تعرف على مناطق انتشار القوات الروسية وآفاق وجودها في سوريا

روسيا وسياسة القضم

أثناء احتلالها لمطار حميميم استقدمت موسكو قوات برية من الجيش الرابع الروسي، ويتمثل في فرقتين مدرعتين بريتين بالإضافة إلى لوائي مدفعية ومدفعية صاروخية، وكانت مهمة هذه القوات بداية ضرب طوق أمني بعمق 10كم حول القاعدة من أجل تأمين حمايتها من أي هجوم أو تسلل بري باتجاه القاعدة.

بعد ذلك، امتد الطوق الأمني بعمق 70كم إنطلاقاً من الشمال ويميناً حتى اتجاه طرطوس وذلك من أجل حماية القاعدة الجوية من أي هجوم صاروخي يمكن أن يقوم به الثوار في المشارف القريبة على ذلك القوس.

ومع مضي فترة الأربعة أشهر التي أعلن عنها بوتين لاحظ الروس وبالرغم من الضربات الجوية الكثيفة والتي فاقت العشرون ألف طلعة جوية، أن قوات النظام لم تستفد من الغطاء الجوي الروسي، الأمر الذي دعا قائد القوات الروسية في قاعدة حميميم في شباط 2016 إلى اجتماع عسكري يضم كبار القادة العسكريين لدى النظام، واتهمهم بالجبن والتقاعس عن أداء مهامهم العسكرية وعدم القدرة على الاستفادة من الضربات الجوية الروسية، رغم عدم امتلاك الطرف الآخر لأي غطاء جوي، وبناء عليه قد أبلغهم أن الأركان الروسية، ونتيجة عدم قدرة قادة النظام على الاستفادة من الغطاء الجوي الروسي سوف تقوم بالإشراف على كافة القوات البرية التي تدعمها جواً، وذلك بزيادة وتمدد التواجد العسكري  الروسي في سورية براً وجواً.

الانتشار العسكري الروسي في سورية بعد مضي عام على التدخل 

من المؤكد أن هناك 4500 عسكري روسي في سورية، وهذا مصرح به من قبل وزارة الدفاع الروسية حتى تاريخ 1/10/2016، ولكن هناك تقارير استخباراتية غربية تشير إلى أن العدد الحقيقي للوجود الروسي في سورية قد فاق 20 ألف مقاتل للقوى الثلاث البرية والجوية والبحرية، وذلك استناداً إلى النقاط التالية.

 1- الانتشار العسكري الروسي في منطقة الساحل السوري برياً وبحرياً وجوياً، بعد توسيع السيطرة على ميناء طرطوس، حتى بات الميناء تحت السيطرة الروسية بالكامل، وجعل المياه الاقليمية السورية مسرحاً لقطع الأسطول الروسي، بالإضافة إلى المياه الدولية المقابلة لها، ومن خلال مطار حميميم الذي تتمركز فيه أربع أسراب من أحدث أنواع الطائرات الروسية/سوخوي 24+سوخوي 30+سوخوي 34+سوخوي35/ ما يقارب من 50 طائرة بشكل دائم، إلى جانب طائرات الاستطلاع والتأمين والقيادة الجوية والطائرات المسيرة.

2-السيطرة البرية على مسافة 10 كم حول مطار حميميم وإخلائها من أي تواجد مدني أو عسكري سوري، وانشاء ثكنات برية روسية في دائرة بعمق 70 كم حول حميميم، وأكبرها تلك التي أنشأت في منطقة سلمى وجبلي التركمان والأكراد.

3-السيطرة على قاعدة "اسطامو" الجوية الصغيرة شمال حميميم ونشر مروحيات عسكرية من طرازات مختلفة/مي 8+مي24+مي35+مي28+كاموف52/  بعد إجلاء مروحيات النظام منها.

4-إنشاء منطقة إقامة دائمة لفرقة مدرعة روسية في منطقة "جورين" ونشر فوج مدفعية فيها.

5-إنشاء ثكنة عسكرية في جبل "زين العابدين" بريف حماة تضم قوات حرب إلكترونية وسطع وتشويش وتنصت، بالإضافة إلى نصب عدة راجمات صاروخية متطورة من طراز "سميرتش واوراغان 27 " تستطيع أن تغطي نارياً عمق 90كم.

6-نشر مجموعات صغيرة قوامها ضباط قيادة وسيطرة بكل قوات النظام، ومن مستوى قائد كتيبة وما فوق وخاصة في المناطق الساخنة في كل أنحاء سوريا.

7-الانتشار الكبير للقوات الروسية في مطار "كويرس"  بعد أن ساهمت الضربات الجوية الروسية إلى حد كبير بفك الطوق عنه، ويعتبر الآن مطار "كويرس" ثالث أكبر قاعدة عسكرية روسية في سورية، حيث يضم قوات برية قوامها كتيبة قوات خاصة وكتيبة مشاة وثلاث كتائب دفاع جوي من ثلاث طرازات مختلفة/س200+بوك2+بانتسير س1/ ، إلى جانب محطات رادار متطورة لكشف الأهداف الجوية على مسافات كبيرة جداً، بالإضافة إلى اعتبار مطار "كويرس" مهبط احتياطي للطائرات الروسية العائدة من شرق سورية.

8-انتشار مخابراتي كبير في شمال سورية، انطلاقاً من مطار القامشلي، بالإضافة إلى نصب محطات تنصت وكشف جوي ضمن المطار من أجل التمويه على وجودها.

9-احتلال وسط مطار "الشعيرات" وتمركز مروحيات قتالية من عدة طرازات، إلى جانب سرية قوات خاصة روسية تمركزت مؤخراً، بهدف العمل كمجموعات إنزال.

10- احتلال قسم من مطار "التيفور العسكري"، وتمركز عدد من المروحيات القتالية فضلاً عن تمركز وحدات خاصة من القوات البرية هناك.

11-انشاء قاعدة عسكرية كبيرة ضمن مدينة تدمر، وتعتبر من خلال حجمها رابع أكبر قاعدة روسية في سورية، حيث تضم قوات هندسية وقوات خاصة ويوجد ضمن القاعدة نقاط انطلاق للمروحيات العسكرية، بالإضافة إلى مفارز ونقاط عسكرية منبثقة من هذه القاعدة حول تدمر.

12- نشر وحدات وقطعات مدفعية متطورة في الغوطة الشرقية شرق منطقة البحارية، مؤخراً لزيادة الفعالية النارية أثناء التمهيد الناري لقوات النظام باتجاه حوش "نصري – دوما".

13- نشر مجموعات قيادة برية من ضباط رفيعي المستوى في كل الفرق البرية السورية مؤخراً أكبرها في الفرقة التاسعة في الصنمين بريف درعا،و تمتلك هذه المجموعات القرار العسكري بالكامل.

14-استقدام المزيد من الطائرات الضاربة سوخوي 24 وسوخوي34 إلى مطار حميميم، بالتزامن مع نصب منظومة دفاع جوي جديدة في طرطوس من طراز س300 لتأمين القوات الروسية وقطع الأسطول من أي هجوم جوي على مسافة 250كم.

15 -الاعلان عن إرسال الحاملة "كوزينتسوف" و6 مدمرات بحرية أخرى وزوارق مرافقة سريعة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط "المياه الاقليمية السورية"، فضلاً عن القطع البحرية الموجودة أصلاً أهمها الطراد المدمر "موسكفا" وغاواصات نووية وأخرى تقليدية.

آفاق الوجود العسكري الروسي في سورية

من خلال هذا السرد المبسط لتواجد القوات الروسية في سورية، وفي غياب القطب الأمريكي، لا يمكن لأي باحث في الشؤون العسكرية أن ينظر إلى هذا الحجم والقدرات القتالية الروسية الهائلة على أنها مجرد تدخل عابر وذو محدودية زمنية قصيرة، وقد تسرب عن ضابط كبير جداً في قوات النظام تأكيده أن "روسيا من خلال تواجدها العسكري في سوريا قد اكملت احتلالها لسوريا بالكامل، معتبراً أن القادة العسكريين في جيش النظام فقدوا القدرة على امتلاك القرار العسكري من رأس الهرم العسكري وحتى أصغر وحدة قتالية من خلال مجموعات القيادة الروسية التي ارسلت لقيادتهم".