انجاز جديد للأمم المتحدة في داريا

انجاز جديد للأمم المتحدة في داريا
وصل قطار التهجير الممنهج برعاية الأمم المتحدة إلى محطة داريا، لتكمل المنظمة الدولية مهامها المتمثلة في عملية "اقتلاع" الأهالي من مناطقهم قسراً، بعد أن عجزت هذه المنظمة ومن ورائها أفرعها وأجهزتها الستة في وقف عمليات القتل اليومي والقصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ والنابالم واستهداف المناطق السكنية والمشافي والمدارس والمراكز الطبية والإعلامية، كما فشلت في كسر سياسة الحصار والابتزاز والتجويع التي تطبقها، لكن نجحت في تيسير اتفاق يضمن خروج الأهالي من أرضهم.

فقد بث ناشطون من مدينة داريا مشاهد إنسانية مؤثرة تعكس عملية إنتزاع السكان "غصباً" من مناطقهم، وذلك ضمن اتفاق بين النظام والفعاليات العسكرية والمدنية في داريا، برعاية منظمة الهلال الأحمر السوري، ومن خلفها الأمم المتحدة، وذراعها السياسي المتمثل بمبعوثها إلى سوريا "ستيفان دي مستورا"، الذي أطلق سابقاً عشرات الوعود بفك الحصار عن داريا وادخال المساعدات ووقف القصف الجوي وإلقاء البراميل المتفجرة على المدينة، وعلى سبيل المثال.. في الفيديو التالي تظهر "خولة مطر" ممثلة دي مستورا، خلال لقائها مع نساء داريا، عندما تمكنت بعثة الأمم المتحدة من دخول المدينة، قبل نحو شهر فقط، حيث قالت "مطر" حرفياً "أن كل العالم ينظر إلى داريا.. كل العالم سيدخل المساعدات إلى داريا.. ومستقبل داريا للأفضل.. داريا غير منسية".

O3MDTsXqU94

بعد يوم من تعهد ممثلة "دي مستورا"، دخلت أول مساعدات إلى داريا للمرة منذ العام 2012، والتي كانت عبارة عن مساعدات انسانية لا تتضمن مواد غذائية ، حيث اتحدت 6 منظمات تابعة للأمم المتحدة لتنجز مهمتها عبر ادخال مساعدات طبية غلب عليها "شامبو مضاد للقمل ومرهم للجرب وناموسيات".

الأمم المتحدة كانت تعلم أن نظام الأسد يقصف داريا بالبراميل المتفجرة بشكل يومي، بل وأطلقت على المدينة لقب "العاصمة السورية للبراميل المتفجرة"، وذلك على لسان "ستيفن أوبراين" مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، حيث تعهد في جلسة لمجلس الأمن مؤخرا أن "المسؤولين عن إلقاء البراميل المتفجرة في سوريا سوف يحاسبون".

إذا تتواصل مهمة "إفراغ" الأهالي قسراً من سكانها، حيث سبقت داريا، إفراغ مدينة حمص بمظلة الأمم المتحدة، عبر إخراج نحو 2500 شخص من أحياء حمص القديمة ( باب سباع - باب هود -الخالدية -جورة الشياح)، في صفقات إدارتها ونظمتها وطبقتها الأمم المتحدة.

عملية تهجير أهالي الوعر ، سبقتها بأيام عملية تهجير مماثلة في ريف دمشق، عندما تم إبعاد نحو 135 شخصاً من أبناء مدينة قدسيا مع عائلاتهم نحو محافظة إدلب، وذلك مقابل رفع الحصار عن المدينة التي تم عشرات العائلات النازحة.

وفي سياق التهجير "الأممي" الممنهج لابد لنا إلا أن نعرج إلى اتفاق "الزبداني – الفوعة" الشهير، والذي تنص أهم بنوده على تغيير ديمغرافي خبيث، عبر إخراج سكان من مدينة الزبداني وبلدة مضايا المجاورة في ريف دمشق الغربي نحو إدلب مقابل إخراج سكان من بلدة الفوعة في ريف إدلب نحو ريف دمشق واللاذقية، ضمن صفقة بين "جيش الفتح" وإيران برعاية الأمم المتحدة، وذلك في سبيل فتح ممرات إنسانية إلى مدينة الزبداني وبلدتي "مضايا وبقين"، مقابل وقف إطلاق نار في مدينة إدلب وعدة قرى مجاورة من بينها بلدتي "كفريا والفوعة" الشيعيتين.

يشار هنا أن أهم مادة من "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" الصادر عن الأمم المتحدة نفسها، تنص المادة 13 من الإعلان المذكور حرفياً على ما يلي " لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة".

إذاً، العملية الوحيدة التي نجحت فيها جهود الأمم المتحدة بعد قرابة خمسة سنوات من الحرب على الشعب السوري كانت في إبعاد وتهجير أهالي مناطق في سوريا، ولو كان في سبيل تحقيق ذلك "الدوس" على أهم مبادئها وثوابتها، في حين فشلت هذه المنظمة ومن ورائها أفرعها وأجهزتها الستة المتمثلة في "مجلس الأمن والجمعية العامة و مجلس الوصاية و الأمانة العامة ومحكمة العدل الدولية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي" في وقف عمليات القتل اليومي والقصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ واستهداف المناطق السكنية والمشافي والمدارس والمراكز الطبية والإعلامية، كما فشلت في كسر سياسة الحصار والابتزاز والتجويع التي تطبقها قوات الأسد والميليشيات الشيعية في حلب وحمص وريف دمشق، والتي دفعت ثوارها وأهلها إلى أكل الحشائش وجيف الحيوانات، ليكون الخلاص في الصعود إلى "الحافلات الخضراء" سيئة الذكر.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات