التغيير الديمُغرافي والمشروع الإيراني في ندوة حوارية بجنوب دمشق

التغيير الديمُغرافي والمشروع الإيراني في ندوة حوارية بجنوب دمشق
مع استمرار عملية التهجير القسري والتغيير الديمغرافي الذي يمارسه نظام الأسد على الشعب السوري وتحديداً "العرب السنة" منهم، والذي نشط مؤخراً وبوتيرة مرتفعة في مناطق ريف دمشق تحديداً بداية في مدينة داريا ومؤخراً في مدينة التل مروراً بمناطق معضمية الشام وقدسيا والهامة وخان الشيح.

فقد نظّمت فعاليات ثورية في جنوب دمشق أمس الأربعاء، في بلدة يلدا جنوب دمشق ندوة حواريةً بعنوان "مخاطر التهجير القسري والتغيير الديمغرافي في سوريا، والحلول الممكنة لمواجهة هذا المشروع"، وحضر الندوة قرابة السبعين شخصاً من مختلف المكونات في المنطقة.

وشرح المحاضرون من خلال عدة محاور ماهيّة التغيير الديمُغرافي وكيف يتم مع لمحة تاريخية عن بدء ممارسته في سوريا بشكل خاص، وبلاد الشام بشكل عام، وآثره على التركيبة السكانية في هذه البلدان مع ذكر أرقام وإحصائيات متعلقة به، كما تناولوا عدداً من الحلول الممكنة والواقعية لمواجهة هذا الخطر.

مشروع إيران لابتلاع دمشق

ويؤكد المحامي عرفان الموصلي محافظ مدينة دمشق لدى الحكومة المؤقتة: "أن التغيير الديمُغرافي والمتمثل بالتغييرالنوعي أو الإثني أو العرقي للسكان في منطقة ما يتم تنفيذه من خلال عدد من الوسائل "الناعمة" والتي عادة تأخذ فترة زمنية طويلة حتى تُثمر على الأرض وأبرز مثال عليه ما تفعله إيران منذ عشرات السنين في سبيل "تشييع" أكبر عدد ممكن من الناس خاصة في الدول المحيطة بها كالعراق وسوريا ولبنان، أو من خلال وسائل الضغط المباشر باستخدام القوة العسكرية وهذا ما يدعى بالتهجير القسري والذي هو أعلى مراحل التغيير الديمُغرافي، وهذا الحاصل في سوريا حالياً".

استنساخ تجربة الضاحية الجنوبية

وعن عمليات التهجير القسري الحاصلة في ريف دمشق حالياً يقول الصحفي مطر إسماعيل: " إن المؤشرات والمعطيات على الأرض وخاصة المتعلقة بريف دمشق الجنوبي توحي باقتراب تنفيذ مخطط إيران للتوسع في سوريا وسعيها لخلق حزام أمني في محيط "مقام" السيدة زينب مشابه لما حصل في بيروت من تأسيس الضاحية الجنوبية، على الرغم من محاولة نظام الأسد وخلال مسار المفاوضات القائمة في جنوب دمشق منذ نحو الثلاثة أعوام التلميح للجان التفاوض عن مناطق جنوب دمشق وبشكل مباشر وغير مباشر أن المشروع الإيراني لا يتقاطع مع النظام ولا يتلاقى معه، ونعتقد كثوار أن هذا الأمر مجرد محاولة ومناورة تكتيكية ومراوغة سياسية لا أكثر ولا أقل وأن كل ما يجري في سوريا هو من ضمن المخطط الروسي الإيراني الأسدي".

ارتفاع نقاط التشيع

ويضيف إسماعيل: "إن المد الشيعي توسع في سوريا بشكل مكثّف بعد الثورة، حيث تزايدت نقاط التشيّع من عشر نقاط فقط قبل الثورة إلى 134 نقطة حالياً، وارتفعت نسبتهم في المحافظات السورية الست الداخلة ضمن ما تُسمى بسوريا المفيدة من 1% إلى 13%، فيما تناقصت أعداد العرب السنة بشكل كبير وملحوظ في المحافظات نفسها بفعل القصف والحصار والتضييق من قبل نظام الأسد، حيث انخفضت نسبتهم من 69% إلى 51%". 

وحول الحلول الممكنة لمواجهة هذا المشروع يقول الشيخ رائد الخضراوي: "إن نشر التوعية بين أفراد المجتمع حول خطورة هذا المشروع هو أول الوسائل الممكنة في مواجهته، ومن أهم الوسائل أيضاً الثبات وله سنن كونية ينبغي أخذها بعين الاعتبار والتعامل معها، وما يدعمه الاصطفاف والتكاتف وهذا حصل مؤخراً في جنوب دمشق بالإجماع على لجنة سياسية موحدة تمثل غالبية مكونات المنطقة للتفاوض مع نظام الأسد، والالتزام بالقوة العسكرية هي طوق نجاة المنطقة"

وفي نهاية الندوة جرى حوار ونقاش بين الحاضرين والمحاضرين حول كيفية مواجهة مشروع التغيير الديمُغرافي حالياً في جنوب دمشق، إضافة للإجابة عن عدد من الاستفسارات التي طرحها الحضور، كما وزّع القائمون على الندوة استبياناً ورقياً لاستقراء آراء الحاضرين حول هذا المشروع.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات