وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام أنه "بعد تشاور رئيس الجمهورية ميشال عون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري واستنادا الى الاستشارات النيابية الملزمة تم تسمية الحريري الذي تم استدعاؤه عند الساعة 12 ظهراً".
وحصل الحريري على 110 أصوات خلال الاستشارات النيابية لاختيار رئيس الحكومة المقبل، بعد منح معظم الكتل البرلمانية أصواتها للحريري، باستثناء الكتل الشيعية، رغم أنه لا يحتاج سوى الى 64 صوتاً فقط ليتم تكليفه بشكل رسمي بتشكيل الحكومة الجديدة.
هذا وشغل "الحريري" (46 عاماً) نجل رفيق الحريري، الذي اغتيل عام 2005، مناصب عدة كان آخرها رئاسة مجلس الوزراء اللبناني بين عامي 2009 و2011، كما يتولى رئاسة تيار المستقبل، يحمل إلى جانب جنسيته اللبنانية، الجنسيتين الفرنسية والسعودية، التي عاش فيها فترة طويلة مؤخرا لـ"أسباب أمنية"، خاصة بعد تدهور العلاقات مع ميلشيا "حزب الله" اللبناني.
وأطلق عون، أمس الأربعاء استشاراته النيابية مع الكتل السياسية الممثلة في البرلمان اللبناني، تمهيداً لتكليف "الحريري" تشكيل الحكومة الجديدة، تطبيقاً للتسوية التي وافقت عليها غالبية الأطراف السياسية في لبنان، حيث حصد الحريري أصوات 86 نائباً من أصل 90 شاركوا في استشارات أمس، لكن النواب الذين لم يسموه (4 من القومي والبعث) لم يرشحوا غيره، فيما قال رئيس الحكومة المستقيلة تمام سلام إنه يعيد "الأمانة لأصحابها"، أي الحريري.
الكتلة السنية
وكان "عون" قد استهل لقاءاته في اليوم الأول من الاستشارات في القصر الجمهوري في بعبدا قرب بيروت، باستقبال رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام، ورئيسي الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الذين سموا الحريري لرئاسة الحكومة، حيث أكدت صحيفة "الحياة" أن السنيورة أكد لعون في اجتماعه المنفرد معه "أننا جميعاً على زورق واحد، فإذا نجح هذا الزورق في الإبحار إلى بر الأمان يكون البلد برمته هو المستفيد ونحن نستفيد من خلاله بالطبع". وأضاف السنيورة: "إذا غرق الزورق لا سمح الله، سيدفع الجميع الثمن ونكون فوّتنا عليه وعلينا فرصة الإنقاذ والانتقال من الوضع الذي نحن فيه إلى ما هو أفضل".
من جهته، أعلن رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان من القصر الجمهوري، أنه سمى سعد الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة.
الكتلة الدرزية
كذلك كشفت الصحيفة أن رئيس كتلة "اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط بادر عون بعد تسمية الحريري بالقول "إنه مستعد لأي مساعدة لإنجاح العهد هو وكتلته".
كما التقى عون نواب كتلته (التيار الوطني الحر) وكتلة حزب القوات اللبنانية الذي يتزعمه سمير جعجع، حيث دعموا ترشيح الحريري لرئاسة الحكومة، كذلك سمت كتلة نواب "المردة" برئاسة سليمان فرنجية بعد لقاء عون، الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة.
بدوره سمى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجمي "الرئيس الحريري لترؤس الحكومة، نظراً لما يمثله كرمز للاعتدال في منطقة تشهد تعصباً وتطرفاً، وقال: "هنأنا الرئيس على توليه المسؤولية في الظرف الصعب، وطلبنا منه ان يكون كما عرفناه في الايام التي كنا معه في المواجهة للدفاع عن لبنان واستقلاله".
الكتل الشيعية تتحفظ
في المقابل، أكد النائب محمد رعد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة لميليشيا حزب الله، عقب زيارة ميشال عون أن "الكتلة لم تسمّ أحداً لرئاسة الحكومة المقبلة.
وكانت كتلة "التنمية والتحرير" برئاسة بري، التي لم تنتخب عون، اجتمعت أمس وأبدت حرصها على التعاون مع العهد وتركت لبري تسمية الرئيس المكلف، ويترقب الوسط السياسي موقف بري اليوم من تسمية الحريري.
يشار أن الدستور اللبناني يلزم رئيس الجمهورية بعد انتخابه بإجراء هذه الاستشارات على أن يسمي على أساسها رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس البرلمان.
وانتخب عون الاثنين رئيساً للبلاد بعد نحو عامين ونصف العام من شغور المنصب جراء انقسامات سياسية حادة حول ملفات عدة داخلية وخارجية، على رأسها الحرب في سوريا المجاورة، وذلك نتيجة تسوية وافقت عليها غالبية الأطراف السياسية في لبنان، لا سيما الحريري، وبات واضحاً أن التسوية تشمل تكليف هذا الأخير بتشكيل حكومة جديدة.
والجدير بالذكر، أنه بموجب الدستور يجب أن يكون رئيس لبنان مسيحياً مارونياً ورئيس الوزراء مسلماً سنياً ورئيس البرلمان مسلماً شيعياً.
التعليقات (3)