روسيا .."بائعة هوى" دون مقومات

روسيا .."بائعة هوى" دون مقومات
كنت بدأت الكتابة عن التشبيح الروسي على العالم، وعن هذا الترك الأميركي المتعمد، والخمول الأوروبي والجعجعة الشرق أوسطية التي لا تنتج طحنا، وعن وهم نعيشه اسمه العدالة الدولية التي قد تنصفنا يوما.

كنت أحاول أن أجد عذرا لسكان هذا الكوكب عذرا لصمتهم عن بلطجة روسية فجّة تسكت عنها الولايات المتحدة "البلطجي الأول" وكأنها لا ترى، وتمنح نقاطا لفلاديمير بوتين في عدة محافل حتى ظنت روسيا حقا أنها ند قوي وتجاهلت وتناست عمدا أنها ليست سوى قاتل مأجور، وقاطع طريق صغير يهابه الضعاف ويتملقونه المارقون ويتيح له الكبار اللعب كهاوٍ في هذا العالم الذي لايرى مانعا من قتل السوريين ولو فني معظمهم بدوافع عدة، أساس كلها المصلحة الخاصة، لم ألغِ فكرة الكتابة عن هذا ولم تؤجل، لكن خبر سقوط الطائرة التي تحمل روساً أرادوا أن يصلوا إلى سوريا للاحتفال، دفعني لأعرج على كمٍّ الخردة التي يمتلكها هذا البلطجي ويقتل بها البشر، جيش خَرِق بخُردة أراد عبرها عرض عضلاته في سوريا التي لايملك ثوارها السلاح؛ أراد أن يحولها لمعرض لأسلحته ولميدان مناورات بالذخيرة الحية التي تجرب على أهداف حية غير معني بالموت والدمار، لكن يبدو أن نتائج أفعاله جاءت ضمن المتوقع تماما، فمن كان يظن أن هذه المنظمومة المهترئة التي ورثتها روسيا عن الاتحاد السوفييتي قادرة على تصنيع أي شي هو واهم، فكل الترسانة الروسية العسكرية أصبحت متهالكة، ودخلت في إطار منظمومة فساد تطال كل الصناعات الحربية، وهي منظومة عابرة للحدود ترتبط بنظم فاسدة ومافايات، وأصبحت صناعات فاشلة لا تقدم جديدا، فضلا عن تأخرها، والبون الشاسع بينها وبين المنافسين في "سوق القتل" حتى أصبحت روسيا كدولة أقل ما يمكن أن توصف به بأنها دولة مارقة وليست إلا نظاماً عصاباتيا يديره عرابو المال وتجار السلاح، وهذه المقومات رشحتها لتكون قاطع طريق وبلطجيا يعاني انهياراً في الاقتصاد المعتمد على تصدير النفط والغاز كثروات "قدرية" لا يد لروسيا فيها إلا ببيعها، لكن للأسف مازال في السوق مشترون سُذَّج.

بيع السلاح "الخردة" ليس كل شيء لدى الشبيح الروسي والتسويق له لم يعد غاية العدوان أو العرض، يمكن أن نتحدث طويلا عن أهداف استراتيجية على صعيد بناء السمعة وتعزيز النفوذ وتقوية أوراق التفاوض في ملفات غير سورية، وهذا مكشوف وفي عالم كعالمنا "أحادي القطب" يصبح فيه كل اللعب على المكشوف، لكن موسكو تستغل سوقا آخرى رائجة وفلاديمير بوتين يحاول أن يبيع خدمات بلاده وجيشه و"كرت الفيتو" كالعاهرات ويؤجر نفسه لمن أراد، لقضاء الحاجات أو المتع، ولذلك كان لابد له من أن يحقق أي شيء في سوريا حتى يروج لنفسه ويجعل من التجربة السورية شهادة خبرة يقدمها في المحافل القادمة.

وزير الدفاع الروسي لايجد غضاضة في القول إنه قتل  35 ألف معارض سوري! متجاهلا أنهم كانوا يعارضون في ديارهم، يعارضون نظاما يحكمهم ويقتلهم، الأشد بؤسا أنه يجاهر بأن عصابته أمنت الشرق الأوسط من الثورات الشعبية، واستطاعت حماية الأنظمة من الانهيار، ويقدم قيامة حلب كمثال على أعماله ونموذج حل يُفترض أنه مثالي لكل الأنظمة المستبدة القاتلة التي تصل لحافة الانهيار بفعل الثورات المشروعة المحقة، وبذلك يظهر الصورة الحقيقية لروسيا، البلطجي الذي يُحصّل لمن يدفع أكثر ما يريد من أيٍّ كان، حتى ولو كان شعبا بأكمله أنهكه نظام كنظام الأسد قتلاً وتدميراً وتشريداً وتهجيراً وتجويعاً وحصاراً.

الوزير الروسي قال كلامه جهارا نهارا، كمن يقف في سوق يبيع قوة جسده كحمال أو كمن تربط على باب حجرتها شالا أحمر يدل على استعدادها لتقديم جسدها لمن يدفع، هذه هي روسيا اليوم، وهؤلاء هم زبائنها ليس أولهم الأسد ولن يكون آخرهم فعلى الشعوب أن تعي من هو عدوها في زمن بائس يخاف بائعة هوى دون مقومات، ويحتمل نظرية "أعداء العالم" لسهيل الحسن وفرضية "الشمس تشرق من موسكو" لمعاذ الخطيب. 

التعليقات (1)

    kk

    ·منذ 7 سنوات 4 أشهر
    لم يتخلصوا فقط من أسلحته المهترئة .. اعطوه امتياز شرائها منه واعطوه كلفة القائها علينا .. حتى يمكنوه ويقنعوه بأن هذا ليس بالمجان فالقاتل المأجور يريد مالا لقاء خدماته
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات