لم تهدد فتح الشام أميركا ولم تنفذ أي عملية عسكرية ضدها، وظل هدفها إسقاط العصابة الطائفية على الرغم من استهدافها أميركياً وبشكل شبه يومي وتحديداً في الفترة الأخيرة، وامتدت البلطجة الأميركية أخيراً لتشمل استهداف حركة نور الدين زنكي المعروفة بقربها من تركيا فقتلوا ثلاثة من قيادتها يوم الخميس الماضي، الأمر الذي يُهدد بتوسيع الاستهدافات لكل من رفض ويرفض الحل السياسي على مقاس الأسد وتحديداً ربما مفاوضات أستانة..
تحدثت تحقيقات دولية أخيراً عن أن الضربات الجوية بطائرات بلا طيار تضاعفت أعدادها عشرة أضعاف في فترتي حكم أوباما الثماني سنوات عن حكم بوش الذي امتد لنفس الفترة الزمنية، وتقول التحقيقات الدولية إن الضربات أيام بوش لم تتجاوز الـ 57 ضربة جوية بينما في فترتي أوباما زادت إلى 563 ضربة جوية، وكانت تحقيقات غربية كشفت أن أكثر من 64% من العمليات الانتحارية في العراق بعد الكشف عن صور فظائع وجرائم سجن أبو غريب سببها هذه الصور، وتحدث منفذوا هذه الهجمات أو أقارب المنفذين للصحافيين فأكدوا أن حافز تنفيذهم هذه الهجمات إنما هو صور سجن أبو غريب، وللقارئ أن يتخيل الآن حجم الدم السوري الذي أريق من قبل الأميركيين وغيرهم ماذا سيوّلد من ثارات وأحقاد في جيل الغضب الشامي المقبل، ثم يحدثونك لماذا تكرهوننا..
الواضح أن أميركا آثرت الأسد على نفسها، فالربيع العربي الذي حصر الغضب الشعبي بالاستبداد المحلي والحكام الطغاة الذين قاوموا دورة التغيير الحضارية، وهو الأمر الذي حيّد الغرب والخارج عن غضبة الشعوب، غير أن الاحتلال الأجنبي آثر على ما يبدو أن يدخل المعركة إلى جانب الاستبداد الداخلي وذلك من أجل كبح جماح الربيع العربي ما دام هؤلاء المستبدون هم من قدموا الخدمات الجليلة للغرب بسدّ الغضب الشعبي لعقود ربما..
التغريدة التي جاءت من بهجت سليمان سفير العصابة الطائفية في الأردن سابقاً رداً على تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من أنه لولا التدخل الروسي في سوريا لسقط الأسد في ثلاثة أسابيع، هذه التغريدة مهمة جداً في نفس السياق إذ أنه قال فيها " لولا أسد الشام لضاع الشرق كله"، فبهجت وعصابته عبارة عن جنود وعملاء وجيش أنطوان لحد متقدم للغرب في مواجهة الشرق العربي والإسلامي الطامح إلى الحرية والانعتاق من الاستبداد ولن ينفع روم ولا فرس ولا روس في صدّ هذه الموجة الطامحة للتحرر..كنا عبيداً..واليوم نتحرر من قبضتهم ..
ليس لدي تفسير لهذا الفائض الرهيب من الإجرام العالمي والحقد الدوليين على الشام وحضارتها ومدنها بمشاركة أميركية وروسية وإيرانية، وما بينهم إلا الحسد على عاصمة بني أمية والحقد على دور الشام التاريخي، فضلاً عن عراقة مدن سنية صاغت وشكلت عالماً وتاريخاً وحاضراً..
التعليقات (5)