حرب الرسائل بين إيران وروسيا في ميدان "أستانا"

حرب الرسائل بين إيران وروسيا في ميدان "أستانا"
مع وصول الموعد المرتقب لاجتماعات محادثات السلام في العاصمة الخازاخية أستانا بين فصائل الثوار والنظام السوري، برعاية تركية روسية، بدأت أولى الإرهاصات السياسية بالظهور، عشية المؤتمر المزمع انعقاده يوم غد الإثنين، خاصة بين أبرز حليفين للأسد روسيا وإيران.

رفض إيراني للولايات المتحدة..

أولى الخلافات التي برزت إلى العلن كانت إيرانية المنشأ، حيث رفضت طهران المشاركة الأمريكية في مفاوضات أستانة، وقالت إن الحضور الأمريكي غير مرحب به.

الإرادة الإرانية لطالما اصطدمت بالموقف الروسي، سواء كان ذلك على الأرض في سوريا، أو في أروقة السياسة، حيث حيث اعتبر وزير الخارجية سيرغي لافروف أنه من الصواب دعوة الرئيس المنتخب دونالد ترامب لحضور محادثات السلام.

وأعقب تصريح لافروف تصريح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الذي قال إن موقف إيران الرافض للمشاركة الأمريكية، يصبّ في "عرقلة وتعقيد الموقف"، مشيراً إلى أن "تسوية المشكلة السورية في شكل بناء مستحيلة في معزل عن مشاركة الولايات المتحدة".

ردت واشنطن لاحقاً، بأنها سترسل  وفداً للمشاركة في المفاوضات، وليس الرئيس المنتخب أو وزير الخارجية أو أي مسؤول أمركي رفيع المستوى، في موقف يعكس انشغال واشنطن بترتيبات الرئيس الجديد الذي تولى مهامه يوم الجمعة الفائت.

وقال مارك تونر الناطق باسم الخارجية الأمريكية، إن السفير الأمريكي لدى كازخستان جورج كرول سيمثل واشنطن.

وأضاف تونر أنه "في ظل عملية التنصيب الرئاسي عندنا وما تتطلبه من إجراءات ملحة لنقل السلطة لن يحضر وفد من واشنطن مؤتمر أستانا.

من جهته قال معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري عشية وصوله الى أستانا إن المفاوضات ستعقد في رعاية إيرانية- تركية- روسية لـ "تعزيز حالة الهدنة وإيجاد المقدمات المناسبة لإجراء حوار سوري- سوري بين الحكومة السورية والجماعات المعارضة والسير باتجاه الحل السياسي لإنهاء الأزمة السورية ومواجهة الإرهاب والتطرف" حسب تعبيره. 

وعقد الوفد الإيراني مشاورات مع الوفدين الروسي والتركي اللذين وصلا أيضاً إلی أستانا من أجل تكثيف الجهود لإنجاح الاجتماع، حيث عقد جابري أنصاري اجتماعاً مع ألكسندر لافرينتييف ممثل الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط الذي يرأس وفد بلاده، علی أمل أن يعقد اجتماع ثلاثي مشترك بين الوفود التركية والروسية والإيرانية قبل اجتماع الإثنين.

ويرى مراقبون، أن الخلاف الروسي الإيراني في سوريا، سيتبدى أكثر وأكثر في الأيام المقبلة، حيث ترى إيران أنها لم تأخذ حصتها كما يجب من سوريا، في الوقت الذي كانت تقدم فيه الشباب والدماء والدعم اللامحدود، لتأتي روسيا بمشاركة جوية فحسب وتسيطر على عدة قواعد عسكرية أبرزها قاعدة "حميميم" في اللاذقية.

وليست تلك المرة الأولى التي تتصادم فيها الإرادة الإيرانية مع نظيرتها الروسية، بل سبق أن حدث ذلك مرات عدة، لعل أبرزها كانت لحظة إقرار اتفاق الهدنة، والذي طالب بإخراج ميلشيات إيران من سوريا، لترد طهران بأنها لن تخرج من حلب وأنها لن تسمع لكلام "الأعداء" في إشارة إلى روسيا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات