راديو أورينت يحتل المرتبة الثانية من حيث نسب الاستماع ومساحات التغطية بسوريا

راديو أورينت يحتل المرتبة الثانية من حيث نسب الاستماع ومساحات التغطية بسوريا
في أي بلد يشهد ثورة أو حرباً تكون مهمات البث عبر الFM هي الأعقد والأكثر خطورة، وفي سوريا شكل تسارع التطورات الميدانية بعد انطلاق الثورة عام 2011 حافزاً للعديد من الإذاعات الجديدة لتدبير مسألة البث على نطاق محلي، في حالة شكلت الخاصية الأبرز التي فرضتها الظروف، على عمل الإعلام السوري المستقل خلال الأعوام الماضية.

فقد نشأت عقب الثورة السورية 42 إذاعة في سوريا ، سواء تلك التي تبث على موجة الـFM أو فقط على الانترنت، ولا سيما أن قطع وسائل الاتصال والكهرباء عن أغلب المناطق الثائرة من قبل نظام الأسد، أسهم أيضاً في هذا التوجه، فدعم ممولو المبادرات المستقلة، من منظماتٍ ورجال أعمال وحكوماتٍ وجهات معنية أخرى غير حكومية، دعموا إطلاق إذاعات محلية بديلة للرفد بالمعلومة الضرورية في وضع طوارئ.

راديو أورينت يحتل المرتبة الثانية 

في تقرير لمعهد "WEEDOO" (المختص في قياس وتحليل وصياغة خطط وسائل الإعلام، وتطوير الفرق الإعلامية) أكد أن إذاعات المعارضة تجاوز عددها الـ 30، فيتصدر القائمة راديو الآن FM (غير سوري، مخصص للشأن السوري، يبث من استديوهاته في دبي الإماراتية) بتغطية سبع محافظات، يليها راديو أورينت بتغطية خمس محافظات.

 وأضاف التقرير أن باستثناء إذاعتي "اﻵن و أورينت"، فإن وحدةَ حالٍ تجمع باقي إذاعات المعارضة، على محدودية الجودة وضعف نسب الاستماع وضيق مساحات التغطية، بما لا يتجاوز منطقةً، أو مدينةً أو مدينتين، في معظم الحالات.

أمثلة على ذلك: راديو فرش الذي يغطي مناطق ريف محافظة إدلب الجنوبي والريف الشمالي لمدينة حماة، وراديو ألوان في سراقب، وراديو حارة FM في حلب، Arta FM وجين FM وولات FM في محافظة الحسكة، ونداء الاسلام في ريف دمشق.

الصعوبات التي تواجه البث الإذاعي في المناطق المحررة

واستعرض التقرير الصعوبات الكثيرة التي تواجه فرق البث التابعة للإذاعات النشطة في مناطق سيطرة المعارضة السورية، وأبرزها محدودية نطاق مشارف البث التي يمكن نصب الأبراج فيها، حيث تحتم ضرورات الحرب بين الأطراف المتحاربة في سوريا السيطرة العسكرية على القمم العالية، حارمةً الإذاعات من إمكانية بثٍّ أكثرَ تمكُّنا وانتشاراً، وتتصارع على السيطرة على هذه القمم ميليشيات النظام وفصائل المعارضة، في حين تستحوذ قوات الأسد على معظمها.

كما تبرز مخاطر عمليات القصف الممنهج الذي تتعرض له مراكز البث، من قبل قوات النظام، فضلاً عن العوائق المتعلقة بالخبرة التقنية الاحترافية لفرق البث، والتي لها أن تضمن تأمين الوضع الأفضل، والمعوقات المتعلقة بتوفير اللوازم المادية والمحروقات والاتصالات.

إذاعات النظام

وفيما يتعلق بملف الإذاعات المرتبطة بالنظام في سوريا، تملك الأخيرة تغطيةً شبه شاملة للأراضي السورية، هي نتيجة طبيعية لدعم مستدام تتلقاه، عبر قيام الأجهزة الأمنية بتأمين هذه الإذاعات وكوادرها، وترتيب البنية التحتية الأفضل، والظروف الأمثل للعمل، وإتاحة المشارف الاستراتيجية الأكثر ملاءمة لنصب أبراج البث، وتوفير أحدث المعدات.

ومن بين مشارف البث الأكثر ملاءمة، والمصادَرة من قبل النظام السوري محطة جبل قاسيون في دمشق، ومركز صلنفة للبث بريف اللاذقية، وعدد من الأبراج الأخرى في داخل مراكز المدن، حيث تمتلك الإذاعات التابعة لنظام الأسد أجهزة بث هي الأكثر تطوراً، وتستقطب المهندسين التقنيين المتخصصين، وينعكس هذا على جودة البث والمادة المسموعة وخلوها من الضعف والتشويش. بالمقابل، الإذاعات الأخرى الأقل ارتباطاً بالمصالح السياسية للنظام، في مناطق سيطرته، تختلف في تغطيتها ونسب انتشارها بين منطقة وأخرى، واعتمد نظام الأسد على منح تراخيص لإنشاء عدد كبير من الإذاعات، مع قَصْر بثها على نطاقات محلية كإذاعة (زنوبيا) في حمص، و(الكرمة) في السويداء، وإذاعة (أمواج) في اللاذقية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات