إيران على صفيح ساخن..حرب غير معلنة بين الراديكاليين والإصلاحيين

إيران على صفيح ساخن..حرب غير معلنة بين الراديكاليين والإصلاحيين
لا يخفي الإيرانيون هذه الأيام خوفهم بعد موت أو "اغتيال" رائد التيار الإصلاحي في إيران هاشمي رفسنجاني، خصوصاً بعد أن آلت السلطة إلى التيار المتشدد والمتمثل بالمرشد الحالي وقادة الـ (سباه) أو ما يُعرف بالحرس الثوري، خصوصاً بعد أن أحكم الأخير سيطرته على أهم مفاصل الاقتصاد في البلاد كالنفط والاتصالات والإذاعة والتلفزيون، وعشرات المراكز التجارية في أرقى أحياء العاصمة طهران.

المتابع لمراسم تشييع رفسنجاني يستطيع أن يسمع الهتافات التي أطلقها المُشيّعون والتي ابتدأت بالمطالبة بإطلاق مير حسين موسوي ومهدي كروبي، ولم تنتهي بإطلاق الشتائم ضد روسيا وسفارتها التي تم تشبيهها بمركز الجاسوسية، وذلك في تناقض واضح للشعارات التي دأب الخامنئي على إطلاقها ضد أمريكا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية.

ويؤكد المحلل السياسي "افراز صادق بور" أن المدن الإيرانية تعيش هذه الأيام أياماً شبيه بتلك الأيام التي سبقت الثورة الخضراء في العام ٢٠٠٩، فالجميع في ترقب وانتظار لما ستؤول إليه انتخابات الرئاسة المقبلة، وهل سيسمح للإصلاحيين في الفوز فيها كما جرى في العام 2009، خصوصاً أن المعركة الانتخابية هذه الأيام وعلى الرغم من أن اسم الرئيس الفائز سيخرج من مكتب الخامنئي، غير أن الجمهور الإيراني يتطلع إلى ما هو أبعد من الرئاسة، فاسم الرئيس المقبل وتوجهه السياسي ستُحدد الشكل الذي سيتعامل فيه المرشد والحرس الثوري مع الشعب الإيراني، وهل بالفعل سيكون غياب "رفسنجاني" مؤثراً على سياسة الحرس الثوري تجاه الإيرانيين، حيث يعتبره ملايين الإيرانيين الحامي للحد الأدنى من الحرية داخل المجتمع الإيراني.

ويرى "صادق بور" أن شعار الانتصار الذي رفعته ابنة رفسنجاني فاطمة أثناء تشييع والدها يحمل الكثير من الدلالات خصوصاً أنها رفعت ذلك الشعار بين الملايين من أنصار والدها، وهي المعروفة برفضها لسلطة المرشد، وقربها من أغلب المعارضين الإيرانيين وقد عوقبت بالسجن نتيجة ذلك التقارب، كما أن شعار النصر ذلك يحمل في طياته الكثير من التحديات للسلطة القائمة، خصوصاً أنها (السلطة القائمة) منعت أحد أبرز الوجوه الإصلاحية من حضور تشييع رفسنجاني وهو المرشح الأبرز لخلافته ألا وهو الرئيس الأسبق محمد خاتمي، وهو الذي يعاني حالة أشبه بتلك التي يعيشها كروبي وموسوي.

 ونوه صادق بور إلى أن رؤية الراديكاليين بدت واضحة منذ الساعة الأولى لموت رفسنجاني مع تأكيد الخامنئي على أن رفسنجاني لم يكن "أية الله" إنما "حجة الإسلام" والفرق بين هذين اللقبين كبيراً للغاية ويحمل في طياته الكثير من التصغير لرفسنجاني حيث لم يكن يجرع الخامنئي على إطلاق هذه الصفة على رفسنجانى عندما كان على قيد الحياة، ومن هنا كما يقول صادق بور تتوضح رؤية المتشددين للأيام المقبلة، كيف سيواجهون الشعب الإيراني. 

ويختم صادق بور بأن الأيام المقبلة ستكون حبلى بالمفاجئات، خصوصاً أن الانتخابات الإيرانية باتت على الأبواب، وهو ليس بالأمر بالغ الأهمية، لكن المهم هو ما سيقرره سيد البيت الأبيض الجديد، وطريقة تعامله مع الإيرانيين والملف النووي الإيراني، فما أن يُسقط ترامب ذلك الاتفاق حتى يصبح الباب مفتوحاً للمتشددين للانقلاب على الحكومة الحالية ورموزها (روحاني وظريف) وسيصبح الطريق أمامهم مفتوحاً لإحكام القبضة مجدداً على الشعب الإيراني والحجة هذه المرة أن الإصلاحيين لم يتمكنوا من صنع اتفاق نووي، وستكون البلاد التي تعيش هذه الأيام على صفيح ساخن، ستكون في ذلك اليوم حاضرة لثورة خضراء جديدة.

التعليقات (2)

    حسن

    ·منذ 7 سنوات 3 أشهر
    لاوجود رادكاليين واللاجئين يوجد مجموعة متخلفين من العصور الوسطى بظل شياطين الملالي التابعه للنادي الوسخ. يجب تنظيف نظام الملالي المجرم ليتحرر الشعب الايراني.

    مستاء من هذا العالم

    ·منذ 7 سنوات 3 أشهر
    يارب ياالله اضرب الظالمين بالظالمين واكسر شوكتهم واوهن عزيمتهم امين..............................
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات