العالم يتغيّر.. لا بد من حرب

العالم يتغيّر.. لا بد من حرب
كما في كل الاتفاقيات الكبرى التي يجلس فيها المنتصرون على طاولة مصنوعة من جماجم الخاسرين؛ جلس قادة العالم الجدد قبل مئة عام ليقتسموا غنائم الحرب العالمية الأولى. الحروب الكبرى عادة تنتج اتفاقيات كبرى وهذه الاتفاقيات تبقى صالحة طالما بقيت موازين القوى على حالها.

اليوم حصل تغيير كبير، بعد صعود قوى جديدة ولاعبين اقليميين ودوليين جدد. بعد نهاية أطروحة نهاية التاريخ لفوكوياما والتي أراد من خلاها تثبيت حكم النموذج الرأسمالي الأميركي- الغربي للعالم، تبين بعد عقد جديد في الألفية الحالية أن العالم يتغير بسرعة، وأن التاريخ لم ينتهي!. ولابد من أن يرافق هذا التغيير حدث ما يعيد رسم المشهد من جديد على مقاس اللّاعبين الجدد.

بعد التدخل الروسي في سوريا خرجت أصوات كثيرة تتحدث عن فخ ما نصبه أوباما وفريقه لبوتين الطامح باستعادة أمجاد قيصرية غابرة. حيث يصر أصحاب هذه الأصوات على أن التدخل الروسي سيضعف روسيا اقتصاديا وسيكون بمثابة نهاية أحلام بوتين القصيرية. ليتبين لاحقا قصر نظر هذه الاطروحة، فبوتين أرعب أوروبا حين تدخل في أوكرانيا وبعد سيطرته على القرم اقام بسرعة جسر بين القرم وروسيا كفرض امر واقع جديد. 

وفي سوريا لم يبق صوت يعلو فوق صوت الطيران الروسي فوق سماء سوريا ولا صوت أعلى من صوت لافروف في المؤتمرات الصحفية، بوتين خرج بكل وقاحة وقال إن تكلفة تدخله العسكري في سوريا أقل من كلفة تدريبات أو مناورات يجريها عادة. روسيا وبذكاء استغلت الفجوة بين الاتراك والغرب وسارعت إلى نسيان قضية الطائرة بعد اعتذار أردوغان وبدأت في فتح صفحة جديدة مع تركيا، صفحة كان أردوغان بحاجة إليها بقدر حاجة بوتين. أردوغان المنتصر على أعدائه في الداخل يريد تثبيت وضع تركيا الجديد كلاعب إقليمي لا يمكن تجاهله.

الصين أيضاً بعد أن باتت عملاقاً اقتصادياً وقوةً عسكرية لا يستهان بها، وأصبح لديها طموحات توسعية أكبر من استعادة تايوان والتي تبدو أنها مسألة وقت لا أكثر، الصين عموماً تكشر عن أنيابها ببطء شديد لكن بخطوات مدروسة. وليس بعيدا عن الصين هناك الهند التي حققت طفرة اقتصادية وهي بلد ديمقراطي إلى حد كبير، بدأت مؤخراً تعيش نشوة هذه القوة، وما التحرش العسكري الأخير في الباكستان الجارة اللدود إلا مقدمة لعودة ساخنة لحدود البلدين في إقليم كشمير المتنازع عليه منذ انسحاب البريطانيين، البريطانيين عادة يتركون خلفهم الحدود كجروح نازفة لا تندمل.

بالعودة إلى روسيا، وقوتها الجديدة في المنطقة والعالم، يريد بوتين من خلال عدوانه على الشعب السوري وتدخله في أوكرانيا رداً على إهانة أوباما حين وصف روسيا بأنها قوة إقليمية، ليتبين خلال السنوات الثلاث الأخيرة أن روسيا ليست قوة إقليمية، صحيح أن أمريكا لاتزال هي القوى الأكبر في العالم وهي صاحبة أكبر ترسانة أسلحة وقوة عسكرية منتشرة في معظم الكرة الأرضية تقريباً لكن ما هو مؤكد أيضا أن العالم بات اليوم بحاجة إلى إعادة تموضع جديد للقوى الصاعدة، فأوروبا بدأت بالانهيار وما انسحاب بريطانيا إلا بداية وضوء أخضر لمطالبة دول جديدة بالانسحاب، صعود اليمين في أغلب الدول الأوروبية مؤشر واضح على عمق الازمة التي تعصف بالاتحاد.

العالم يتغير، ولا يمكن لهذا التغيير أن يمر بسلام، هكذا أخبرتنا كتب التاريخ وقصص نشوء الأمم.. لابد من حرب.

التعليقات (18)

    محمد

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    تحليل خفيف بالمعلومات ولايفيد باي اضافة وكاتبه مبتدئ

    حسام

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    روسيا خيرة مكانتها الدولية التي اكتسبتها سياسيا بدخول عالم السبعة الكبار و دخول نادي دول الكبرى اقتصاديا و السبب غباء بوتين و دخولها القرم و احتلال أوكرانيا و اليوم سوريا جرائم لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية قصف للمدن و قتل للمدنيين عمدا كل هذا و فوقه انهيار سعر الغاز و البترول سيسقط روسيا في مستنقع الفقر التي لن تخرج منه اميركا و الغرب هم اسياد العالم هم و شركائهم الصهاينه لن يسمح لأحد بان يلعب مع الكبار بدون آذنهم

    السودان

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    فعلا لابد من حرب الكبار ليحدث توازن اممي

    AMIR

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    من الواضح فعلا ان فى حرب قادمة وهى شبة حرب عالمية ثالثة ولاكن السؤال هنا من سيكون المتضرر الأكبر فى هذة الحرب ..؟ واليكم الاجابة فى ثالاث خيااارات ... الدول العربية _ الدول العربية أكيد _ الدول العربية لامحال !!

    احمد

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    قررررررررررررربت

    Nader AL hasan

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    ان التحرك الروسي في المنطقة ودول اقليمية اخرى يسببان ارباكا للمشهدالعام في هذه المنطقة الحيوية و الهامة في العالم بسبب ضعف الدور العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة في سياستها العامة تجاه المنطقة وعلى صانع القرار الامريكي ان يدرك ان خلط الاوراق في هذه المنطقة ليس لصالح الانظمة الموجودة ولا لصالح السياسات الامريكية في المنطقة كذلك اعادة النظر في هذه السياسات لتقييم الوضع من جديد ولا بد من هذه الادارة الجديدة للشرق الاوسط ان تدرك ان هذا الامر له انعكاسات خطيرة على العالم ولذلك يجب تصحيح هذاالوضع..

    Ward

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    كاتب هذا المقال يجب أن يغسل عينيه مرتين ، أؤمن أن الصحفي الذي يترك خلفه غلطة لغوية يسقط سقوطا مدويا مع أفكاره ،

    دكتور سراج جوي

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    نعم لابدمن الحرب وللحرب سينايوهاتهاوأديولوجياتهاوأعتقد أن كل الحروب االصغيرة يتم التخطيط لهابعناايةلكن سرعان مايتم فقدان السيطرةعليهاوتتدحرج مثل كرة الثلج اولنقول مثل انتشارالنارفي الغابةحيث تبدأ بشكل محدودثم تنتشر. والنزعةالعامةعندالأقوياء تتمثل في التوسع وتتم على حساب الآخرين . أمريكاتخطط لكبح جماح الأقوياء الصاعدون واولهم روسياوالصين .وأعتقد أن من السيناريوهات المحتملة أن تبدأالحرب مع روسيابسيناريوشبيهبحرب ضدالعراق حيث يتم مهاجمت مراكزالقيادة وقصف مخازن الأسلحة

    هشام البرغثي

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    أن كانت هناك حرب فالتكن في سبيل الله

    هشام البرغثي

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    أن كانت هناك حرب فالتكن في سبيل الله

    Nizar hamid

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    يعني هذه كله نعرفه اين الجديد ???? ضيعت وقتي بقراة هذه البوست وفي الاخر تقول العالم يحتاج لحرب جديدة ?? يعني حتى الطفل يعرف ذالك كاتب المقال بده مائة سنة ضوئية . ليصل لطراز كاتب بمجلة اطفال ??

    Tu

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    ستكون حربا عنيفة وسيكون النصر للأتراك

    alaa yasen

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    يعني هاي اخبار سارة انو في حرب عالمة رابعة ؟

    فاروق أبو محمد

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    من سنن الله في الأرض الحروب وقد حان وقتها قال تعالى )ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض (

    عمر الحربي

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    اعزائي لماذا نذهب بعيد ونحن نقصد سوريا بالأساس اسمعوا قولي المتواضع الذي أتشرف بطرحه في موقعكم : الغرب وايران وروسيا لهم مخطط واحد يتبين في النقاط التالية : 1- الغرب (المسيحي) يؤمن بأن المسيح سينزل الى اسرائيل عندما يجتمع يهود العالم في دولتهم اسرائيل وقد اجتمعوا عام 2000 في اسرائيل على مائدة طويلة .. طبعاً لم ينزل لهم المسيح . 2- أن أمن اسرائيل غير مكتمل لحد الآن فلا يزال الكثير من اليهود لا يردون الهجرة إلى اسرائيل لأنها ليست آمنة والانتفاضة الفلسطينية دفعت بهذا الاتجاه .

    محمد

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    الحربان العالميتان حسم مصيرهما على الارض العربية..الحرب الثالثة ستحسم في نفس الارض ولكنها ستؤول الى انتصار الاسلام ..ألم يقولوا لما ان هذا القرن هو قرن الإسلام؟؟؟

    اسماعيل احمد

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    ماذا عن ايران ؟

    يحيى حقي

    ·منذ 7 سنوات 5 أشهر
    منذ بداية الأزمة سوريّة و نحن نسمع عن جحيم سوريا و الذي بمخطط أمريكي سيكون محرقة جميع الأشرار . و الواقع يؤيد هذه الفرضية ، فلا وجود لروسيا في ليبيا أو العراق النفطيتين ، بل و قد استطدمت روسي بمقاومة شرسة على الأرض جعلت من حملتها في الأشهر الثلاثة الأولى مجرد فشل استراتيجي بعد الوعود بالحسم خلالها . و لم تتمكن من الحفاظ على وجود النظام مع تقدم على الأرض لا يتناسب و ضخامة الحملة و مدتها و كل ذلك في إطار توازنات دولية و اتفاقيات سرية تعيدنا إلى البداية ... روسيا ليست تلك القوة الضاربة .

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات