"ملفات" ترامب… خيال يلامس الحقيقة

"ملفات" ترامب… خيال يلامس الحقيقة
موسكو لا تتورط في هكذا ملفات..

بثقة تبعث على الدهشة والابتسام سارع الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنفي صحة التقرير المسرب عن ضابط بريطاني ورد فيه أن روسيا تملك مواد فاضحة ضد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. 

ما ورد في التقرير غير موثق فعلا لكن من الصعب تجاهل طبيعة المعلومات التي ذكرت فيه! فقد لمست التسريبات وترا حساسا لجهة الطرفين المتورطين، فالأول شخص غالبا ما ارتبط بفضائح شخصية ومالية أي دونالد ترامب والثاني شخص استخباراتي أمني يجيد التلاعب والضغط من دون حدود أو روادع هو فلاديمير بوتين. المفارقة هنا هي تصريح للكرملين أظهر "ترفعا" عن مثل هذه الممارسات، أي استخدام فيديوهات أو معلومات شخصية وحساسة كسبيل للضغط والمساومة. 

لكن، هل حقيقي أن بوتين لا يتورط في مثل هذه الضغوط الشخصية. 

سيرة بوتين الشخصية تقول عكس ذلك تماما، فصعود نجم الرئيس الروسي الحالي حصل عام 1999 حين كان رئيساً للاستخبارات وأعلن بنفسه حينها عن صحة فيديوهات للمدعي العام آنذاك يوري سكورتوف والتي تظهره يمارس الجنس مع امرأتين. كان المدعي العام آنذاك يحقق في قضايا فساد في عهد الرئيس بوريس يلتسين لكن هذه الفيديوهات أطاحت به وحمت النظام الذي قدم له حينها بوتين خدمة كبرى مهدت له للترقي نحو الموقع الأرفع في الكرملين. 

لم تكن تلك القصة الوحيدة فتاريخ الاستخبارات السوفياتية ولاحقاً الروسية خصوصا في عهد بوتين حافل بهذا النوع من التلاعب والاستغلال للحياة الخاصة للعديد من الشخصيات. وفي الحقيقة فإن السنوات الممتدة ما بين عام 2000 وعام 2010 كانت سنوات حافلة بتسريبات لأشرطة وفيديوهات لشخصيات سياسية معارضة روسية واوروبية وصحافيين وفنانين جرت الاطاحة بهم بعد أن بثت وسائل اعلام مقربة من الكرملين حينها تلك المواد بحيث قضت عليهم سياسياً ومهنياً. 

صعد نجم بوتين على قاعدة من فضائح وألاعيب استخباراتية وأمنية، إنها ألف باء كل أجهزة الاستخبارات.

هذا لا يؤكد مزاعم تقرير ترامب لكن ليس مستغربا أن يكون للمخابرات الروسية مواد حساسة عن ترامب خصوصا حين زار موسكو عام 2013 لتنظيم مسابقة لملكات الجمال. 

هذا أمر لا نعرفه بعد وربما لن نتمكن من معرفته مستقبلا لكن تاريخ الاستخبارات الروسية يعطي مصداقية للمزاعم، وما يضاعف الشكوك هو عجز ترامب عن التفوه بعبارة سلبية واحدة ضد بوتين. لقد حوصر ترامب من قبل سياسيين وصحافيين ورفعت في وجهه حقائق ومعلومات عن أدوار صادمة للكرملين ولفلاديمير بوتين شخصيا لكن بدا ترامب ليس فقط رافضا التعليق بل يكاد يظهر غير قادر على انتقاد ولو بسيط لما يرتكبه بوتين. 

أليس هذا مدعاة تساؤل.. 

تقول التقارير المسربة إن بوتين كان يساعد ترامب لأكثر من خمس سنوات وأنه الى جانب سياسة الضغط من خلال فضائح شخصية فهو ايضا اعتمد سياسة التلاعب الالكتروني بملفات للحزب الديمقراطي الاميركي ردا على فضائح اوراق بنما التي كشفت ملفات فساد كبرى متورط فيها بوتين بنفسه.

صحيح ان معظم عناصر تقرير ترامب تبدو وكأنها جمعت على عجل وتحتاج الى تدقيق لكنها في النهاية تعكس طريقة اخذ القرار في الكرملين وهذا سبق أن اختبره الروس والعالم في أكثر من مناسبة. لكن مهما كانت العلاقة بين ترامب وبوتين، فهناك تفاصيل عديدة لا نعرفها وفي هذا تحديدا هناك ما يثير القلق لجهة ما ينتظرنا في الأشهر المقبلة.

ما نشر من تسريبات قد يكون خيالاً لكنه لشدة واقعيته يشبه الحقيقة..

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات