معركة "كردستان" الرقة

معركة "كردستان" الرقة
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن بدء معركة تحرير الرقة، كانت جهات أمريكية وأوروبية أعلنت أن معركة تحرير الرقة يُمكن أن تبدأ بعد شهر أو أكثر، تضارب التوقيت بين الطرفين يطرح على السطح أسئلة ورهانات جدلية، ربما تكون الاتفاقيات الخفية إن وجدت كفيلة بتبديد الأسئلة المُحيرة،  وربما كانت لــ( قسد) حسابات أخرى تخص علم الحروب وما شابه.

إلى ذلك فقد بدأت قوات التحالف بشن هجمات وضربات جوية على معاقل التنظيم في ريف الرقة وخاصة عين عيسى التي تم الإعلان منها عن بدء حملة ( قسد)، في إشارة إلى تحديد توقيت بدأ المعركة.

المشكلة لا تكمن في عملية تحرير الرقة، ولا عن آلية التحرير، بقدر ما تكمن في مرحلة ما بعد الرقة، خاصة وأن الرقة تُعدّ من أشد المناطق تأثيراً في الحدث السوري، فهي تشكل عقدة مواصلات برية ترزح تحت وطأة الإيديولوجيات المختلفة، وتأن من ضربات المشاريع والأفكار المتصارعة وسط رُكام وحُطام مخلفات الحرب في سوريا. 

الرقة إلى أين؟ هو سؤال مستقبل سوريا برمته، هل سيتم فتح طريق الرقة- حسكة قامشلي وهل ستكون جزء من الفدرالية التي أعلن عنها حزب الاتحاد الديمقراطي مؤخراً، وإن كانت كذلك فهل تم أخذ موافقة ورأي أهل الرقة بالحسبان أم لا، وهل سيقبل عموم الكرد –خارج إطار الاتحاد الديمقراطي-  من ضم مناطق شاسعة من المدن والمحافظات العربية إلى منطقة تُعدُّ حُلمهم الأزلي في إدارة أنفسهم، وإن لم تكن ضمن جيوبوليتيكية فدرالية شمال سوريا فهل من ثمن لقاء خوض الـــ(قسد) لمعركة تحرير الرقة.

على العموم تبقى أهمية أخذ رأي الجانبين الشعب الكردي وأهالي الرقة بعين الاعتبار الخطوة الأهم والأنجع والأكثر صوابية قبل الإقدام على أي خطوة سواء في الضم أو المنع.

لكن ماذا لو كانت نتيجة معركة تحرير الرقة ستؤول إلى فتح طريق الرقة – حلب أدلب، أو طريق الرقة- السلمية دمشق، حينها تكون سوريا متجهة إما إلى تقسيم نهائي وفق خارطة الرقة حلب أدلب وفصلها عن دمشق وعن كردستان سوريا، أو ستتجه سوريا نحو إعادة المركزية الحديدية عبر إلحاقها بدمشق إدارياً أو ما شابه. 

من جهته داعش يعيش أسوء أيامه من ضربات التحالف والبشمركة وقوات العراقية في الموصل، وضربات التحالف وقوات الـ(قسد) بعد إعلان الأخيرة عن بدأ معركة الرقة، من المرجح أن تكن الورقة الأكثر أهمية بيد داعش هي تأليب القبائل والعشائر العربية  ضد قوات الـ(قسد) بحجة النزاع الكردي –العربي على الرغم من الأعداد الكبيرة للعرب وباقي المكونات ضمن قوات سوريا الديمقراطية، لكن اللعب على وتر النزاع العرقي يعد أنجح الأوراق في قلب الطاولة وخلط الأوراق من جديد، خاصة وأن عدد من القبائل والعشائر العربية في الرقة تتمتع بعلاقات اقتصادية ومصالح شخصية وعائلية قوية مع داعش، ما يعني احتمال نجاح مسعى داعش في زرع الفتنة العرقية، وتلك القبائل والعشائر هي من تحمل مفتاح الحل أو استمرار النزاع أو الدخول في تحالف مع أي جهة عسكرية تدخل الرقة.

كردياً لا تزال أغلب القوة الكردية مُجرد أوراق أمريكية وليست جزء لا من الحل ولا من مناقشة مستقبل سوريا ولا المشاركة في الخطط الإستراتيجية فيما يخص مستقبل سوريا بشكل فعال ومنهجي، على الأقل كما يتمنى الكرد أن يكونوا في سوريا المستقبل.

فهل ستلتفت قوات سوريا الديمقراطية إلى أهمية التخطيط لمرحلة ما بعد داعش في الرقة وعن كيفية إدارة الرقة ومن يدير الرقة والى أين ستتجه الرقة، أم أن الإعلان سيكون كسابقه مجرد خطة والتوجه نحو مناطق أخرى كالباب أو سواها، خاصة وأن معركة الرقة لن تكون أقل صعوبة من معركة الموصول.

تركيا وجدت نفسها خارج الحسابات الدولية في عملية تحرير الرقة، ما يعني أن عمليات درع الفرات وغيرها ستكون أمام مهام جديدة قريباً جداً، خاصة في حال تمدد أو تسع مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية، ربما لن تكون لتركيا مشكلة في تواجد الـــ(قسد) في الرقة ولكن من المُرجح أن تتوجه –درع الفرات-  إلى مناطق أخرى غير جرابلس ومنبج.

العالم مُقبل على رئيس أمريكي جديد، فهل سيتغير المزاج الأمريكي تجاه سوريا وتصل إلى مرحلة إنهاء النزاع الدامي في سوريا، أم أن النتائج الجديدة ستكون امتداد للعقلية الغريبة تجاه الحدث السوري، خاصة وإنه من المُرجح أن تكون عملية تحرير الرقة تدخل في خانة المشاريع الانتخابية الأمريكية.

التعليقات (2)

    عربي من الرقة

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    سنجعل من الكرد عبرة لكل عميل لأمريكا

    أبو معاذ الفرنسي

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    الا لعنة الله على الكافرين.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات