ووقعنا بين المطرقة والسندان

ووقعنا بين المطرقة والسندان
بسم الله الرحمن الرحيم

وضع غير طبيعي تعيشه منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص سوريا التي أصبحت ميدان صراع الدول؛ فها هي تحوم بطائراتها- الدول المشاركة في الحرب على سوريا - في سمائها، وببارجاتها في بحرها، وترسل جنودها على أرضها...

فما سبب هذه الآفة؟ وما السبيل لخلاص السوريين منها بأسرع حلٍّ ممكن؟؟

وقد يرى البعض أن الحالة التي نعيشها في سوريا حالةٌ استثنائية:

روسيا دخلت بطائراتها في سوريا وأصبح لها أربع قواعد عسكرية بدل قاعدة واحدة، وبدأت بسياسة الأرض المحروقة والتي لها أسبقيات في أوكرانيا وصربيا وأفغانستان ...

وإيران التي أرسلت بنخبة جيشها إلى أراضي سوريا للدفاع عن نظام الأسد، وعاثت في الأرض فساداً وتخريباً، وأنفقت من الأموال ما يزيد عن مليار دولار أمريكي شهرياً؛ يعني: ثلث ميزانيتها ....

فهل نقول عن هذه الحالة أنها استثنائية؟!!

لكن من المهم فهم الصراع وأسباب تدخل هاتين الدولتين بالذات.

• روسيا تُعَدُّ ملك الغاز في العالم، والـمُصَدِّر الأول لأوربا، وهذا يجعل الأوربيين تحت رحمة روسيا، وإذا نظرنا إلى تاريخ روسيا مع أوربا نرى أنه تاريخ ليس بجيدِ العلاقات؛ لا سياسياً، ولا حتى دينياً؛ فمن الصعب أن نجعل روسيا تتخلى عن هذه الورقة بسهولة..

هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى.. فإن روسيا كبيرة ولا تملك بحراً على العالم الحديث، وهذا يجعلها متمسكة بالبحر المتوسط بعدما خرجت عن سيطرتها قاعدة ليبيا، فلم يبق لها سوى سوريا التي تمنحها البقاء في المتوسط، الذي كان حلماً لقياصرة روسيا في الوصول إلى المياه الدافئة.

• إيران بعد الثورة الإيرانية استطاعت أن تملك قلوب المسلمين المغفلين، بدولتها الجديدة، فنهضت اقتصادياً، وبدأت مشروعها الديني – وليس العسكري – في سوريا ولبنان وفي العراق بعد سقوط نظام صدام حسين فبلغت بها مراتب جيدة، ولكنَّ أمراً من الله وقف في وجه هذا المشروع .. فكشرت إيران عن أنيابها وأظهرت مشروعها علنياً، وأصبح في مضمار عسكري، وساندها قوى حزب الله في حربها ضد السوريين، وكان منها أن أصبحت الحرب بين السنة والشيعة.

وهنا نرى أن الثورة السورية أصبحت في صراع بين مشروعين:

- مشروع السيطرة والهيمنة الروسية.

- ومشروع الامتداد الشيعي الإيراني.

ووقعنا بين المطرقة والسندان، وأيضاً في وسطنا منشار أكل منا كلما صعد ونزل.

نعم: إنها حالة طبيعية.. ربما ليس لها مثيل في التاريخ... لكن هي طبيعية!!!!!

فَهْمُنا لهذا الأمر الواقعي وتوصيفه بشكل صحيح ومعرفة أسبابه هو بحد ذاته إنجاز غير مسبوق، فهذه الحالة نستطيع أن نجابه هذه الدول بقوتنا، ولكن أية قوة؟

قوة عسكرية، أم قوة سياسية، أم قوة إلهية؟

علينا استخدام القوى الثلاثة مجتمعة، ولا يمكن أن نتخلى عن واحدة منها، ولكل منها استخدامها في ميدانها، وفهم الواقع ضروري جداً  كي لا نكون مغفلين بعيدين عن الحقيقة.

إن النصر له معانٍ كثيرةً وليس معنى أننا إذا فزنا بالحرب على النظام أننا انتصرنا.. بل علينا التفكر في شيء أعمق من المعارك، في أمور خلف كواليس الحروب بعد عشرات السنين، وبين طيات الدهر؛ لنكون خير أمة أخرجت للناس.

التعليقات (3)

    عبد

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    نحن اتعس امة اخرجت للناس وهذه الحالة بدأت تظهر منذ اليوم الاول لوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم..وما يحدث اليوم هو تكملة لما حدث سابقا... لا فائدة ولا امكانيةزعلى الاطلاق لتعايش الشعوب الاسلامية تبعا للدين..ونستطيع ان نجزم الآنزان حقبة ما كنا نسميه بالديكتاتوريات العربية كانت انجح فترة عاشتها الشعوب العربية..من جميع النواحي..حتى الدينية..فنمى الفكر الديني...

    الحقيقة

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    ايران وروسيا كان الكثير يظن انهم اصدقاء العرب لذالك اقتربت سكاكينهم من رقابنا ولن نفلح ونحن ما نزال نسير خلف من وضعونا تحت سكاكينهم من اخوان مسلمون ومثقفون مزورون لا يروا ابعد من انوفهم وغرب لا يسعى الا لقتلنا وتأمر علينا

    ابن الشهباء

    ·منذ 7 سنوات 8 أشهر
    إن تنصروا الله ينصركم
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات