وشهدت العلاقة الإيرانية الروسية في الميدان مؤخراً توتراً كبيراً لاختلاف وجهات النظر، وتضارب المصالح في سوريا، فإيران التي تقاتل "عقائدياً" تعرقل ما تصنعه روسيا المتخدلة "مصلحياً" لصالح لعبتها الدولة، ما دفع صحيفة روسية إلى البدء بكشف ما خفي عن معركة تدمر.
البداية كانت سخرية من قبل العقيد ميخائيل خوداريونوك، المحلل العسكري في صحيفة "غازيتا.رو" الروسية، الذي اتهم نظام الأسد بأنه "كان على علم بما يجري"، بحسب ترجمة من موقع "عربي 21".
وقال خوداريونوك في حديث للصحيفة: "ألقى عناصر قوات الأسد أسلحتهم وتركوا آلياتهم العسكرية ولاذوا بالفرار"، مشيرا إلى أن "أول الهاربين المذعورين كان نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السورية. وفي حالة من الذعر والهلع تَـبِـعه رئيس هيئة العمليات، وقائد قوات الصواريخ والمدفعية، ورئيس أركان الفيلق الثالث، وقائد الفرقة الـ18 دبابات، ولحق بهؤلاء صغار الضباط والجنود"، بينما "كانت السلطات الرسمية في دمشق تتحدث للسوريين عن بطولات الجيش السوري الخارقة في الدفاع عن تدمر مضحين بالغالي والنفيس".
يضيف "خوداريونوك" لاحقاً حدث ما لم يتوقعه أحد. فقد أصبحت قوات الأسد بعد الطلقات الأولى لداعش في حالة ذعر، حيث ألقوا أسلحتهم والآليات العسكرية وهربوا من تدمر. القوات السورية "الباسلة" بالكاد استطاعوا إيقافها غربي تدمر بالقرب من مطار التيفور.
https://i.imgsafe.org/6628f7892c.jpg'>
أما قوات ميلشيا حزب الله اللبناني، فقالت الصحيفة إنهم "لا يقاتلون أبداً، بل يثرثرون"، وأما (لواء) "فاطميون" المكلف بالهجوم من جهة الغرب، فهو يثير الغبار بلا فعل. وتشكيلات الحرس الثوري الإيراني تقف كالأصنام ولا تتقدم.
وذكر "خوداريونوك" أن الجنرال الإيراني يستطيع أن يؤكد لك خمس مرات في اليوم ويقسم ويتعهد للزملاء الروس ويضرب بيديه على صدره؛ بأن المهمة القتالية ستنفذ بحذافيرها! ولكن بعد ساعة بعد سؤاله: لماذا يقف المقاتلون في أماكنهم ولا يهجمون، يجيب الجنرال الإيراني بسؤال ساذج: هل المعركة بدأت حقا؟
ويضيف: أحيانا نضطر للبحث عنه خلال ثلاث ساعات. ومن جديد يقدم التعهدات والوعود بتنفيذ المهمات القتالية، وبعدها نكتشف أن الإيرانيين يطلبون السلاح ويقدمون قائمة من خمس صفحات باحتياجاتهم من الأسلحة، وبعد تلبية طلباتهم فإن السلاح يختفي بسرعة إلى جهة غامضة. وعندما نسأل أين اختفت الأسلحة؟ يرودن ببلاهة "إنها الحرب".
فقط من الصواريخ المضادة للدبابات؛ قدمنا لهم 1500 قطعة، ولم نتمكن من ضبط مصير هذه الصواريخ. فهم إما باعوها أو نقلوها إلى جهة مجهولة.
من جهة أخرى كشفت صحيفة "فزغلياد" الروسية، جوانب أخرى عن طبيعة المعركة، مؤكدة ما ورد في "غازيتا.رو"، حيث اعترفت بالهجوم على القواعد، ووصفت الانسحاب بأنه "تراجع غير منضبط للوحدات العسكرية المنسحبة من منطقة القتال، وإلزامها التمسك بأماكن التواجد، وذلك من أجل الإبقاء على موطئ قدم متقدمة بأسوأ التقديرات".
https://i.imgsafe.org/6628f3e734.jpg'>
كما ذكرت الصحيفة أن القادة الايرانيون ة وعدوا بإعادة الترتيب في صفوف حركة" الفاطميون" التي تتألف (كما اعترفت الصحيفة) من المتطوعين الافغان الشيعة الذين كانوا في طليعة الفارين من جبهة القتال، وبالتالي تم إعادتهم إلى خط المواجهة الأمامي.
الصحيفة أيضاً كشفت أنه من غير الممكن أن يكون التنظيم حصل على أسلحة لأن القوات الروسية "فجرت المخازن، التي تحوي كميات ضخمة من العتاد و السلاح في المخازن الروسية في تدمر"، وأن الحديث عن استيلاء التنظيم على كميات ضخمة من العتاد والسلاح "أمر مبالغ به".
https://i.imgsafe.org/6628fd7280.jpg'>
لكن الصحفية اعتبرت في الوقت نفسه أنه "على الرغم من ذلك، من المحتمل أن يكون قد سقط في أيدي التنظيم بعض الأسلحة مثل أنظمة الصواريخ المضادة الدبابات (كونكورس) التي كانت على ملاك "الكتيبة ـ18"، مشيرة إلى أنه "بأي حال يبقى أكبر غنائم "داعش" ـ سيارة الكاديلاك الفاخرة".
التعليقات (3)