نعم.. لقد أسقط الأسد الطائرتين

نعم.. لقد أسقط الأسد الطائرتين
بين الاحتفاظ بحق الرد والرد فعلا، أربعون عاماً أو يزيد كانت مدىً زمنياً كافياً ليضع نظام الأسدين نهاية لاحتفاظه المستمر والدائم بحقه بالرد على اعتداءات إسرائيل التي تطال أرضا سوريا، عقود مرت وكانت ماكينات النظام الديبلوماسية والإعلامية تعمل على تمييع حتى الفعل الإسرائيلي ذاته لتمييع إلزامها المتواصل بالرد على الاعتداءات فضلا عن تبني نظرية الرد من خلال الآخرين وتبني أوهام انتصاراتهم، وهي نظرية قائمة على الترويج لدعم محور يدعي وجوده لقتال إسرائيل فقط وتبني هذا الخيار كخيار استراتيجي بينما كشفت الأيام أن هذا المحور كان يحضر لحماية النظام من ثورة الشعب ولمنع أي مشروع سياسي وطني في المنطقة إن كان في سوريا أو لبنان وليس لقتال إسرائيل وكشفت أيضا أنه محور في مشروع إيراني عابر للدول أساسه طائفي مقنع بواجب تحرير فلسطين.

كل ذلك تغير قبل أسبوع عندما أعلن نظام الأسد أنه أسقط طائرتين إسرائيليتين دفعة واحدة كانتا تغيران على مواقع تابعة له في القنيطرة، وأصدر لذلك بيانا رسمياً عبر وزارة دفاعه كما تفعل الدول المحترمة ذات السيادة الحقيقية، ولم تحتج فرقة المقاومة والممانعة إلا لدقائق فقط لتبدأ بعزف ألحان النصر والنشوة وكسر شوكة العدو والقيمة الكبرى لرد قوات الأسد على إسرائيل القيمة المعنوية والميدانية، في وقت يقاتل فيه الأسد "إرهاب" العالم كله، ساعات وأصدرت إسرائيل بيانا يوضح أن لا صحة للأخبار التي يروج له نظام الأسد وأزلامه، لكن ذلك لم يمنع الاستمرار لأيام من التحليل والتمجيد ومحاولات إثبات الأمر وأن قوات الأسد أسقطت الطائرة لا بل الطائرتين...قبل أن يأخذ الأمر منحى "أكثر واقعية" بالاستناد لبيان إسرائيل بأن نارا أطلقت فعلا في الأجواء أثناء تحليق مقاتلاتها فوق القنيطرة وإطلاق النار هذا كان كافيا أيضا للمحور "المقاوم" ليعتبر الأمر نصرا مؤزرا لا مثيل له بل اعتباره نقطة مفصلية بين مرحلتين مرحلة الاحتفاظ بحق الرد ومرحلة الرد الفعلي والردع، لتسارع إسرائيل بعد ذلك بيومين للقصف على مواقع لقوات الأسد وتنهي مرحلة الرد.

كل ما سلف من أخبار عن الإسقاط والرد وتأكيده ونكرانه وعودة القصف كانت مواد أشعلت المحور المذكور الذي بدأ باستخدام الأخبار في حالتيها إسقاط المقاتلتين أو إطلاق النار فقط ليهول من الأمر، لأنه ببساطة يريد أن يعيد لأذهان السذج من مؤيديه أسطوانة حرب إسرائيل بعد أن كشفت كثير من الأحداث تقاربا بين نظام الأسد وإسرائيل وخاصة مع العدوان الروسي المنسق أصلا مع إسرائيل وعلنا، فالأسد يريد أي نصر وأينما كان، فكبّر هذه المرة الوهم وانتصر على إسرائيل حتى بدا الأمر وكأنه هزيمة لا بعدها ولا قبلها للإسرائيليين تبعها انتشار لصور مزورة عن حطام طائرات لم يخجل المحللون الأسديون من الاستدلال بها في طريقة أصبح من السهل كشفها ومن المعيب الاتكاء عليها، لكن الهم كان رفع الروح المعنوية أولاً وتصدير نصر وهمي  وإثبات عداء مفترض لإسرائيل، وإن كان بلا أدلة أو صور أو ببيان كاذب.

وسائل الاعلام المناصرة للأسد كان بعضها "أكثر ذكاء" إذ نحت لوجهة نظر مختلفة بعدما أصبح تمسكها بكذبة إسقاط المقاتلات دون دلائل أمرا سخيفا فراحت تروج لعملية إطلاق الصواريخ فقط بغض النظر عن النتيجة فلم يعد مهما إن أسقطت هذه الصواريخ أهدافا أم لم تسقط المهم على شاشاتها هو وجود هذا النوع من الصواريخ فهو أيضا نصر تاريخي.

حالة من الإرهاق يعانيها الإعلام المؤيد للأسد بمحاولة خلق انتصار من أي شيء من إسقاط وهمي للمقاتلات الإسرائيلية أو حتى من عملية إطلاق صاروخ لا بل من مجرد امتلاك الصواريخ ذاتها..والمرهق أكثر هو البناء على هذه المعطيات الذي وصل حد التبشير بعهد جديد عهد فتوحات يرسخ قيمة الحرب على إسرائيل العدو "الأبدي" لا بل والداعم للفصائل "الإرهابية" التي تقاتل الأسد، مساكين أولئك المحاولون اليوم إقناع التبع بأن عداءً حقيقيا هو جوهر العلاقة مع إسرائيل مساكين وهم يحاولون عبثا بعث الروح في معنوياتهم مساكين حتى الإشفاق. ولا يستبعد أن إلحاحهم بهذا الأمر قد يدفع إسرائيل نفسها للإشفاق عليهم بأن تصدر بياناً تقول فيه نعم لقد أسقط الأسد الطائرة..لا بل الطائرتين.

التعليقات (4)

    عمار

    ·منذ 7 سنوات 7 أشهر
    لا احد يقدق

    ساجدالصاخوري

    ·منذ 7 سنوات 7 أشهر
    الله يلعن بشارالاسدومن والاه

    حافظ

    ·منذ 7 سنوات 7 أشهر
    كلش بروس يا حبيبي

    هزلت

    ·منذ 7 سنوات 7 أشهر
    منتهى التهريج السخيف والاستخفاف بعقول البسطاء من الناس ومادة للحقيرين اذناب النظام العلوي الدموي والذي حاولت إسرائيل في العام الماضي اعطائه دفعة اسخف عندما اعلنت كذبا اسقاط طائرة سوخوي سورية فوق الجولان دون اي دليل من اي من الطرفين, لا بل استخدم النظام المتهالك هذه الاكذوبة ليدلل على مناصرة اسرائيل للثورة السورية. لااخلاق لادين لاضمير لاحياء والله المستعان
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات