لنتعرف أولا على مبادئ فتح الشام وأهدافها قبل فك الارتباط وتغيير الاسم ثم بعدهما لقد كانت جبهة النصرة فرعا من فروع تنظيم القاعدة وهو الفرع العامل في الشام ومهمته تحقيق أهداف تنظيم القاعدة في هذه المنطقة وهي كما بينت الجبهة سابقا تتلخص في إسقاط النظام وإقامة الشرع ومن يرجع إلى لقاء الجولاني مع تيسير علوني سيسمع ذلك واضحا لا يشوبه شائبة بل أكد على تعاون الجبهة في إقامة الشرع مع الفصائل الأخرى العاملة في المناطق نفسها وذلك من خلال الهيئات الشرعية
أما مبادئها فهي تتركز على أربعة أسس يؤمن بها كل مسلم في الأرض الأول : التوحيد فهو أصل الدين الذي بذلت كل التضحيات من اجله من زمن آدم عليه السلام حتى هذا اليوم قال تعالى إن الدين عند الله الإسلام )
الثاني : أخوة الإيمان ووحدة الأمة قال تعالى وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) وقال صلى الله عليه وسلم إنما المؤمنون إخوة ) وقال لمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) والذي تقتضيه هذه النصوص الشرعية وغيرها من نصوص الوحيين أن نصرة المسلم واجب على المسلمين إخوانه ومن عادى مسلما وظلمه وحاربه صار عدوا لكل المسلمين في العالم حتى يوقف عدوانه ويخضع للحق فمن هذا المنطلق يناصر المسلمون إخوانهم في كل مكان في العالم بالدعاء والمال والالتحاق بهم والجهاد معهم
الثالث : الجهاد فجبهة فتح الشام لم توقف جهادها بعد فك الارتباط وتغييرالاسم ولن توقفه لأنه من أعظم العبادات في الإسلام وأجره عظيم جدا بالإضافة إلى كونه السبيل وطريق خروج الأمة من ازمتها ووهنها وضعفها لتعود إليها عزتها وكرامتها والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
الرابع : الشورى المبدأ الأساسي في حكم الخلفاء الراشدين والمقياس الذي يحدد رشاد الحكم من عدمه فالخلافة الراشدة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقيامها بعد وفاته ثم عودتها بعد الحكم العضود والحكم الجبري وحكم الطواغيت هي التي ينبني فيها الحكم على الشورى وإن التفريط بهذا المبدأ يعني مباشرة انتفاء الرشاد عن الحكم وقد بين عدد من أمراء الجبهة أنهم يجاهدون في الشام ليحكم شرع الله في الأرض . أيا كان الحاكم هذا ما عرفته فيهم عن قرب وبعد محاورات ونقاش وهو على ما هو عليه من قبل ومن بعد ولو أن فك الارتباط معناه التخلي عن الأخوة الإيمانية ما فعلوه إنما هو كما بينت سدّ لذرائع وجلب لمصالح محتملة وسلب الحجج ممن يزعم أن أهل سورية يقصفون بسبب القاعدة نسأل الله أن يخفف عنّا وعن أهلنا في سورية ويجعل نصره وفرجه قريبا إنه على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين .
التعليقات (6)