زعامة بلا ثمن

زعامة بلا ثمن
مقولة شهيرة للأحد الأولياء العارفين: آخر ما يُنزع من قلوب الصديقين حبّ الزعامة

ولعمري إنها لتصدق على السوري عامّة لا الصديقية بل حب الزعامة العقدة القاتلة وهي التي أصابت شعبنا في مقتل لا في هذه الثورة العظيمة فحسب بل منذ أمد بعيد وليست مقولة شكري القوتلي رئيس الجمهورية العربية السورية رحمه الله لجمال عبد الناصر عشية الوحدة بين مصر وسورية : كل سوري يعتقد نفسه سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسه قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد أنه نبي، وواحد من عشرة يعتقد بأنه الله، فكيف يمكن أن تحكم بلداً كهذا؟ على مبالغتها الهائلة ببعيدة عن واقعنا المر وماضينا القريب على الاقل

فلم يكن في رأيي تسلم النصيرية وهم أقلية( في الستينيات كانوا لا يتجاوزون 6% واليوم 10%) لا يمكن بحال من الأحوال أن تحكم أغلبية ساحقة مع أقليات أخرى منها ما هو أكبر منها كالمسيحيين (كانوا 10% واليوم 5%)لم يكن تسلمهم للحكم إلا بسبب هذه المعضلة الرهيبة القاتلة مع تسليمنا بعوامل أخرى معروفة وغير معروفة

لقد لعب النصيرية وعلى رأسهم الثلاثي حافظ الاسد وصلاح جديد ومحمد عمران على هذه العقدة ببراعة فضربوا قادة الجيش السوري السنة وكان السنة هم المسيطرون بشكل كبير كقادة وكقاعدة ضربوا بعضهم ببعض حتى أضعفوهم جميعا وهم خلال ذلك يسربون ضباطهم ومنتسبيهم للجيش حتى تحكموا فيه بشكل شبه كامل ومن ثم ضرب حافظ معارضيه جميعا سنة ونصيرية وغيرهم واستفرد بالحكم وأنهى وجود السنة كقيادة حقيقية كاملا ومستغلا العقدة ذاتها حب الزعامة

هل علينا أن نخسر سورية كلها حتى ندرك أن لا خلاص لنا إلا بجيش واحد وراية واحدة تجمع الجميع على اختلاف مشاربهم بل واديانهم فتفتح المجال لكل سوري بالانخراط في هذا الجيش مسلما او غير مسلم  سنيا أو غير سني لان تحرير سورية واجب كل المخلصين من أبنائها لا فرق بين مسلم وغيره مع تسليمنا بألم وأسف شديد بوقوف معظم النصيرية مع حاكمهم المجرم ووقوف قسم من الطوائف الأخرى  معه لا قناعة  ولكن خوفا من البعبع الإسلامي الذي خُوِّفوا به

ولا ينافي اجتماعنا على راية واحدة ان نكون لا مركزيين في اتخاذ القرارفي معاركنا بشرط الرجوع الى قائد اعلى واحد لا غير في عموم سورية كلها

على فتح الشام واحرار الشام وجيش الاسلام وغيرهم من المجاهدين ان يتخلوا عن اجندتهم وارائهم الفكرية في هذا الجيش الموحد لينصاعوا الى رأي واحد وطني جامع يجمع الجميع على كلمة سواء لا لان العالم باجمعه يقف ضد اي فصيل يُشتم منه رائحة الاسلام فهذا شأنهم وان كان يؤخذ بالحسبان بل لانكم تدافعون عن حرية شعب باكمله وهذا الشعب هو الذي ينبغي أن تسمعوا أمره وتأتمروا بتوجيهاته

ولا بد أن نشير الى  الأمر الأساس الخاطئ منذ البداية والذي مرده عقدة الزعامة لكن بشكل معيب ولم يعرفه زعماء الأمس وهو الزعامة التي يريدها أكثر من يدعى معارضة سياسية بلا أي ثمن بل على العكس كثير منهم يريد أن تمتع بغنمها دون غرمها  على حساب شعبنا المسحوق  هذه الزعامة الباطلة المعيبة أدت إلى  انفصال المعارضة في الخارج عن الداخل بينما على العكس أنه على من يريد أن يقود العمل السياسي لا بد أن يكون بين المقاتلين على الأرض ويقع تحت القصف مثلهم ويستشهد مثلهم لا أن يتنقل من منتجع لآخر ومن يزعم أنه يتكلم باسمهم يموتون بين طعن القنا وخفق البنود

المعارض يا زعماء يا  ائتلاف ويا غير ائتلاف لا يهبط من السماء بمظلة أمريكة او السعودية أو روسية إنما ينبت من رحم الأرض ارض سورية الطاهرة فهلمّ الى الارض الى حلب او ادلب او دمشق او درعا او حماة او

ألا يجدر بواخد منكم فقط الان على الاقل يا ائتلاف او يا معارضة القاهرة ا ويا مستقلون او كائنا من كنتم يا من تصديتم لتزعم هذه الثورة اليتيمة  ان يكون بين المحاصرين والمجاهدين في حلب فيشد من ازرهم ويخاطب الاعلام العربي والعالمي باسمهم فيرى العالم كله وحدة صفنا وان الموجودين في حلب يقاتلون ليسوا ارهابيين كما يحاول اعداؤهم تصويرهم ووالله إني لأعجب أشد العجب فلم تخطر لكم الفكرة ببال على ما يبدو

وهذا ما يحتّم علينا اليوم في رأيي الشخصي  بناء جسم معارض جديد ينتمي تماما الى الارض الى الفعل الحقيقي الى الشعب السوري مقاتلا ومدنيا يذوق ما يذوقه السوريون من آلام ومواجع وتكفينا هذه المهزلة التي اصابت ثورتنا في مقتل

ولا ننسى في خضم كل هذا محاولة الخلاص الكامل (أو ما نستطيع على الاقل )من ارتهاننا لسياسات ومصالح الدول الاخرى التي تدعي دعمنا وتفرض علينا في الوقت ذاته اجندتها التي تتعارض مع منطلقات الثورة في كثير من الاحيان والتي تتحمل جزء كبيرا من مسؤولية الفشل الذي وصلنا إليه

التعليقات (4)

    Yلينين

    ·منذ 7 سنوات شهرين
    الحل هوالايمان ان السوريين ليسوا شعب واحد وان السوري السني له فقط لا غير عدو ازلي ابدي سرمدي هو العلوي النصيري السوري وليس اليهود ولا النصارى اعداء .لايجوز تشكيل جيش يسمح فيه للنصيري بالدخول فيه ولو برتبة مجند والتجربة خير برهان والعدو النصيري الحاقد لن يتغير لان معدنه لا يتغير وهو الحقد الازلي على كل ما هو سوري سني. الوطنية والقومية دمرتنا وسمحت للعلويين ب الاستيلاء على السلطة ..كفى نخدع انفسنا.ومن جرب المجرب كان عقله م

    احمد اليوسف كفرزيتا

    ·منذ 7 سنوات شهرين
    اخواني الدولة الاسلامية باذن الله على حق

    جنيد حسن تقال

    ·منذ 7 سنوات شهرين
    الذي مازال يقتلنا هي الزعامه،الزعامه الفلتانه،الزعامه ولو اذا لم نحصل عليها خارج دارنا فنتزعم نساؤنا

    فوزى عبد القادر عبد الواحد

    ·منذ 7 سنوات شهرين
    المثل يقول المركب التى بها اثنين تغرق لذلك لابد للانصياع لرجل رشيد يحب وطنة وشعبة ويشعر بمعاناتة ويذلل العقبات لحل مشاكلة ويسعى للتنمية وتشغيل العاطلين وبناء الاسكان والتوسع الزراعى والصحة والتعليم ننتخبة ونايدة بكل قوة مثل السيسي ونلتف حولة بكل جوارحنا ونتحمل الصعاب
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات