ثلاث سنوات على الكيماوي.. المجرم ما زال طليقاً

ثلاث سنوات على الكيماوي.. المجرم ما زال طليقاً
ثلاث سنوات، أو 1095 يوماً بساعاتها ودقائقها مضت، منذ أن أطلقت قوات النظام السوري أولى صواريخها الكيماوية على بلدات ومدن الغوطة الشرقية مخلفة أكثر من 1500 شهيد بلا دماء وسط ضجيج عالمي مؤقت لم يتعد التصريحات الصحفية والمواقف الكلامية.

واستهدفت الضربة كلاً من "زملكا، جسرين، عربين، عين ترما، كفربطنا، حمورية" بالغوطة الشرقية ومدينة "معضمية الشام" في الغوطة الغربية في 21 آب 2013، الذي يصادف اليوم الأحد الذكرى الثالثة لهذه المأساة.

حققت قوى النظام السوري وحلفائها في روسيا وإيران، أحد أهم إنجازاتها، أنه "لا محظورات" في سوريا، ولا سقف لنوع عقوبة الشعب السوري على اقترافه ثورة ما تزال تدفع منذ خمس سنوات حتى اليوم أثماناً باهظة.

أولى ردات الفعل كانت من الأمم المتحدة التي عقدت جلسة فورية لبحث ما أسمته "التصعيد الخطير" في سوريا، لتقوم وبعد 4 أيام فقط بتشكيل لجنة تحقيق دولية من أجل البحث عن مسؤولين عن المجزرة.

واعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع قراراً ينص على تشكيل لجنة خبراء لتحديد المسؤولين عن هجمات باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا ومنها غاز الكلور، أو أي مواد كيميائية سامة أخرى ومحاسبتهم.

لكن اللجنة التي شكلت وانتهت مهامها لاحقاً لم تسفر عن قرارات تذكر، غير أن روسيا والصين عرقلتا إصدار بيان شديد اللهجة من المجلس يدعو دمشق لمنح مفتشي الأمم المتحدة الموجودين بالفعل في سوريا تصريحا مطلقاً بالعمل في منطقة الهجوم.

قررت الإدارة الأمريكية وبريطانيا التوجه إلى السلطة التشريعية في بلدانهم للحصول -كما قالوا- على موافقتهم للقيام بعمل عسكري ضد مواقع السلاح الكيماوي لدى النظام السوري رداً على استخدامه للأسلحة الكيميائية، في خطوة فسرها الجميع على أنها هروب من تعهداتهم بمنع النظام من استخدام السلاح الكيميائي.

الهجوم الكيماوي، لم يتعد لاحقاً تهديداً أمريكياً -جديا هذه المرة- كعقوبة على تجاوز الخط الأحمر، عزز لاحقاً بإرسال البوارج الأمريكية إلى سواحل المتوسط، وبات الجميع بارتقاب أول صاروخ "توماهوك" يسقط في القصر الجمهوري، إلا أن ذلك لم يحدث.

تدخلت القوى الكبرى بسرعة لإعطاء الولايات المتحدة علامة القبول بعرض صفقة تسليم السلاح الكيماوي، حيث رضخت الأخيرة -أوبالأحرى هذا كان هدفها أصلاً- رغم رقع من الخطوط الحمر التي كانت خطتها إدارة أوباما سابقاً ولاحقاً.

الهجوم الكيماوي على الغوطة لم يكن الأول من نوعه حيث وثّقت الشبكة السورية لحقوق الانسان 169 حادثة استخدام للأسلحة الكيماوية في سوريا، منذ أوّل حادثة في 23 ديسمبر/ كانون الأول 2012 استهدفت حيّ البياضة في حمص، وحتى منتصف آذار/ مارس 2016. ارتكب النظام السوري 167 حادثة منها، وتنظيم داعش حادثتَين.

وأشارت الشبكة إلى أنّ 134 هجمة بالغازات السامة وقعت بعد صدور القرار 2118 الخاص بنزع السلاح الكيماوي في سوريا، و33 هجمة قبله. إلى ذلك، وبيّنت الشبكة أنّ 97 في المائة من الحوادث وقعت في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة السورية، في ريف إدلب ودمشق وريفها وريف حماه بالإضافة إلى حلب وحمص ودرعا، فيما وقعت ثلاث في المائة منها في مناطق تخضع لاحتلال داعش.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات