المعتقلون.. غائبون عن أجندة "أستانا" حاضرون في سجون الأسد

المعتقلون.. غائبون عن أجندة "أستانا" حاضرون في سجون الأسد
يعتبر ملف المعتقلين في سجون نظام الأسد من الملفات المغيبة عن جداول أعمال المباحثات الدولية حول الملف السوري، ومع بدء التحضيرات لانعقاد مباحثات "أستانا" والتي تنطلق غدا الإثنين بمشاركة روسية – إيرانية – تركية وبحضور ممثلين عن الفصائل العسكرية والنظام، أشارت مصادر إعلامية روسية إلى أن المشاورات ستناقش فقط تثبيت وقف إطلاق النار دون الخوض في أي ملفات أخرى.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن مصادر مقربة من اجتماعات أستانا أن الهدف الرئيسي من هذه المباحثات هو "تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار"، المعلن في سوريا في 29 كانون أول الماضي. وأكدت أن المجتمعين "لن يبحثوا أية مبادرات أخرى".

ويقبع عشرات آلاف السوريين في سجون الأسد منذ انطلاق الثورة السورية، واستشهد الآلاف منهم داخل السجون جراء التعذيب بحسب ما أعلنت العديد من المنظمات الدولية. وقال فيليب لوثر مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية إن قصص الرعب الواردة في التقارير القادمة من داخل سوريا تصور بالتفصيل سوء المعاملة المروعة التي تعرض لها المعتقلون داخل سجون الأسد، واستجوابهم والتحقيق معهم خلف الأبواب المغلقة.

وطالب المسؤول الأممي المجتمع الدولي، بـوضع هذه الانتهاكات في صدارة جدول أعمال أي مباحثات بين النظام والمعارضة السورية.

17 ألف وفاة داخل المعتقلات

وكانت منظمة العفو الدولية كشفت مع نهاية العام الماضي النقاب عن تجارب مروِّعة لمعتقلين تعرضوا للتعذيب المتفشي وغيره من ضروب المعاملة السيئة في سجون النظام، وأشارت إلى أن حوالى17723 شخصاً قد تُوفوا أثناء احتجازهم في سوريا منذ اندلاع الثورة أي بمعدل أكثر من 300 شخص كل شهر.

ويوثِّق التقرير، الصادر بعنوان "إنه يحطّم إنسانيتك": التعذيب والمرض والموت في سجون سوريا"، جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها قوات الأسد.

ويستعيد التقرير تجارب آلاف المعتقلين من خلال استعراض حالات 65 ناجٍ من التعذيب، الذين وصفوا انتهاكات مروِّعة وظروف غير إنسانية في الفروع الأمنية التي تشرف عليها أجهزة مخابرات الأسد، وفي سجن صيدنايا العسكري، الواقع على أطراف العاصمة دمشق. وقال معظم المعتقلين إنهم شاهدوا سجناء يموتون في الحجز، وذكر آخرون أنهم احتُجزوا في زنازين الى جانب جثث المعتقلين.

ويسلِّط التقرير الضوء على إحصاءات صادرة عن "مجموعة تحليل بيانات حقوق الإنسان"، وهي منظمة تستعين بمناهج علمية لتحليل البيانات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان. وتشير هذه الإحصاءات إلى أن ما يزيد عن 17723 شخصاً قد لقوا حتفهم أثناء احتجازهم في شتى أنحاء سوريا.

إلا إن هذا العدد يعكس تقديراً متحفظاً، وترى "مجموعة تحليل بيانات حقوق الإنسان" ومنظمة العفو الدولية إن العدد الحقيقي من المرجح أن يكون أكثر من ذلك، بالنظر إلى أن عشرات الآلاف من الأشخاص قد اختفوا قسراً في مراكز الاحتجاز في مختلف أنحاء سوريا.

طرق التعذيب

وحول طرق التعذيب، ذكرت المنظمة أن "النظام استخدم وسائل شائعة في التعذيب، شملت ثني جسم المعتقل داخل إطار(دولاب)، وجلد باطن قدميه، فضلًا عن استخدامه الصدمات الكهربائية، والاغتصاب، والعنف الجنسي".

ولجأ النظام أيضا في تعذيب معتقليه، حسب المنظمة، إلى قلع أظافر اليدين أو القدمين، والحرق بالماء الساخن أو السجائر المشتعلة. ونقلت عن ناجين من السجون قولهم إنهم "شاهدوا سجناء يموتون في الحجز، وذكر آخرون أنهم احتجزوا في زنازين إلى جانب جثث المعتقلين".

ومما تحدث عنه المعتقلون الناجون ما يسمى "حفلة الترحيب" فور وصولهم إلى مركز الاحتجاز، وهي عبارة عن ضرب مبرح "بقضبان من السيلكون أو بقضبان معدنية أو بأسلاك كهربائية". وأثناء التحقيق معهم في فروع المخابرات وفق التقرير، يتعرض المعتقلون لشتى أنواع التعذيب، من بينها الصعق بالصدمات الكهربائية ونزع أظافر الأيدي والأرجل والسلق بالمياه الساخنة.

وروى أحد المعتقلين سابقا في أحد فروع المخابرات العسكرية في دمشق، كيف أن سبعة أشخاص توفوا خنقا في إحدى المرات حين توقفت أجهزة التهوية عن العمل. وفي التقرير يروي أحد السجناء كيف أن "أحد الحراس أجبر اثنين من المعتقلين على خلع ملابسهما، وأمر أحدهما باغتصاب الآخر، وهدده بالموت إن لم يفعل".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات