ترامب يختار تيلرسون (صديق بوتين) لقيادة الدبلوماسية الأميركية

ترامب يختار تيلرسون (صديق بوتين) لقيادة الدبلوماسية الأميركية
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب رسمياً عن اختياره "ريكس تيلرسون" الرئيس التنفيذي لشركة "إكسون موبيل" لمنصب وزير الخارجية الأمريكي.

تيلرسون يجسد الحلم الأمريكي

وفي بيان صدر عن فريق ترامب الانتقالي، اليوم الثلاثاء، وصف الرئيس المنتخب مرشحه لشغل منصب وزير الخارجية بأنه "تجسيد للحلم الأمريكي".

وأضاف ترامب قائلاً: "عن طريق العمل الدؤوب والإخلاص وعقد الصفقات الذكية، ارتقى ريكس في السلم الوظيفي وصولاً إلى منصب الرئيس التنفيذي لـ"إكسون موبيل"، وهي من أكبر الشركات ذات السمعة الحسنة عبر العالم".

واعتبر الرئيس الأمريكي المنتخب أن ميزات تيلرسون المتمثلة في المثابرة والخبرات الواسعة وتفهمه العميق للشؤون الجيوسياسية، تجعله مرشحاً ممتازاً لشغل منصب وزير الخارجية.

وأعرب عن ثقته بأن وزير الخارجية الجديد سيعمل على تعزيز الاستقرار الإقليمي وسيركز على مصالح الأمن القومي المحورية للولايات المتحدة.

وأضاف ترامب أن تيلرسون يجيد إدارة مشاريع عالمية، وله علاقات ممتازة مع مختلف الزعماء عبر العالم.

وختم ترامب البيان قائلاً: "أعتقد أنه لا يوجد هناك مرشح آخر لديه كفاءة أو إخلاص أكبر لشغل منصب وزير الخارجية في هذا الوقت الحرج لتاريخنا".

وباختياره يكون ترامب قد أنهى تنافساً حاداً حول هذا المنصب، على الرغم من أنّ اسم تيلرسون كان من بين الأسماء المرشحة إلا أنّه لم يظهر إلى الواجهة كثيراً سوى في اللحظات الأخيرة. 

ويأتي هذا الاختيار، بعدما أخذت أسماء أخرى حيّزاً من الاهتمام، كرئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني، الذي سحب ترشحّه طوعاً، والمرشح الرئاسي السابق ميت رومني، والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" ديفيد بترايوس، إضافة إلى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر. 

انعدام الخبرة السياسية

تيلرسون (64 عاماً) رجل أعمال، قضى العقود الأربعة الأخيرة رئيساً تنفيذياً لإحدى أكبر الشركات عالمياً هي شركة "إكسون موبيل"، باحثاً عن عقود وصفقات في قطاع النفط والغاز، في أكثر من 50 بلداً حول العالم.

وعلى الرغم من باعه الطويل في عالم الأعمال، فإنّ تيلرسون لم يتبوأ من قبل منصباً سياسياً ولا يمتلك رصيداً كبيراً من الخبرة في هذا المجال، ولذلك سيواجه الرجل الآتي من ويتشيتا فولز بولاية تكساس، تحدي رعاية تحالفات الولايات المتحدة، باعتماد أكبر على الدبلوماسية، وأقل على منطق "الصفقات".

رجل روسيا بأمريكا

ولعلّ خطوة ترامب باختياره، تأتي في سياق انفتاح الإدارة الجديدة على خصوم الأمس وأولهم روسيا، إذ يتمتّع تيلرسون بعلاقات جيدة مع موسكو، ويحظى بصداقة حميمة مع الرئيس فلاديمير بوتين، وفق صحيفة العربي الجديد.

فقد أبرمت شركته عام 2011 اتفاقاً يتيح لـ"إكسون موبيل" الوصول للموارد الضخمة تحت القطب الشمالي الروسي، في مقابل إتاحة الفرصة لشركة النفط الروسية العملاقة المملوكة للدولة "روسنفت"، فرصة للاستثمار في عمليات "إكسون موبيل" في الخارج.

حتى أنّ أعضاء في الكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين، حذروا سابقاً، من أن تيلرسون قد يواجه رقابة مكثفة حول علاقته التي بدأت منذ عقدين مع روسيا، والتي منحته وسام "أمر الصداقة" عام 2013، ومع بوتين. وهي مكافأة معنوية تمنحها موسكو للرعايا الأجانب، تقديراً لأعمالهم وجهودهم الهادفة إلى تحسين العلاقات مع روسيا الاتحادية وشعبها.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ "حصة تيلرسون عبر إكسون موبيل في صناعة الطاقة في روسيا، يمكن أن تخلق خطاً ضبابياً بين مصالحه باعتباره رجل نفط، ودوره كأبرز الدبلوماسيين في أميركا".

هذه العلاقات أيضاً كانت محط تشكيك من بعض الأوساط في الولايات المتحدة، وربما يأتي في هذا السياق اعتبار السيناتور الجمهوري جون ماكين، علاقات تيلرسون مع موسكو، "مصدر قلق"، قائلاً لقناة "فوكس نيوز"، إنّ "فلاديمير بوتين هو بلطجي، وقاتل، وأي شخص يصفه بغير ذلك هو كاذب".

ويرى مراقبون أن اختيار تيلرسون لادارة دفة الدبلوماسية الأميركية يعكس العلاقة الوثيقة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين الذي اتهم بالتدخل بالانتخابات الأميركية التي جرت الشهر الماضي لصالح الرئيس الأمريكي المنتخب.

والجدير بالذكر أن ترامب يطرح تشكيلته الوزارية على الكونغرس الأمريكي للموافقة عليها بعد توليه مقاليد السلطة، في 20 كانون الثاني المقبل.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات