"نقبل لا نقبل".. تخبط في ردات الفعل على الاتفاق الروسي الأمريكي

"نقبل لا نقبل".. تخبط في ردات الفعل على الاتفاق الروسي الأمريكي
بحلول مساء يوم غد الاثنين، اول أيام عيد الاضحى المبارك، من المفترض أن تبدأ هدنة تمتد لمدة 7 أيام، وفق الاتفاق الروسي - الأمريكي الذي تم التوصل إليه أول من أمس الجمعة، ولكن هل تمت تلك الهدنة بإجماع من الفصائل الثورية العاملة على الأرض، وما هي ردات الفعل التي صدرت حتى الآن على هذا الاتفاق، خاصة أنه يحمل مشروع محاربة "فتح الشام" (النصرة سابقاً) جنباً إلى جنب مع تنظيم الدولة؟

يبدو المزاج العام للثوار غير متوافق مع بنود الاتفاق الذي هندسته الإدارتان الروسية والأمريكية، خاصة إلى جهة البنود التي حملها الاتفاق الذي احتفل بإنجازه عبر توزيع صحون "البيتزا الأمريكية، والفودكا الروسية"، موقعاً الثوار في موضع الابتزاز -حسب مراقبين-  فإما الخضوع كلياً للاتفاق والحصول على المساعدات الإنسانية، خاصة لحلب والوعر، والمدن والبلدات المحاصرة، أو رفض الاتفاق، والعودة إلى تهديدات كيري التي أطلقها قبل أشهر، بأن المعارضة ستعيش أشهراً من الجحيم.

وأولى ردات الفعل غير الرسمية كان بياناً لمجموعة من ناشطين لم يسموا أنفسهم، رفضوا فيه استهداف جبهة "فتح الشام" (النصرة سابقاً" والتي استثناها الاتفاق الأمريكي الروسي من الهدنة المفترضة.

وقال أولئك الناشطين إن "فتح الشام هم أخواننا، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، لا نسلمهم ولا نخذلهم، دماؤنا دون دمائهم وإن أي استهداف لهم هو استهداف لأبناء الثورة السورية بكامل مكوناتها".

ولك يكد البيان المذكور أعلاه ينشر، حتى سارع الوسائل الإعلامية للاتصال بقادة الفصائل الكبرى والوقوف على رأيها بالاتفاق.

من جهته أكد أبو يوسف المهاجر الناطق العسكري في حركة أحرار الشام في تصريحين منفصلين، الأول لراديو "الكل"، والآخر لـ صحيفة "عنب بلدي"، رفض الحركة للهدنة المعلنة عبر الاتفاق المذكور.

وقال المهاجر إن الحركة غير معنية بالهدنة ولن تلتزم بها فهي اتفاق أمريكي روسي ولم نتشاور حوله"، مشيراً إلى أن الهدنة هي "طوق نجاة لشار الأسد".

واعتبر المهاجر أن استهداف الفصائل "جاء جلياً" من خلال استهداف القيادي في فتح الشام أبو عمر سراقب قبل أيام.

وفي الوقت ذاته، تواردت أنباء من حركة أحرار الشام، أن الحركة ما تزال مجتمعة للإدلاء برأيها بالاتفاق، وأنها لم تعلن الموقف الحقيقي لها حتى الآن.

المعارضة.. تقبل لا تقبل؟

وتخبطت الأنباء التي توالت اليوم حول موافقة فصائل الثوار والمعارضة عن قبلو اتفاق الهدنة، لكن موقفاً رسمياً لم يصدر حتى الآن سواء كان من الثوار على الأرض، أو من المعارضة المتمثلة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة.

ولكن ردات فعل فردية أفردتها وسائل الإعلام، أبرزها تصريح زكريا ملاحفجي من تجمع "فاستقم كما أمرت" لوكالة "رويترز" الذي اعتبر أن "المعارضة غُبنت ولم تستشار أصلا (في أمر الاتفاق)... قسم كبير من الاتفاق بيخدم النظام وما بيضغط عليه وما بيخدم الشعب السوري."

وقال زكريا ملاحفجي إن الفصائل ‭‭"‬‬ترحب بوقف إطلاق النار وترحب بدخول المساعدات ولها تحفظات على بعض النقاط... إن النظام ما بيلتزم طيب شو عقوبة النظام إذا ما التزم".

روسيا تزوّر..

من جهتها أعلنت قناة "روسيا اليوم" عبر موقعها، نقلاً عن وكالة "نوفستي الروسية أن الجيش السوري الحر قبل باتفاق الهدنة، وقالت ما حرفيته: "أعلن الجيش السوري الحر تأييده مكافحة التنظيمات الإرهابية بما فيها "جبهة فتح الشام" التي كانت سابقا تسمى "جبهة النصرة".

وجاء خبر "روسيا اليوم" دون الإشارة إلى أي بيان أو تصريح، ودون أن تنسب الكلام لأي شخص، سواء كان من الثوار أو في المعارضة، لكنها في الوقت عينه، دعمت خبرها بتصريح من المستشار القانوني للجيش الحر أسامة ابو زيد، الذي لم يؤكد قبول الحر بالاتفاق، إنما انتقد عدم إشارة اتفاق الولايات المتحدة وروسيا إلى " الجماعات الإرهابية الأجنبية في العراق وإيران ولبنان، التي تدعم نظام بشار الأسد".

وقال أبو زيد: "وفيما يتعلق بفقرة الاتفاق، التي تشير إلى الضربات على" فتح الشام " بالتأكيد، نحن لا نريد وجود" القاعدة " في سوريا. وأوضح أبو زيد أن "الاتفاق تجاهل لسبب غير مفهوم جميع الجماعات الإرهابية الأجنبية، التي تقاتل إلى جانب نظام الأسد والتي ارتكبت جرائم فظيعة ضد السوريين".

ووفقا لممثل "الجيش السوري الحر"، فإن "غياب ذكر المقاتلين الشيعة الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين، الذين يقاتلون إلى جانب الرئيس بشار الأسد، في الاتفاق، يسمح للشك في تقديراته".

وفي سياق متصل حصلت أورينت نت على تصريحات لـ أسامة أبو زيد المستشار القانوني للجيش الحر، والذي نفى بشكل قاطع أن يكون صرح لأي وكالة روسية بهذا الكلام.

وعقب أسابيع من المباحثات بين روسيا والولايات المتحدة، توصل الطرفان أخيراً إلى اتفاق بخمس وثائق، تضمنت وقفاً عاماً لإطلاق النار ابتداءً من منتصف، ليل غدٍ الاثنين، وتحسين إمكانية وصول المساعدات، إضافة إلى الاستهداف المشترك للجماعات المصنفة على أنها "إرهابية"، وسط شكوك عارمة بالتزام النظام بمثل هذه الهدن.

التعليقات (1)

    ليث الاصيل

    ·منذ 7 سنوات 7 أشهر
    من ضحئ بآلاف الشهداء لا يقبل باتفاق لا يجلب له الحد الادنئ من حقوقه ، وأين كلام الذي لطالما نبح به أوباما ولافروف بأن الحل يجب أن يكون سوريا وليس يفرض على السورين من الدول التي تدعي سعيها لإيجاد حل سياسي يتفق عليه جميع الأطراف السوريه ، فأي هدنة هذه وأي اتفاق لم يحضر به إي ممثل عن الشعب السوري ، وأي بنود خرجت من بين البيتزا والفوتكا تقضي بأن ننسئ جرائم بشار واسياده ونحارب من اتئ لنصرتنا ، خسئتم وخسئ كل من يعتقد بأن دماء شهدائنا رخيص إلى هذا الحد ، تحملنا كل أنواع الاسلحه المحرمه دوليا
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات