بين قسد وكيري والحر.. ماذا بعد شرق الفرات؟

بين قسد وكيري والحر.. ماذا بعد شرق الفرات؟
تتصاعد حدة التصريحات منذ يوم أمس الأربعاء على خلفية معركة "درع الفرات" التي افتتحت أولى عملياتها بتحرير مدينة جرابلس بشكل كامل على يد فصائل الجيش السوري الحر، فعلى المستوى السياسي، بدأت تركيا التي رعت العملية بغطاء جوي بمطالبة الولايات المتحدة بتنفيذ تعهداتها التي أعلنت عنها في وقت سابق بإبعاد تنظيم YPG المُشكل الأساسي لتحالف قوات سوريا الديمقراطية إلى شرق الفرات، النقطة الخلافية التي بدأت بالتبلور بين الولايات المتحدة وتحالف قسد للمرة الأولى.

سباق إلى القرى الشاغرة.. واشتباكات بين قسد والحر

على الأرض، يبدو أن التحركات تختلف إلى حد ما عن ما يحدث في أروقة السياسة، حيث بدأ التسابق إلى القرى التي انسحب منها تنظيم الدولة، عقب تحرير جرابلس على يد الجيش الحر

لم تلبث فصائل الجيش الحر أن حررت مدينة جرابلس، وواصلت تقدمها إلى الجنوب وسيطرت على قرى "الجامل والعمارنة" حتى بدأت تستهدف  بالدبابات والهاون ورصاص القناصات، من مواقعها المتمركزة في الجبال وتلة الإذاعة، الأمر الذي استدعى رداً من الثوار.

إلى ذلك سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على قرية عين البيضة ومحيط العمارنة جنوب جرابلس، قبل أن تدحرها فصائل الثوار بغطاء من الطيران التركي.

بين بايدن وخليل..

بدأت النقطة الخلافية الأساسية منذ يوم أمس الأربعاء، عندما أطلق نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في مؤتمر صحفي في أنقرة، تهديداته حول انسحاب قوات "قسد" التي يشكل YPG عمادها الرئيس إلى شرق الفرات، وهذا يعني مما يعنيه ضمنياً التخلي عن "منبج" التي تعتبر قسد أنها من حصتها كونها هي من قامت بـ "تحريرها" بدعم أمريكي.

تهديدات بايدن لم تقف عند هذا الحد بل تعدت ذلك للقول إن الولايات المتحدة سوف تقطع الدعم عن قسد، إن لم تمتثل للتعليمات.

وعلى الفور جاء الرد من وحدات حماية الشعب الكردي، وعلى لسان الناطق الرسمي لها "ريدو خليل" والذي صال إن الوحدات لن تنسحب من الأراضي التي سيطرت عليها مؤخراً إلى شرق الفرات.

وأضاف خليل أن "أحد لا لن يستطيع إجبارنا على الانسحاب من أراضينا" وفق تعبيره.

https://orient-news.net/news_images/16_8/1472119934.jpg'>

كيري يؤكد الانسحاب من جديد.. والتحالف الدولي يرسم النهاية

وبعيداً عن تصريحات الـ YPG قالت وكالة رويترز اليوم إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبلغ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن قوات YPG بدأت بالانسحاب باتجاه شرق الفرات.

وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين الوزيرين أن قتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا سيستمر في نفس الوقت.

ويبدو أن جولة التقلبات السياسية والميدانية التي بدأت يوم أمس الأربعاء، قد حان الوقت لتستقر اليوم، حيث أعلن التحالف الدولي على لسان متحدث رسمي باسمه أن "قوات سوريا الديمقراطية" بدأت فعلا بالتحرك شرقاً إلى ما وراء الفرات، لترسم النهارية.

إلى هنا، قد يبدو المشهد ناقصاً وبانتظار ما تحمله الساعات أو الأيام القادمة، لكن المؤكد حتى الآن هو أن تركيا، بدأت تشعر أنها عادت إلى مسرح الأحداث وبقوة وهي فرصة لتحقيق مكاسب سياسية يبدو ان على رأسها تسليم فتح الله غولن على يد الولايات المتحدة، وتحطيم الحلم بإقامة "روج آفا" من قبل التنظيمات الكردية.

وفي الوقت الذي تشعر فيه قوات سوريا الديمقراطية، أنها لم تكن إلا بيدقاً بيد الولايات المتحدة، وأنها تلقت طعنة غادرة من خلال التخلي عن منبج، يبرز دور الثوار اليوم الذين بات الطريق معبداً لهم باتجاه مدينة الباب معقل التنظيم في ريف حلب الشرقي.

https://orient-news.net/news_images/16_8/1472119829.jpg'>

بعد شرق الفرات..

وبحسب قوات التحالف الدولي، التي نقلت رويترز عن متحدثها تصريح الانسحاب، فإن الوجهة القادمة لقوات سوريا الديمقراطية، بعد الانسحاب إلى شرق الفرات إلى "الرقة".

وقالت رويترز إنه "لم يتسن الوصول على الفور لمسؤول بقوات سوريا الديمقراطية للتعليق".

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد تحركت إلى الغرب من نهر الفرات في إطار عملية مدعومة من الولايات المتحدة لانتزاع السيطرة على مدينة منبج من تنظيم الدولة الإسلامية، وطالبت تركيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية -وهي عنصر أساسي في قوات سوريا الديمقراطية- بالعودة للضفة الشرقية من النهر.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات