مشاورات تمهيدية لمحادثات أستانا وإيران تهاجم وفد المعارضة

بدأ الوفد الدبلوماسي الإيراني إلى مفاوضات أستانا حول سوريا، مشاوراته التمهيدية مع الوفدين التركي والروسي لدى وصوله أمس السبت، إلى العاصمة الكازاخية بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، في حين هاجم مساعد رئيس مجلس الشورى الإسلامي للشؤون الدولية، حسين أمير عبد اللهيان، الفصائل العسكرية التي ستحضر مؤتمر "أستانا".

إيران تهاجم المعارضة 

ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن عبد اللهيان قوله: إن "المبادرة إلى عقد اجتماع كازاخستان جديرة بالاهتمام، لكن أي حل سياسي يجب أن لا يحوّل إرهابيي الأمس إلى ساسة اليوم" على حد قوله.

وجاء ذلك خلال استقباله سفير الأسد لدى طهران عدنان محمود، على ما نقلته وسائل إعلام إيرانية، واستغل عبد اللهيان مناسبة لقائه سفير الأسد بطهران، للتذكير بالمباحثات التي عقدت بين نظام الأسد والإيرانيين في الفترة الأخيرة، والتي نتج منها اتفاقيات منحت إيران ميناء نفطيا و10 آلاف هكتار من الأراضي السورية ورخصة هاتف محمول، واصفاً إياها بأنها "عزّزت التنسيق بين جميع الأجهزة"، على حد قوله، وأضاف عبد اللهيان إن ما سمّاه "الانتصارات" الأخيرة في سوريا، تحققت بفضل جيش الأسد وبفضل "المدافعين عن المراقد المقدسة لأهل البيت"، حسب زعمه.

لقاء تمهيدي 

في السياق ذاته قال رئيس الوفد الإيراني مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية "حسين جابر أنصاري": "إن طهران ستبحث تثبيت الهدنة والحوار السوري السوري المتمثل بنظام الأسد والفصائل العسكرية، تمهيداً للوصول إلى مخرج سياسي للمسألة السورية" بحسب ما أوردت صحيفة "الشرق الأوسط".

 وأضاف أنصاري: "إن الوفد الذي يمثل حكومة بلاده التي أعلنت منذ البداية بأنه لاوجود للحل العسكري في سوريا، بل يجب التوصل إلى مخرج بالطرق السلمية والمفاوضات السياسية الجادة"، موضحا أن الوفد الإيراني وصل آستانة مبكراً بهدف إجراء مشاورات تمهيدية مع الوفدين التركي والإيراني.

التهديد بالانسحاب

في غضون ذلك طالب نواب في البرلمان الإيراني وفدهم بالامتناع عن تقديم تنازلات لمن وصفوهم بـ"الإرهابيين"، مطالبين الوفد الإيراني بالانسحاب من طاولة المفاوضات في حال تعرّضت مصالح "محور المقاومة" للخطر، حيث صرح بذلك اثنين من أبرز أعضاء لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني، وطالب عضو اللجنة "حشمت الله فلاحت بيشه" الوفد الإيراني بعدم تقديم التنازلات، مشدداً على وجوب مواصلة سياسات طهران السابقة القاضية بخروج من وصفهم بـ"الإرهابيين" من دمشق، والإصلاح السياسي والانتخابات".

كذلك طالب بضرورة متابعة المفاوضات الدبلوماسية وفق المعطيات الميدانية بهدف الوصول إلى نتائج مثمرة، معتبراً أن الأزمة السورية تقابل جبهتين: الأولى "غير صادقة" تضم أميركا وتحالفاً من 40 دولة "ساعدت على تمدد الإرهاب"حسب زعمه، والثانية بقيادة الحكومة الإيرانية وميليشيا "حزب الله" وهي "الجبهة الصادقة" على حد وصفه.

وتعليقاً على رفض طهران للحضور الأميركي في مفاوضات آستانا، وقال فلاحت "في ظل غموض موقف واشنطن من الوضع الميداني في دمشق، وكذلك سلوكها غير الصادق وقصف مواقع جيش النظام، وهو ما تقوم به انقرة حالياً، يبدو من المؤكد أن الحضور الأميركي غير مفيد"، في حين وجه فلاحت بيشه تحذيرات إلى موسكو قائلاً "على الروس عدم التضحية بالمناخ الإقليمي من أجل علاقاتهم الدولية"، وأضاف أن "الدعوة الروسية لترامب تهدف، على ما يبدو، إلى تعزيز العلاقات بين الجانبين، وليس من أجل سوريا. 

وتابع عضو لجنة السياسة الخارجية الإيراني، أن "فريق ترمب ما زال في طور تسلم السلطة، ومواقف إدارته ليست واضحة بعد.

وفي موقف مشابه، حذر عضو آخر في لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي، هو "مجتبى ذو النور"، من "تقديم امتيازات" للطرف المقابل في اجتماع آستانا، لافتاً  إلى أن أميركا تريد الحضور على طاولة المفاوضات للتأثير على النتائج، متهماً إياها بالسعي وراء إلحاق أضرار بـ"محور المقاومة وتحالف الحكومة الإيرانية وروسيا"، ولمح ذو النور إلى احتمال انسحاب الحكومة الإيرانية من المفاوضات، مشددا على أن ذلك يتعلق بإدارة المفاوضات وقرار الوفد الإيراني وتابع: "يجب ألا نغيب عن المفاوضات، لكن علينا أن نكون حذرين من تقديم امتيازات، وفي حال تعرضت مصالح محور المقاومة للخطر، عندها نترك طاولة المفاوضات"، مطالباً الحكومة الإيرانية بضرورة المحافظة على "اليد الأعلى في مفاوضات آستانة، وعدم التأثر بالأطراف المشاركة".

وكان أنصاري قد وصل على وصل على رأس الوفد الإيراني في وقت متأخر من الجمعة الماضي إلى آلماتي - العاصمة الاقتصادية حاليا والعاصمة السياسية القديمة لكازاخستان - قبل التوجه إلى آستانا.