الرقة التي تعتبر عاصمة تنظيم "الدولة" في سوريا.

تنظيم "الدولة".. أسد أمام درع الفرات وفأر أمام ميليشيات إيران

وحول الانسحابات السريعة التي ينفذها تنظيم "الدولة" أمام قوات الأسد وميليشيات إيران في جنوب مدنية الباب مقابل "المقاومة الشرسة" لعملية درع الفرات في شمالها، أشار الرائد أحمد إلى وجود اتفاق ضمني بين تنظيم "الدولة" ونظام الأسد تسمح لكلا الطرفين التقدم على حساب الأخر ضمن الحسابات الجغرافية والاستراتيجية، مذكراً بأن نظام الأسد أجرى سابقاً سلسلة انسحابات أمام تنظيم "الدولة" مخلفاً ورائه مخازن مليئة بالأسلحة والذخائر التي استخدمها التنظيم لاحقاً في قتال الفصائل الثورية، وكان آخر الانسحاب من مدينة تدمر وسيطرة "داعش" على عشرات الدبابات والآليات المدرعة والصواريخ المضادة للدروع التي يستخدمها التنظيم في مواجهة فصائل "درع الفرات" بمنطقة الباب.

الاستعصاء في الباب

رغم الحصار الذي تفرضه فصائل "درع الفرات" وقوات الجيش التركي على مدينة الباب من ثلاث جهات ( الشرقية والشمالية والغربية)، إلا أنها بقيت عصية على دخول أحيائها، رغم مئات الغارات الجوية التي يشنها الطيران التركي بشكل شبه يومي على أغلب مواقع التنظيم في المدينة.

يشير الرائد "الأحمد" القيادي في غرفة عمليات "درع الفرات" إلى أن تنظيم "الدولة" جند عشرات "الانتحاريين" بهدف تنفيذ عمليات تفجيرية تستهدف قوات "درع الفرات" التي تتقدم باتجاه مدينة الباب.

تنظيم "الدولة" اتخذ المدنيين دروعاً بشرية 

"مصطفى سيجري" القيادي في "لواء المعتصم" المنضوي في صفوف "درع الفرات" أرجع أسباب الاستعصاء الحاصل في مدينة الباب، إلى الصعوبات التي تواجه فصائل درع الفرات في الباب في عزل المدنيين عن مواقع التنظيم، ولا سيما أن الأخير اتخذهم دروع بشرية في مواجهة الجيش الحر، ومنع مغادرتهم المدينة.

وأردف سيجري في تصريح لـ"أورينت نت" أن تنظيم "داعش" نقل مقراته الإدارية والعسكرية والقيادية وحتى مخازن الأسلحة إلى داخل التجمعات السكنية لأهالي مدينة الباب، الأمر الذي يعيق العملية العسكرية ، خصوصاً أن معظم المقاتلين في "درع الفرات" هم من أبناء المدينة وريفها.

يلمح "سيجري" القيادي في "لواء المعتصم" التابع للجيش السوري الحر إلى عوامل سياسية أخرى تعمل على بعض القوى الإقليمية والدولية تحول دون حسم المعارك في مدينة الباب لصالح فصائل "درع الفرات" المدعومة من الجيش التركي.

يشار أن معركة الباب بدأت في تشرين الثاني من العام الماضي، بدعم جوي وبري من الجيش التركي، حيث باتت فصائل "درع الفرات" على تخوم المدينة.

والجدير بالذكر، أن الجيش التركي أكد قبل أيام أن تنظيم "الدولة" يستعد للانسحاب من مدينة الباب ونقل مقراته إلى قرية تادف جنوب شرق المدينة.

التعليقات (1)

    ahmad

    ·منذ 7 سنوات شهرين
    القرار الإقليمي والدولي لم يكن يوما في مصلحة السوريين, لاتصغوا إليهم وافعلوا اللازم للنصر إنشاء الله
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات