نوضح مايلي:
أولاً:
كان يمكن لأي متابع يجيد قراءة اللغة العربية أن يفهم بسهولة أن المقصود بالمادة لم يكن الدروز السوريين عموماً، وكان واضحاً من العنوان والمقدمة أن الموضوع يتعلق بالدروز في فلسطين المحتلة أو من تحتل إسرائيل أراضيهم مثل مجدل شمس، وذلك جلياً بالنظر إلى أن العنوان يتضمن كلمة إسرائيل، ومن الغريب تخيل أن إسرائيل معنية بموقف الدروز في السويداء أو شهبا أو الشوف أو بعقلين أو قيام إسرائيل بانتقاد موقف أهل حمص أو طرطوس حول موضوع معين.الجدال في إسرائيل يهتم فقط بدروز إسرائيل والقرى الواقعة تحت الاحتلال وعلاقتهم بما يجري في مدينة حضر على خط الهدنة بسبب تأثر الإسرائيليين المباشر بهذه الأحداث، ولكن بعض المتصيدين قرر الإيحاء للجمهور بأن المقصود هو دروز سوريا أو الدروز عموماً وكونه جاهلاً بهذه الحقائق البسيطة ليس مسؤولية القناة بأي حال.
ثانيا:
إدارة التحرير في أورينت غير مهتمة بتلقي دروس في الإعلام من بعض الوجوه الطائفية التي اعتادت منذ خمس سنوات في صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي على شتم طائفة كاملة هي الطائفة العلوية واتهامها بكل جرائم النظام كما في ردود أحدهم على مادة تتعلق بمظلومية الطائفة العلوية، وكذلك في معظم ما يكتب أو في اللقاءات التلفزيونية، والآن نسمع منهم أننا نستهدف طائفة كاملة، والحجة المستخدمة لدى هؤلاء هي أن لدى الدروز سجناء سياسيين، طبعاً من المعروف على نطاق واسع أن الطائفة العلوية فيها من المعارضين والسجناء السياسيين قبل الثورة السورية وبعدها عشرات أضعاف المعارضين الدروز ولكن ذلك لم يمنع استهداف الطائفة العلوية على يد الناشط المذكور.وطبعا إيراد بضع كلمات ضد النظام هنا وهناك في أوقات الفراغ لايجعل من أي شخص مرجعاً ثورياً ولا يعطيه الحق بتوجيه الشتائم لكل ما هو وطني في سوريا، كل ما تفضحه هذه الأحداث هو الموقف الحقيقي لهؤلاء الذين يستغلون المناسبة لإظهار طائفيتهم وموقفهم الحقيقي من السوريين.
ثالثاً:
يتم النظر بشكل مخالف للوقائع والمنطق بأن "أورينت الإعلامية" تمثل رأي أحد المكونات السورية وتحديداً رأي العرب المسلمين السنة، ولذلك يستدعي ما تنشره حملات تحريضية كون المؤسسة تمثل الآخر من وجهة نظرهم، وهنا نوضح بأن اورينت مؤسسة سورية وطنية سواء في سياستها التحريرية أو في فريق عملها.ومن اللافت أنه في سياق ردود الفعل على هذا الخبر وفي حالات مشابهة، يقوم البعض بتحريض وتهديد الزملاء في القناة ومطالبتهم بوقفة عز للذود عن الكرامة الطائفية أو القومية والاستقالة أو معايرتهم بأنهم اختاروا الذل والهوان أو تفضيل لقمة العيش، جرى ذلك سابقاً على صفحات كردية تتبنى وجهة نظر حزب فاشي يعتقد أنه يمثل القومية الكردية وسابقا قام بذلك بعض المسيحيين والأرمن والشراكس ناهيك عن الدواعش.
تأتي هذه المطالبات اللامنطقية بناء على تعلّمه هؤلاء في كنف النظام الأسدي، فينظرون إلى الزملاء على أنهم ضحية عملية احتجاز رهائن أو مأجورون تم اختيارهم على يد إدارة المؤسسة بشكل يشابه ماكان يقوم به النظام من اختيار أركوزات من كل الطوائف للإدعاء بأنهم يمثلون طوائفهم، وفق هذا التفكير وهذا المنطق يقدم هؤلاء أنفسهم كمعارضين وهم يتبنون سوريا الأسد بسياساتها الطائفية وهم يشبهونها أكثر ما يشبهون السوريين أبناء الثورة السورية.
ورداً على هذه النقطة تحديداً نوضح أن سياسة التعيين في أورينت المستمرة منذ عشر سنوات تقريبا هي واحدة.. تقوم على اختيار الأشخاص المهنيين الذين يؤمنون أنهم يمثلون مهنة الصحافة واستقامتها وليس طوائفهم أو مكوناتهم الأولية تحت الوطنية، لذلك وعلى مر السنين عمل فيها أبناء سوريا من كل المكونات بشكل لايخالف ضمائرهم، بعد الثورة أضيف معيار جديد إضافة إلى المهنية أن يكون الصحفي مؤمناً بحق السوريين بالحرية والكرامة ولا شيء غير ذلك، الأخبار السيئة بالنسبة للمحرضين هي أنه ليس هناك حالة واحدة جرى فيها تقديم الاستقالة بناءً على الهذيان الطائفي القومجي، وكل الزملاء الذين تركوا القناة في كل الأوقات غادروا لفرص عمل أخرى في مؤسسات لديها إمكانيات مادية أكبر أو استدعت ذلك ظروف حياتهم وهذا طبيعي في كل مهنة، ونوضح بأن مجموعة أورينت لن تقبل أبدا بأي أحد يدعي من خلال عمله بأنه يمثل جهة أو مكوناً أو حزباً أو تياراً هو فقط يمثل المهنة.
والأهم من ذلك كله إذا كانت أورينت الإعلامية تستهدف أحد المكونات السورية وفي هذه الحالة هم الدروز، لماذا يكون مطلوباً من الزملاء الدروز وحدهم اتخاذ موقف؟ كان من الممكن أن نفهم الطلب لو كان موجها لكل السوريين بترك القناة إذا شعروا أنها تسيء إلى أحد مكوناتهم هذا هو الموقف المنطقي الوحيد وأي وطني سوري من واجبه اتخاذ موقف عند الإساءة إلى أي مكون سوري وليس أبناء الطائفة فقط.
وبنفس السياق نوضح أنه في حالات مماثلة قامت الأورينت بتغطيات واسعة تناولت بالنقد مواقف أحزاب وفصائل على الأرض من بينها جيش الإسلام وجبهة النصرة والجبهة الجنوبية وهؤلاء كلهم من العرب المسلمين السنة ولم يخرج أحد بادعاءات أن الموضوع هو استهداف المكون السني حتى إنه خلال انتقاد الوضع في درعا وهدوء الجبهات استضافت القناة الشيخ أحمد الصياصنة إمام المسجد العمري في درعا الذي قال إن أهل سوريا خرجوا في ثورة وهم يهتفون يا درعا نحن معاك للموت وليس للموك، ولم يقل الشيخ الصياصنة أهل درعا سنة يجب عدم استهدافهم هذا درس من الشيخ لكل هؤلاء الغيورين على طوائفهم وقومياتهم خريجي الماكينة البعثية .
لسوء الحظ المؤسف أن أي تعليق لم يتناول البحث الذي نشرته أورينت في جوهره ولماذا يقف دروز فلسطين هذا الموقف من أهل سوريا وثورتها ولا أهل المجدل والسوريون لم يقصروا يوما معهم واكتفوا بالشتائم التحريضية وهذا يليق بهم.
نوضح أخيرا بأن محاولات المزاودة الرخيصة حول موضوع القضية الفلسطينية وإسرائيل بالإدعاء بأن منظمة صهونية هي وراء البحث موضع الجدل كان الحديث يدور عن المخابرات أو الجيش وليس منظمة إنسانية معروفة ساعدت منكوبين من العالم وحتى من السوريين الذين هم رسميا بحالة حرب مع إسرائيل ولا كون الحديث يدور عن ناشطة إسرائيلية وضعت جانباً ولاءها القومي والديني وسارعت لنجدة سوريين بغض النظر عن دينهم وقوميتهم وموقفهم السياسي من إسرائيل، وتكتب الآن من قلب جريح على ما افترضت أنه يجب أن يكون موقف إخوانهم في فلسطين، وإذا كان النشر ممنوعاً عن منظمة إسرائيلية لكونها إسرائيلية ويهودية فقط بسبب سياسة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين يتوجب التذكير بأن انتهاكات الجيش الإسرائيلي قد لاتكون صهيونية فقط أو يهودية على سبيل المثال نذكر أن قائد الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات في غزة هو عقيد درزي وهو بموقفه ليس موقفا معزولا بين دروز إسرائيل أشد عناصر الجيش الإسرائيلي لؤماً وولاءً بحسب ما يؤكده الفلسطينيون .
وللتذكير أيضا نقول لهؤلاء بإن لعبة النظام في استخدام الموضوع الإسرائيلي في كل مرة يريد أن يسلب السوريين حقوقهم لم يعد ينطلي على أحد ولم يعد هناك سوري عاقل يشتري هذا الكلام لأنه عرف بآلامه خلال ست سنوات ماذا يقف خلف هذه المزاودة.
التعليقات (11)