عين مستها النار .. عين لا تربح!

عين مستها النار .. عين لا تربح!
نعم، كنت أتمنى أن ينال الدفاع المدني السوري جائزة نوبل للسلام، كنت داعماً لترشيحهم وممنياً النفس أن يحصلوا عليها، رغم شبه اليقين الذي كان يحيط بي بأنها لن تقدم لهم، أقول هذا في وقت زاد فيه الحديث عن ترشيح الخوذ البيضاء لنيل الجائزة، وزاد بعد النتائج الانسحاب من موقف الدعم للترشيح والذهاب لاعتبار نوبل بحد ذاتها جائزة للمجرمين ولم تكن يوما للسلام.

ولا يليق بأبطال الدفاع المدني أن ينتظروها، فهم أَسْمَى مقاماً، وسيق في ذلك أمثلة وشواهد، كنت مدركاً قبل أن أتمنى الفوز بالجائزة ماهية نوبل وأعلم أنها مسيسة ولا تمنح إلا بناء على أجندة وحسابات، وعلمت مؤخراً أن التصويت على موقع الدفاع المدني ما كان ليؤثر في النتيجة ولا يأخذ أحد به من قبل القائمين على نوبل، وأدرك أيضاً أن بوبل منحت للكثير ممن عاثوا فسادا في الأرض، على رأسهم الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما الذي منح الأسد وروسيا وإيران وكل المليشيات الطائفية من حيث يدري وقتاً ودعما لقتل السوريين طوال ست سنوات.

 لكنني حاولت أن أسكت في داخلي كل السلبية تجاه العالم وأتعلق بقشة أمل في بحر يأس وقبس نور، وأتحلى بالإيجابية علّ العالم يخيب ظني به ويمنح الجائزة لمستحقيها، لكنه لم يفعل رغم الدعم الكبير الذي رافق حملة الترشيح إذ تصدرت صور لهم تنضح بالإنسانية وسائل الإعلام حول العالم وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بطلبات الدعم للخوذ البيضاء، لكن العالم لم يفعل.

كنت أتمنى أن يرى العالم إنسانيتنا البيضاء أن يعلم أطفال العالم شيبه وشبابه أن في سوريا من هم قادرون على إنقاذ حياة من هم صامدون في وجه الموت الذي يمطرهم به مقاتلات نظام الأسد وروسيا، هؤلاء الذين يلاحقون في قلوبهم وعيونهم المروحيات والطائرات في السماء، يتعبون البراميل للبحث عن أهدافها، بحثاً عن أهدافهم مع الفارق الهائل بين من هدفه القتل ومن يسعى لإنقاذ  الأرواح، لابل كانوا بذاتهم هدفا في مرات عديدة للبراميل والصواريخ، ولمن يسأل عن الجدوى أقول بأن في هذا الكوكب من لايرى ولا يسمع إلا من خلال ما يراد له وجائزة نوبل كانت ستضع هؤلاء الناس ومعهم مأساتنا أمام كل البشر، لكن العالم لم يفعل.

كنت أتمنى أن يركز العالم بقعة ضوء على هؤلاء الخياطين والخبازين والصيادلة وعمال البناء ورجال الإطفاء والمعلمين والأطباء وغيرهم وهم يعملون بصمت وتفانٍ لإنقاذ الجرحى وانتشال جثث الشهداء من تحت الأنقاض، هؤلاء الذين يقضون ساعات بالحفر بين الركام بحثا عن أي نَفَس، سعياً وراء أي شهيق، لماذا لا أدعم ترشيحهم وماذا كنا سنخسر لو نالوا جائزة نوبل، هل سيصغرون في عيوننا ويتحولون إلى عملاء وخونة هل كانوا سيصبحون لو حملوا الجائزة كباراك أوباما أو شمعون بيريز، هل نحن هشون لدرجة تجعلنا نراهم كذلك؟

كنت أتمنى أن تصلهم أموال الجائزة علهم يستطيعون دعم فرقهم لدعم الحياة، لأن الأسد وروسيا مستمرون بقصف كل شيء في سوريا، كنت أتمنى أتنمى أن يخذل العالم بشار الأسد ولو مرة واحدة وهو الذي سخر بضحكة بلهاء من رجال الدفاع المدني.

العالم خذل الخوذ البيضاء، لكنهم ماضون فيما هم فيه مادام القصف ماض في حصد الأرواح وتدمير البيوت، وإن لم يربحوا الجائزة فهم الرابحون لقلوب الناس هم الرابحون حقاً، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ فرحة أم يُنتشل طفلها حياً من تحت أنقاض مبنى من خمس طوابق على يد متطوع لم يسعفه تماسكه فانهار باكياً في سيارة الإسعاف والطفلة بين ذراعيه هذه إنسانيتنا البيضاء التي لم تربح جائزة نوبل وهذه الصور وغيرها بطلها الدفاع المدني السوري.

التعليقات (2)

    ابو هشام

    ·منذ 7 سنوات 7 أشهر
    هذا هو العالم يا عزيزي الكاتب عالم فقد إنسانيته ولم يتبقى منها إلا الاسم الا غطاء يستر به عورته

    مجنون

    ·منذ 7 سنوات 7 أشهر
    اغلب شعوب العالم هم بشر طيبون يا عزيزي مثل القبغات البيض لكن حكام العالم هم اشر من الشياطين وبغير ظلمهم لا يستلمون سلطه ،لقد وضع الله النسان في الارض خليفه ليقاتل الشر و ليحقق العدل ويعممر الارض لا ان يتفرج ويدعوا فقط على الظللام وهذا ما يفعلونه القبعات البيض ليتنا نكون ممن يحارب الشر لكن انا ايضا متفرج فقط ولا اجد غير التعاسه من ذلك
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات