مقاومة ترامب

مقاومة ترامب
بدأت طلائع عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الكارثية تظهر بسرعة.. 

في أيامه الأولى في البيت الأبيض سارع الى تجريد ملايين الاميركيين من نظام الرعاية الصحية وضرب اتفاقيات تجارة وأحيا العمل بأنابيب نفط تسبب أخطارا بيئية وصحية مثبتة وحظر وافدين ومهاجرين من عدة دول من بينها سوريا واليمن والعراق وشرع في بناء جدار مع المكسيك وأعلن دعمه لعودة التعذيب كأحد تقنيات التحقيق.

 صدق قرارات تضيق على معونات تتعلق بالصحة الانجابية ما يهدد حرفيا حياة الآلاف من النساء والفتيات.

سعى لتقويض الحريات الالكترونية من خلال تعيين شخص يؤمن بضرورة التحكم في الفضاء الالكتروني.. 

وبين القرار الصدام والآخر حفنة من أكاذيب وتلاعب بالحقائق من خلال ذاك النقاش الممجوج حول أعداد من شارك في التنصيب أو حول تصويت غير شرعي في الانتخابات، طبعاً لا ننسى أنه وصل على وقع فضيحة التلاعب الروسي بالانتخابات الاميركية. 

خلال أيام قليلة بدا جليا أن دونالد ترامب المراوغ والكاذب والمتحرش والديماغوجي الذي عرفه الأميركيون والعالم خلال حملته الانتخابية هو نفسه ذاك الذي بات رئيسا وأن لا شيئ يمكن أن يدفعه نحو النضوج أو العقلنه بل هو سائر نحو مزيد من الجنون و الجموح والشعبوية والكذب.

السلطة التي يقبض عليها ترامب في البيت الأبيض ستكون ساحة للكذب الصريح والإثارة الرخيصة، وللتعبئة ضد أعداء مفترضين ومتوهمين وحملات متواصلة يصعب توقع الى أين ستصل سوى أنها ستفضي الى مزيد من الكوارث في أميركا والعالم. 

هذا المسار لم يؤسسه ترامب لكنه يبدو أكثر حماسة فيه من حليفه مثلا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هناك ما لا يحصى من دول تعادي انظمتها الحرية والشفافية لكن ما يمثله ترامب بصفته ممسكا بأهم موقع في النظام العالمي يعني أنه نموذج ينتشر يمينا ويسارا وهو في حالته الاميركية يتمتع بسطوة أوسع ستطال التداعيات الناجمة عنها العالم بأسره وليس أميركا وحدها..

وهنا يبدو لي الكتبة والمعلقين العرب الذين يتجاهلون ما يرتكب ترامب بذريعة الانتقام من حقبة باراك أوباما والقول لننتظر كيف ستكون سياسته الخارجية بمثابة مشاركين في حفلة الجنون والانحدار الذي يسير عليه الكوكب. فهل هناك غباء ونذالة أكثر من محاولات مستميتة لإشاحة النظر عن الانحطاط الذي يجسده ترامب..

يزعم أمثال ترامب من قادة شعبويون غوغائيون انهم سينهضون بالفقراء والمهمشين اجتماعيا واقتصاديا لكنهم في الحقيقة لا يفعلون سوى ترسيخ علاقات القوة في الاقتصاد النيولبيرالي بدلا من تمتين عدالة اجتماعية.. نعم، نحن غارقون في مآسينا لكن لا مفر من ضرورة التفكير في سبل مقاومة اليمين المتطرف الذي بات ترامب رافعة ورمزا له. وهنا تبدو التظاهرة الجبارة التي جابت واشنطن ومدن أميركية وعواصم عالمية بداية اعلان رفض لما يمثله هذا القابع اليوم في البيت الأبيض. ومسار مقاومة ترامب وزمرته من قادة العالم الجديد يظهر بوضوح من خلال اعلام وجمعيات ونخب ومشاهير وعلماء وتجمعات بيئية وثقافية اذا يبدو ان حالة الضيق داخل اوساط أميركية وعالمية عديدة آخذة في التصاعد وتجهد لإيجاد اشكال "مقاومة" هذا التيار الترامبي البوتيني وما يمثله من عجرفة وجهل وعنف..

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات