ستة أشهر أخرى

ستة أشهر أخرى
ستة أشهر أخرى!

تصريح مقتضب ومجزوء خرج به  رئيس الوزراء التركي بعد حملة سياسية وحراك دبلوماسي تركي , تضمن فتح قنوات اتصال مع روسيا وصلت لحد عودة العلاقات لسياقها الطبيعي ,وبعد تفاهم اقتصادي مع ايران .

خرج بن علي يردم ليقول ؛ انتظروا اخباراً جيدة من سوريا خلال الستة أشهر القادمة .

التصريح مقتضب ومجزوء وغير معروف لمن تم توجيهه , مما جعل المتابعين يتوهون في  زحمة التفسيرات.

ما فهمه السوريون أن عليهم الانتظار ستة أشهر أخرى.

ستة أشهر من الموت والقصف والبراميل.

من الحصار والجوع والمرض  من الآلام ومن اللجوء والتشرد .

ستة أشهر أخرى , ستشهد مزيداً من الانقسام والتشتت والتشرذم , وربما ستشهد ولادة كيانات وتحالفات جديدة.

ستة أشهر من معارك الكر والفر , وكأننا في غزوات قبلية نخسر فيها شبابنا وطاقاتهم , ستة أشهر من الاعدامات الميدانية ومن القذف والتشهير واستباحة الدم السوري.

السنين الخمس التي مرت لم تكف العالم فاحتاج لستة أشهر .

نفق غامض أُدخل فيه السوريين دونما أفق واضح .

هل ينتظر العالم الدخان الأبيض من البيت الابيض بعد خروج الرجل الاسود.

أم أن الروس قد حسموا خيارهم , لكنهم بقوا  أوفياء لعهدهم مع صغيرهم المدلل , بأن يبقى حتى نهاية فترة رئاسته .

أظن أن الجميع يدفع بهذا الاتجاه .

قالها مهرج النظام على العالم أن يعرف أعداء العالم فهل العالم يعرف أعدائه.

أظن أن العالم حقيقة يعيش هذا  الضياع , لم تكف كل الضمانات التي قدمتها أرواح حوالي مليون شهيد في سوريا أو أعضاء أكثر من نصف مليون , أن تقدم ضمانات للحل , فالخطاب التحريضي أقوى وصوت الرصاص صم الآذان عن صوت العقل.

ينتظر العالم ستة أشهر إضافية , ليقنع نفسه أن هذه المأساة يجب أن تتوقف هل هذه الأشهر الستة هي الوقت الضائع الذي بدأنا اللعب فيه .

أم أن نار الاتفاقيات والمزاودات تحتاج لأشهر ستة أخرى حتى تنضج الحل .

العالم الأعرج أساساً , سيقف ستة أشهر اخرى , يراقب موت السوريين ويشتم رائحة شواء أجساد أطفاله , فيما السوريون مشغولون أيضاً , في تهم التخوين والانتماء وحفلات الشتم الجماعي التي يمارسونها بطقوس اصبحت خاصة بهم.

ستة أشهر تمضي كما مضت ستة أعوام قبلها , لكن السؤال هل تستحق الانتظار.

فقط ستة أشهر!

فراس علاوي

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات